كتبهاهشام زليم ، في 12 أكتوبر 2012 الساعة: 15:03 م
وزير التربية الإسباني: "اهتمام الحكومة منصب على أسبنة التلاميذ القطلان".
ترجمة هشام زليم- ( عن جريدة الباييس)
تصريحات الوزير الإسباني أثارت حفيظة القطلان و زادت من حدة التوتر بين الحكومة المركزية بمدريد و الحكومة القطلانية.
"اهتمام
حكومة راخوي منصب نحو أسبنة التلاميذ القطلان كي يشعروا بالاعتزاز بكونهم
أسبانا بقدر اعتزازهم بكونهم قطلانا", هذا ما أكده يوم الأربعاء الماضي
وزير التربية و الثقافة و الرياضة الإسباني خوثي إيغناثيو ويرث خلال جلسة
مراقبة أداء الحكومة, مضيفا بأن هذه الطريقة ستُمكِّن التلاميذ من
"الموازنة بين الهويتين – الإسبانية و القطلانية- , لأن كلتيهما ستثريهم و
ستُحصّنهم". كما أعلن الوزير بأن الإصلاح التربوي الذي تشتغل عليه وزارته
سيُقلّص بشكل ملموس قدرة الحكومات المحلية على البث في المواد التي تُدرّس
في المدارس و الجامعات.
جاءت
هذه التصريحات في معرض رد الوزير على النائب الاشتراكي فرانثيثك فالس,
الذي تساءل إن كان الجهاز التنفيذي يرى بأن هناك مؤشرات تربط بين تصاعد
الشعور الاستقلالي بقطلونية و نظامها التربوي, في إشارة لتصريحات أدلى بها
الوزير ويرث الأسبوع الماضي و قال فيها بأن هناك مؤشرات تربط بين تصاعد
الشعور الاستقلالي في بعض المقاطعات بالاتجاه الذي اتخذه المسار التربوي".
خلال
هذه الجلسة البرلمانية, سأل النائب الاشتراكي الوزير ويرث إن كانت
التصريحات "الصادمة" التي أدلى بها هي مجرد "زلة لسان" أم هو مؤمن بها حقا.
فرد عليه الوزير بأنه يرى أن "الانحراف الذي شاب النظام التربوي بقطلونية
يسهل إخفاء, أو على الأقل تقليص, العوامل المشتركة, و خاصة التاريخية منها,
و التي تضع تاريخ قطلونية داخل إسبانيا" في حين تُضخَم العناصر الخاصة
بقطلونية بشكل مبالغ فيه.
هذه
الكلمات الأخيرة أججت نار غضب النائب الاشتراكي و قال أنها تذكره
"بالمدرسة القومية الكاثوليكية" التي سادت بعد الحرب الأهلية الإسبانية,
حيث "كان الجهاز التربوي قائما على الدوغمائية و فرض السلطة عبر التعليم و
تحصيل المعارف من خلال الحفظ, دون السماح بأي شكل من أشكال التساؤل أو
الانتقاد ", و الأمر في قطلونية هو نقيض ذلك, حسب النائب فالس, فمدارس
قطلونية "لا تُلقِّن العقائد" و لكن "تُكون و تربي", لهذا طلب فالس من
الوزير أن يُراجع ما قاله احتراما لكرامة و جهود الألاف من الأساتذة الذين
أسهموا في خلق مدرسة عمومية ذات جودة عالية, لكنها اليوم مهددة بسياسة خفض
الإنفاق. و حسب فالس, سياسة وزير التربية الإسباني تهدف للتقسيم بين
"قطللانيين و أسبان, بين استقلاليين و غير استقلاليين, بين صالحين و أشرار"
لهذا طالبه ب”عصرنة" خطابه المتجاوَز, و أن يتصرف من منطلق المسؤولية إن
كان لا يريد أن يذكره التاريخ بأنه "ويرث المُقسِّم".
ثم
انتقل النقاش للغة التدريس في قطلونية, حيث طلب الوزير من النائب ألا
يُحاول إقناعه بفضائل اللغة القطلانية "لأنه مقتنع بها" و أنها لغة يتحدث
بها و يقرأ بها. لكنه شدد بالمقابل على عزمه تفعيل حق العائلات في تدريس
أبنائها باللغة القشتالية إن هي رغبت في ذلك, و قال بأنها "مسألة حريات و
من واجب الحكومة تفعيل هذا الحق".
ويرث
شدد على أن النظام التربوي القطلاني قد قام بعدة تغييرات كتعويض اسم مادة
"تاريخ إسبانيا" في البكالوريا بمادة "التاريخ" دون تخصيص, مما أحال تاريخ
إسبانيا إلى دور هامشي. لهذا, أكد على أن اهتمام الحكومة منصب على أسبنة
التلاميذ القطلان كي يشعروا بالاعتزاز بكونهم إسبانا بقدر اعتزازهم بكونهم
قطلانا". و ذلك قصد الموازنة بين هاتين الهويتين.
صلة الرحم بالأندلس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق