حصن القُصير هو حصن غاية في المناعة يقع في فم مضيق في الوادي الكبير, يبعد عن قرطبة بحوالي 30 كلم شرقا, و هو
اليوم مجرد أطلال. و قد ذكره الشقندي (توفي 1232م) في رسالته عن فضل الأندلس لما
ذكر المسافات بين قرى قرطبة و أعمالها, فقال : "بين
المُدوّر و قرطبة ستة عشر ميلا, و بين قرطبة و مُراد خمسة و عشرون ميلا, و بين
قرطبة و القُصير ثمانية عشر ميلا,..." (1).
أما ابن سعيد
الأندلسي (1214م-1286م) فقد أفرد للقُصير القرطبية جزءا في كتابه "المُغرب في
حُلى المغرب", أسماه "محادثة السَّير, في حلى كورة القُصير", ذكر
فيه قصيدة لأبي الحسين الوقشي, مطلعها:
شربنا على
وادي القُصير عشية*** وقد ركضت فيه الجياد النواسم (2)
سقطت بلدة
القُصير القرطبية بيد الملك القشتالي فرناندو الثالث "القديس" سنة
1240م, و أصبحت تعرف بموقع القصير Lugar de Alcocer . فأٌخليت من سكانها الذين نُقلوا إلى محيط برج غارسي منديث دي سوتومايورGarci Mendez
de Sotomayor الذي شيده المعلم محمد العارف سنة
1325م بأمر من القشتاليين, و يبعد هذا البرج عن القُصير حوالي الكلومتر, و هو
اليوم من معالم بلدة إلكاربيو El Carpio المُستحدثة حول
البرج بعد سقوط القُصير.
و لازالت
تحفظ البلدة اليوم بعض الآثار الإسلامية كبقايا حصن القصير الإسلامي و مقام القديس
سان بيدرو الذي يُعتقد أنه أقيم على أنقاض مسجد البلدة.
يشار إلى أن اسم
"القُصير" هو اسم شائع في عموم الأندلس, فهناك العديد من القلاع و
البلدات و حتى الأُسر التي تحمل هذا الاسم.
(الصورة: بلدة القصير
اليوم. 1-طاحونة لاس غرواس. 2- موقع و بقابا حصن القصير الإسلامي. 3- مقام سان
بيدرو. 4-حظيرة الأبقار.)
موسوعة الأندلس.