صعوبات في طريق إكمال المشروع العقاري "ابن عبو" في بلدة الكولكو بالبشرات الغرناطية
العشرات من المنازل ضمن مشروع "ابن عبو" العقاري تعاني الهجران التام.
الكولكو El Golco بلدة صغيرة تقع جنوب شرق مدينة غرناطة, على بعد كيلومتر واحد من البلدة البشراتية الشهيرة مشينا بومبرون Mecina Bombaron. خلال فصل الشتاء ينخفض عدد سكان البلدة إلى أقل من30 شخصا. موقعها الجغرافي المُطل على مناظر رائعة لجبال البشرات أعطاها أهمية استراتيجية.
قبل حوالي 17 سنة, دشّن أحد المستثمرين العقاريين مشروعا عقاريا طموحا لبناء مركب سكني ضخم يضم حوالي 150 منزلا, و ذلك على مراحل. الهدف كان جذب السياح الباحثين عن البشرات الأصيلة إلى بلدة الكولكو عبر توفير منازل, مبنية على الطراز المورسكي, لقضاء أوقات رائعة في حضن البشرات. هذا المشروع حمل اسم المورسكي"ابن عبو" المنحدر من بلدة مشينة بومبرون, وهو قريب سلطان الأندلس محمد ابن أمية و أحد الزعماء البارزين لحرب البشرات (1568-1571).
أهل بلدة الكولكو توسموا خيرا في هذا المشروع و اعتبروه وسيلة للتعريف ببلدتهم التي تكاد تكون مجهولة لدى القاصي و الداني. لكن, مع مرور الوقت, سرعان ما تبخر هذا الحلم.
شرع المستثمر في تشييد المنازل. الشطر الأول عرف إقامة 23 منزلا. ثم توالت المراحل حتى وصل المشروع لمرحلته الأخيرة التي شهدت بناء 100 منزل. لكن سرعان ما نفدت الأموال المخصصة للمشروع, فهُجرت باقي الأشطُر . لقد أقيمت العديد من المنازل لكن الأشغال لم تكتمل بها, و سرعان ما سقطت ضحية الإهمال إلى درجة أن بعض أصحاب الجرأة استولوا على الأبواب و النوافذ. أما المرائب التي خصصت لإيواء سيارات السكان فكثيرا ما تغمرها مياه الأمطار بسبب بنائها على أرضية معرضة للفيضانات. أما الحيطان فقد تشقق أغلبها, و أصبحت الغرف ملاذا للقطط خصوصا في فترة الشتاء.
حسب السكان, قام المستثمر بأمور كثيرة أظهرت سوء نيته, حيث لم يدفع لا ثمن الأراضي التي قام بشرائها ولا حتى أجر عمال البناء, ما دفع بعض الدائنين للاستيلاء على الآلات و الأدوات التي بقيت هناك لعلّهم يعوضون بعض خسارتهم. بل إن المستثمر حاول تحويل أحد المنازل إلى نادِِ للدعارة, و بالفعل قام بتزيين المنزل و استقدام المومسات, لكن بلدية الكولكو منعته من ذلك.
مشاكل أخرى طفت على السطح. فقد تبين بأن المشروع, باستثناء الشطر الأول, تم إقامته على أرضية غير مستقرة و دون أي مخطط حضري. كما طالبت جمعيات بيئية بتجميده لأنه غير شرعي لإضراره بمنطقة محمية بيئيا و طالبوا بتدمير المباني و إعادة المنطقة لطبيعتها. بل إن حكومة إقليم الأندلس قد باشرت إجراءات تجميده, لكن بلدية الكولكو رفضت ذلك بحجة أن القضاء لم يحكم بتجميد البناء. موازاة مع ذلك قام المستثمر ببيع منازل الأشطر المكتملة في المملكة المتحدة, قطلونية و ألمرية.
حسب السكان, قام المستثمر بأمور كثيرة أظهرت سوء نيته, حيث لم يدفع لا ثمن الأراضي التي قام بشرائها ولا حتى أجر عمال البناء, ما دفع بعض الدائنين للاستيلاء على الآلات و الأدوات التي بقيت هناك لعلّهم يعوضون بعض خسارتهم. بل إن المستثمر حاول تحويل أحد المنازل إلى نادِِ للدعارة, و بالفعل قام بتزيين المنزل و استقدام المومسات, لكن بلدية الكولكو منعته من ذلك.
مشاكل أخرى طفت على السطح. فقد تبين بأن المشروع, باستثناء الشطر الأول, تم إقامته على أرضية غير مستقرة و دون أي مخطط حضري. كما طالبت جمعيات بيئية بتجميده لأنه غير شرعي لإضراره بمنطقة محمية بيئيا و طالبوا بتدمير المباني و إعادة المنطقة لطبيعتها. بل إن حكومة إقليم الأندلس قد باشرت إجراءات تجميده, لكن بلدية الكولكو رفضت ذلك بحجة أن القضاء لم يحكم بتجميد البناء. موازاة مع ذلك قام المستثمر ببيع منازل الأشطر المكتملة في المملكة المتحدة, قطلونية و ألمرية.
حاليا مشروع "ابن عبو" اكتملت بعض أشطره و بيعت بعض منازله. لكن أشطرا أخرى مجمدة للأسباب الآنفة الذكر و مهجورة بالكامل. سكان بلدة الكولكو اليوم لا يستوعبون كيف سمحت السلطات منذ البداية بإنشاء هذا المشروع رغم عدم استيفائه للشروط القانونية و البيئية و السلاماتية, كما أنهم يمتعضون من فكرة تدمير كل هذه البنايات بعد إنشائها, و هي التي كلفت مئات الملايين من اليوروهات.
صلة الرحم بالأندلس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق