"الأمن الكاذب لإسرائيل" بقلم الصحفي الأندلسي مكيل سالفتييرا.
نشرت صحيفة ABC الإسبانية يوم 12
يوليوز الماضي مقالا للصحفي الأندلسي مكيل سالفاتييرا Miguel Salvatierra
تحت عنوان "الأمن الكاذب لإسرائيل" انتقذ فيه الهجوم على غزة و أدان فيه حصار الشعب الفلسطيني في القطاع.
"الأمن الكاذب لإسرائيل"
مكيل سالفاتييرا Miguel Salvatierra
تعريب هشام زليم.
لن ينفع الهجوم الدموي الجديد على غزة في إبطال هجمات و سلطة حماس.
و عادت إسرائيل مرّة أخرى
لتدك غزة بالصواريخ. مرّة أخرى الساكنة المدنية هي التي دفعت الضريبة قتلا و
تدميرا. مرة أخرى الانتقام الإسرائيلي من الفلسطينيين لمقتل مدنيين
إسرائيليين كان مضاعفا 20 أو 30 مرة. لا شيء جديد في هذا الصراع. هجوم جديد
على سلطة حماس (التي تعتبرها الولايات المتحدة و الاتحاد الأوربي جماعة إرهابية) في غزة قد يُصفي كوادرها و يُقلص إمكانياتها, مؤقتا على الأقل,
لكنه سيزيد بالمقابل من تطرفها و يعزز الدعم الشعبي لها و يدفعها للبحث عن
سبل جديدة لضرب إسرائيل.
الشرارة
التي أشعلت فتيل هذا التصعيد كان الحادث الطائش و الوحشي الذي شهد مقتل 3
مراهقين يهود بدم بارد. إسرائيل اتهمت حماس, لكن من دون أدلة قاطعة.
فعمليا, هذا الحادث لا يصب في مصلحة الحركة الإسلامية, التي تعاني حاليا من انخفاض في شعبيتها بسبب سوء التدبير و نقص التمويل. كما أن الوضع
في مصر, مع حظر الإخوان المسلمين, حرمها من سندها الرئيسي.
هذا الهجوم يقضي على البنى
التحتية القادرة على تحسين الظروف في غزة التي تعتبر سجنا كبيرا مساحته 151
كلم مربعا يتكدّس فيه أكثر من مليون و 700 ألف شخص تحت حصار إسرائيلي.
وفق معلومات وكالة الأمم المتحدة لغوث و تشغيل اللاجئين (الأونروا) استبشر
السكان خيرا بعد الإعلان يوم الثاني من يونيو الماضي عن تشكيل حكومة وحدة
وطنية بين حماس و السلطة الفلسطينية. كان سكان غزة على ثقة بأن
الحكومة الجديدة ستجلب الاستقرار و الهدوء, كما كانوا يعتقدون أن الحصار
الإسرائيلي سيُرفع على المدى البعيد و أن معبر رفح مع مصر سيُفتح من جديد
في وجه المدنيين.
مصادر الأمم المتحدة تشير إلى أن
الحصار الإسرائيلي المفروض دخل, في يونيو 2014, عامه الثامن و وقعه ما يزال
كارثيا على القطاع. فالصادرات من غزة و حركة الأشخاص من و إلى القطاع
لازالت ممنوعة, بينما الولوج لمنطقة الصيد البحري و المناطق الأخرى يبقى
محدودا للغاية.
حكومة الليكود الإسرائيلية,
المتطرفة بوجود القوى المتشددة مثل حزب "إسرائيل بيتنا" الذي ينتمي له وزير
الخارجية الحالي أفيكدور ليبرمان, مستمرة في تغليب منطق استعمال القوة
العسكرية لتدمير حماس بينما تمارس سياسة الأمر الواقع باستمرارها في توسيع
المستوطنات الغير شرعية, مُحرِجة بذلك أولئك الفلسطينيين المناصرين
للمفاوضات و التفاهم. قد تكون القوة العسكرية الساحقة أعطت شعورا جليا بالأمن, لكنه يبقى
أمنا بعيدا عن أن يكون شاملا, كما حصل مع الحادث الرهيب لقتل 3 مراهقين. فيما يخص
الصواريخ, واضح أن منظومة القبة الحديدية استطاعت تقريبا تحييد كل القذائف
الفلسطينية, لكن هل ستنجح دائما في ذلك؟ لا يوجد في كل الترسانة
الإسرائيلية أي سلاح أكثر فعالية من اتفاق سلام مع الفلسطينيين وفق مبدأ
"دولتين لشعبين" على حدود عام 1967 كما توصي بذلك الغالبية الساحقة من أمم
المجتمع الدولي.
صلة الرحم بالأندلس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق