السيد سعد الدين العثماني و أصوله الأمازيغية الأندلسية.

السيد سعد الدين العثماني و أصوله الأمازيغية الأندلسية.

السيد سعد الدين العثماني

هشام زليم

صلة الرحم بالأندلس.

في إحدى مقابلاته السابقة مع قناة فرونس 24 الفرنسية, تحدث السيد الوزير الأول المغربي المُكلف سعد الدين العثماني عن أصول عائلته الضاربة عميقا بجذورها في أرض سوس "العالِمة" جنوب المغرب. 

السيد العثماني رجح في حديثه أن تكون عائلته قد قدِمت قبل 6 قرون من الأندلس و استقرت أفخاذ منها بربوع المملكة المغربية الشريفة قبل أن يستقر أحد أجداده في تلك الفترة بمنطقة تافراوت بسوس.

بعض المنابر الإعلامية التابعة لغلاة الأمازيغ حرفت كلام السيد العثماني و ذكرت بأنه يتنكر لأصوله الأمازيغية السوسية. و هذا جهل فاحش بالتاريخ و حركات الهجرة و الهجرة المعاكسة بين بلاد الأندلس و المغرب.

فمما لا شك فيه أن المكون الأمازيغي هو واحد من العناصر الإثنية المكونة لشعب الجزيرة الإيبيرية, و قد كانت حركات الهجرة متواصلة بين ضفتي مضيق جبل طارق و زادت هذه الهجرة إبان العصر الإسلامي للأندلس حيث توحدت البلاد الأندلسية و المغربية تحت سلطة المرابطين ثم الموحدين و بشكل أقل في ظل حكم المرينيين.

و مع أفول نجم الحكم الإسلامي في الأندلس, اختار بعض الامازيغ البقاء في الأندلس تحت الحكم الإسباني الجديد, بينما آثر البعض الآخر العودة للاستقرار في منابتهم الأصلية. 

و حتى لا أطيل كثيرا في هذا الموضوع فالوقت حاليا لا يسمح للإطالة، أحيل القارئ الكريم إلى قرى أندلسية في جنوب إسبانيا, و تحديدا في جبال البشرات الغرناطية, و هي غيض من فيض, تُدعىَ البلدات البربرية (الأمازيغية) Pueblos bereberes de las alpujarras. و هي بلدات نجد على رأسها تريفليث Trevelez, بامبانيرا Pampaneira, بوبيون Bubion و كابيليرا Capileira. و قد سُميت بالبلدات الأمازيغية لاستقرارها بين أحضان الجبال الشواهق و لشبهها العمراني الشديد بقرى سوس الأطلسية جنوب المغرب. 

بلدة ترفليث بجبال البشرات جنوب إسبانيا

لنتفكر في هذه القرى, و في تسمية الإسبان لها بالقرى الأمازيغية, و بالتأكيد, سنفهم الأصول الأندلسية للسيد العثماني, التي لا تزيد أمازيغيته إلا عراقة و تأصلا. , بالتأكيد ستتغير نظرتنا لتاريخنا, لغيرنا و لأنفسنا.