اعترافات النازي الألماني هاينريش هيملر: فرانكو ناكر للجميل و خائن. و الكنيسة الكاثوليكية ستدفع الثمن.
هشام زليم.
مدونة صلة الرحم بالأندلس.
مقال صحيفة الباييس El Pais الإسبانية. "Segun Himmler, Franco era un ingrato y un traidor" (حسب هيملر, فرانكو كان ناكرا للجميل و خائنا". نُشرَ يوم 4 دجنبر 2017.
هشام زليم.
مدونة صلة الرحم بالأندلس.
مقال صحيفة الباييس El Pais الإسبانية. "Segun Himmler, Franco era un ingrato y un traidor" (حسب هيملر, فرانكو كان ناكرا للجميل و خائنا". نُشرَ يوم 4 دجنبر 2017.
كان فليكس كيرستن Felix Kersten المعالج الفيزيائي الشخصي لواحد من كبار المجرمين على مر العصور, النازي هاينريتش هيملر Heinrich Himmler, قائد وحدات الإس إس SS (شوتزشتافل) و كل جهاز رعب الرايخ, إضافة لكونه المسؤول المباشر عن الهولكست. و قد تبادل كيرستن أحاديث طويلة مع هيملر حيث كان محط ثقته الكاملة بالنظر لقدراته على تسكين آلامه. ابنه استرجع كل وثائق والده لتأليف كتاب "اعترافات هيملر", و هو عبارة عن يوميات طبيبه الشخصي قامت دار النشر "ماضي و حاضر"Pasado& Presente بنشره يوم الإثنين (4 دجنبر 2017). و قد أورد هذا الكتاب محادثةً بين هيملر و كيرستن عبرََّ فيها القائد النازي عن غضبه العميق على فرانكو لرفضه الدخول في الحرب العالمية الثانية.
- أرغبُ في العيش لرؤية ذلك. فرانكو ناكرٌ للجميل و خائن.
كان الفوهرر يُعوِّلُ على قيام فرانكو بعمل يخدم الألمان, فينخرط في الحرب و يحتل جبل طارق. كان هذا العمل سيُغلقُ مدخل البحر المتوسط و لكانت الحرب قد أخدت منحاً آخر. هيملر نفسه تفاوض بهذا الصدد مع فرانكو. لكن...
- هذا القرد الإسباني رفض التخلي عن حياده! على ما يبدو كان يتطلع للحصول على بعض الامتيازات من الحلفاء. لكن سيكون لنا بعد الحرب كلام أكثر جدية مع بعض الدول المحايدة.
أجابه فليكس:
- سيكون تهديدا جديدا للسلام في أوربا لو أن جميع الدول المحايدة أو التي حاربت ضد ألمانيا تمت معاقبتها.
فرد عليه هيملر:
- لن تمتد أيدينا للجنود الذين حاربوا ضدنا بسلاحهم فهم لم ينفدوا سوى الأوامر و أدوا واجبهم. بل إن الكثير منهم قاموا بإنجازات بطولية عظيمة أثارت إعجابنا رغم أنها كانت موجهة ضدنا. لكن المسؤولية يتحملها من يعمل في الكواليس و الساسة الذين بسياستهم الحيادية يحاولون تبرير عدم مشاركتهم في إنشاء أوربا جديدة. بتصرفهم هذا ساعدوا مناهضي هذا النظام الجديد. مثلا, كيف سيكون حال إسبانيا و فرنسا الآن لو لم تُقدم ألمانيا دعمها اللامشروط لفرانكو عام 1936م؟ لو انتصر الشيوعيون في إسبانيا لأصابت الشيوعية فرنسا في الحين و ربما مناطق كثيرة في أوربا. فكيف شكرنا فرانكو و الآخرين؟ بقوا على الحياد!
ليستفسره فليكس:
- كيف تلومهم على محاولتهم البقاء على الحياد؟
فكان رد هيملر:
- عندما شرع فرانكو في حربه الأهلية, أقسم بأغلظ الأيمان على الوفاء الأبدي للفوهرر و لموسوليني اللذان سانداه في حربه. في أكتوبر من العام الماضي, اجتمع الفوهرر بفرانكو على الحدود الإسبانية و قدَّم لهذا الاخير العديد من المقترحات, حيث وعده بمنحه جبل طارق و مناطق شاسعة من المستعمرات الإفريقية (مقابل مشاركته في الحرب العالمية الثانية). لكن فرانكو اعتذرَ متذرعا بصعوبة الوضع الإقتصادي في إسبانيا. كما برر موقفه بأن السواحل الإسبانية غير محمية بتاتا و أضعفُ ما تكون أمام هجمات السفن الحربية الإنجليزية, و أن الجيش الإسباني لا يتوفر على معدات حديثة و إذا ما وقفت إسبانيا في صف ألمانيا فإن الإنجليز سيحتلون في الحين جزر الكناري. بالإضافة إلى ذلك, ففرانكو على الصعيد الشخصي, ترك انطباعا سيئا لدى الفوهرر. على كل حال, نعلم ما يجري في الخفاء. فخلف فرانكو تقف الكنيسة الكاثوليكية التي ضغطت طبعا ضد المشاركة. هذا اللقاء مع فرانكو بيَّن بوضوح للفوهرر بأنه علينا تشديد الخناق على الكنيسة الكاثوليكية. لقد سبق و اتفق الفوهرر مع فرانكو على أن نجتاح إسبانيا في يناير 1941 و ندخل جبل طارق. حيث سيتحد جيش فرانكو بجيشنا لمهاجمة جبل طارق. لكن, لك أن تتصور سيد كيرستن, في اللحظة الأخيرة تراجع فرانكو إلى الوراء. لقد جنت الكنيسة الكاثوليكية في إسبانيا نصرا آخر. بإمكانك تصور ثورة غضب الفوهرر حين علِمَ بأن فرانكو تراجع عن وعده. لكن سنال مرادنا من دون فرانكو, و حينها سننصب المشانق للبائس فرانكو و أساقفته و كرادلته. لا يمكننا الحديث عن تآخي و لا تفاهم بين الشعوب قبل هزيمة الكنيسة الكاثوليكية.
فليكس رد عليه بأنه ليس من العسير فهم قرار فرانكو إذا أخذنا في الاعتبار أن كل سواحله لم تكن محمية أمام هجمات محتملة تنفدها البحرية الإنجليزية. و بصفته رجل دولة, كان من باب اللامسؤولية اتخاذ قرار غير الذي اتخذه. فالأمر لا علاقة له بدور الكنيسة الكاثوليكية و إنما بالفطرة السليمة لفرانكو. بالإضافة لذلك, فقد خرجت إسبانيا ضعيفة من الحرب الاهلية ما جعلها غير مؤهلة لخوض حرب جديدة.
بدى الانزعاج على هيملر و أشار لفليكس بأن له رؤية أكثر وضوحا عما كان يجري في إسبانيا و بأن اليوم الذي سيتفرغ فيه الفوهرر لفرانكو و الكنيسة قادم. و قال:
- لا نريد أن تُهدينا إسبانيا أي شيء. سيكون امتيازا لنا لو ساعدتنا إسبانيا. لن تتكرر هذه الفرصة و فرانكو لم يقدر جيدا طبيعة الظروف الراهنة. حيثما هناك إرادة هناك أيضا مناسبات, و فرانكو لم يُحسن فهم الإشارات بشكل صحيح. كان فرانكو سيذخر مشاكل كثيرة لو أنه سنَّ بعد الحرب الأهلية إصلاحا زراعيا جديدا لساكنته القرويين بدل تفويت 40 بالمئة من الأراضي للكنيسة. بفعل هذا القرار قُوِّضت إمكانية إقامة نظام اجتماعي أوربي جديد.
بعد برهة, أنهى هيملر المحادثة بشكل أكثر هدوءا قائلا:
- ينبغي في البداية ربح الحرب و بعد ذلك سنجد حلا لهذه المسألة.
بعد الغذاء, اشتكى هيملر من آلام مفاجئة في المعدة و طلب من فليكس معالجتها. فدخلا إلى قاعة التدليك و نجح فليكس مرة أخرى في تسكين الآلام. في الهذه المرة, استغل الفرصة ليطلب من هيملر تحرير 3 ألمان, هولنديين و قس كاثوليكي كانوا معتقلين في أورانينبورغ.
بعد ذلك, و في ليلة نفس اليوم, استدعى براندت فليكس ليخبرهُ بأن هيملر أمر بتحرير هؤلاء الأشخاص الستة و بإمكانهم مغادرة السجن في الليلة نفسها.
هشام زليم.
مدونة صلة الرحم بالأندلس..
- هذا القرد الإسباني رفض التخلي عن حياده! على ما يبدو كان يتطلع للحصول على بعض الامتيازات من الحلفاء. لكن سيكون لنا بعد الحرب كلام أكثر جدية مع بعض الدول المحايدة.
أجابه فليكس:
- سيكون تهديدا جديدا للسلام في أوربا لو أن جميع الدول المحايدة أو التي حاربت ضد ألمانيا تمت معاقبتها.
فرد عليه هيملر:
- لن تمتد أيدينا للجنود الذين حاربوا ضدنا بسلاحهم فهم لم ينفدوا سوى الأوامر و أدوا واجبهم. بل إن الكثير منهم قاموا بإنجازات بطولية عظيمة أثارت إعجابنا رغم أنها كانت موجهة ضدنا. لكن المسؤولية يتحملها من يعمل في الكواليس و الساسة الذين بسياستهم الحيادية يحاولون تبرير عدم مشاركتهم في إنشاء أوربا جديدة. بتصرفهم هذا ساعدوا مناهضي هذا النظام الجديد. مثلا, كيف سيكون حال إسبانيا و فرنسا الآن لو لم تُقدم ألمانيا دعمها اللامشروط لفرانكو عام 1936م؟ لو انتصر الشيوعيون في إسبانيا لأصابت الشيوعية فرنسا في الحين و ربما مناطق كثيرة في أوربا. فكيف شكرنا فرانكو و الآخرين؟ بقوا على الحياد!
ليستفسره فليكس:
- كيف تلومهم على محاولتهم البقاء على الحياد؟
فكان رد هيملر:
- عندما شرع فرانكو في حربه الأهلية, أقسم بأغلظ الأيمان على الوفاء الأبدي للفوهرر و لموسوليني اللذان سانداه في حربه. في أكتوبر من العام الماضي, اجتمع الفوهرر بفرانكو على الحدود الإسبانية و قدَّم لهذا الاخير العديد من المقترحات, حيث وعده بمنحه جبل طارق و مناطق شاسعة من المستعمرات الإفريقية (مقابل مشاركته في الحرب العالمية الثانية). لكن فرانكو اعتذرَ متذرعا بصعوبة الوضع الإقتصادي في إسبانيا. كما برر موقفه بأن السواحل الإسبانية غير محمية بتاتا و أضعفُ ما تكون أمام هجمات السفن الحربية الإنجليزية, و أن الجيش الإسباني لا يتوفر على معدات حديثة و إذا ما وقفت إسبانيا في صف ألمانيا فإن الإنجليز سيحتلون في الحين جزر الكناري. بالإضافة إلى ذلك, ففرانكو على الصعيد الشخصي, ترك انطباعا سيئا لدى الفوهرر. على كل حال, نعلم ما يجري في الخفاء. فخلف فرانكو تقف الكنيسة الكاثوليكية التي ضغطت طبعا ضد المشاركة. هذا اللقاء مع فرانكو بيَّن بوضوح للفوهرر بأنه علينا تشديد الخناق على الكنيسة الكاثوليكية. لقد سبق و اتفق الفوهرر مع فرانكو على أن نجتاح إسبانيا في يناير 1941 و ندخل جبل طارق. حيث سيتحد جيش فرانكو بجيشنا لمهاجمة جبل طارق. لكن, لك أن تتصور سيد كيرستن, في اللحظة الأخيرة تراجع فرانكو إلى الوراء. لقد جنت الكنيسة الكاثوليكية في إسبانيا نصرا آخر. بإمكانك تصور ثورة غضب الفوهرر حين علِمَ بأن فرانكو تراجع عن وعده. لكن سنال مرادنا من دون فرانكو, و حينها سننصب المشانق للبائس فرانكو و أساقفته و كرادلته. لا يمكننا الحديث عن تآخي و لا تفاهم بين الشعوب قبل هزيمة الكنيسة الكاثوليكية.
فليكس رد عليه بأنه ليس من العسير فهم قرار فرانكو إذا أخذنا في الاعتبار أن كل سواحله لم تكن محمية أمام هجمات محتملة تنفدها البحرية الإنجليزية. و بصفته رجل دولة, كان من باب اللامسؤولية اتخاذ قرار غير الذي اتخذه. فالأمر لا علاقة له بدور الكنيسة الكاثوليكية و إنما بالفطرة السليمة لفرانكو. بالإضافة لذلك, فقد خرجت إسبانيا ضعيفة من الحرب الاهلية ما جعلها غير مؤهلة لخوض حرب جديدة.
بدى الانزعاج على هيملر و أشار لفليكس بأن له رؤية أكثر وضوحا عما كان يجري في إسبانيا و بأن اليوم الذي سيتفرغ فيه الفوهرر لفرانكو و الكنيسة قادم. و قال:
- لا نريد أن تُهدينا إسبانيا أي شيء. سيكون امتيازا لنا لو ساعدتنا إسبانيا. لن تتكرر هذه الفرصة و فرانكو لم يقدر جيدا طبيعة الظروف الراهنة. حيثما هناك إرادة هناك أيضا مناسبات, و فرانكو لم يُحسن فهم الإشارات بشكل صحيح. كان فرانكو سيذخر مشاكل كثيرة لو أنه سنَّ بعد الحرب الأهلية إصلاحا زراعيا جديدا لساكنته القرويين بدل تفويت 40 بالمئة من الأراضي للكنيسة. بفعل هذا القرار قُوِّضت إمكانية إقامة نظام اجتماعي أوربي جديد.
بعد برهة, أنهى هيملر المحادثة بشكل أكثر هدوءا قائلا:
- ينبغي في البداية ربح الحرب و بعد ذلك سنجد حلا لهذه المسألة.
بعد الغذاء, اشتكى هيملر من آلام مفاجئة في المعدة و طلب من فليكس معالجتها. فدخلا إلى قاعة التدليك و نجح فليكس مرة أخرى في تسكين الآلام. في الهذه المرة, استغل الفرصة ليطلب من هيملر تحرير 3 ألمان, هولنديين و قس كاثوليكي كانوا معتقلين في أورانينبورغ.
بعد ذلك, و في ليلة نفس اليوم, استدعى براندت فليكس ليخبرهُ بأن هيملر أمر بتحرير هؤلاء الأشخاص الستة و بإمكانهم مغادرة السجن في الليلة نفسها.
هشام زليم.
مدونة صلة الرحم بالأندلس..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق