لهذا السبب الغريب أضاف فرانكو ساعة إلى توقيت إسبانيا
صلة الرحم بالأندلس
في يوم 16 مارس 1940 قرر الدكتاتور الإسباني
فرانثيسكو فرانكو, بشكل مفاجئ و من دون مقدمات, إضافة ساعة إضافية للتوقيت الرسمي
الإسباني الذي كان يوافق توقيت غرينتش. و جاء في البيان الرسمي الذي أصدره فرانكو
أن هذا التغيير يهدف لتوحيد توقيت إسبانيا مع توقيت باقي الدول
الأوربية ما سيترتب عنه منافع جمة.
مرة أخرى, و في عام 1973, قرر فرانكو, و تحت
ذريعة الأزمة الطاقية العالمية, إضافة ساعة إضافية أخرى, هذه المرة صيفية, و تستمر
من نهاية مارس إلى نهاية أكتوبر من كل سنة.
لنعد قليلا إلى الوراء...
لم يكن لفرانكو أن ينتصر في الحرب الأهلية
الإسبانية ما بين 1936 و 1939 على أنصار الجمهورية و يسيطر على إسبانيا لولا الدعم
العسكري الذي قدمه له هتلر زعيم ألمانيا النازية و موسوليني زعيم إيطاليا الفاشية.
و عند اندلاع الحرب العالمية الثانية عام
1939, كان هتلر يتوقع أن تسارع إسبانيا الفرانكوية لرد الجميل و الانضمام لدول المحور
بقيادة ألمانيا, و تقوم باحتلال جيب جبل طارق الخاضع لبريطانيا و تغلق بذلك مضيق
جبل طارق في وجه بحرية الحلفاء و تفتح حدودها للقوات الألمانية القادمة من فرنسا,
لكن المفاجأة تمثلت في اتخاذ إسبانيا موقف الحياد. هذا الموقف أثار غضب هتلر الذي
رأى في فرانكو ناكرا للجميل و خائنا. و قد أوردنا موقف هتلر من حياد إسبانيا
فرانكو في مقالنا حول اعترافات النازي هيملر الخاصة بإسبانيا. (رابط المقال في
نهاية هذا المقال).
و حتى يمتص غضب هتلر من موقفه الحيادي في
الحرب العالمية الثانية, أعلن فرانكو يوم 16 مارس 1940 إضافة ساعة للتوقيت الرسمي
الإسباني حتى يتوافق مع توقيت العاصمة الألمانية برلين, في خطوة تضامنية مع
ألمانيا !
هكذا صار التوقيت الإسباني اليوم فريدا من
نوعه على الصعيد العالمي. توقيت لا يعكس الواقع الجغرافي لإسبانيا المتموضعة في
أقصى غرب أوربا. ففي شهر غشت مثلا, تكون الساعة السابعة صباحا في مدينة طريفة
الإسبانية و هي نفس الساعة في وارسو عاصمة بولندا رغم أن بينهما 3200 كيلومتر,
بينما تكون الساعة السادسة صباحا في طنجة شمال المغرب رغم أن المسافة بين طريفة و
طنجة لا تتعدى 41 كلم !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق