مقال صحيفة "العُمال" Arbeiter-Zeitung النمساوية حول المورسكيين
في سنوات الثلاثينيات من القرن الماضي, احتدم في أوربا الصراع بين الحركات اليسارية و نظيراتها اليمينية و المُحافِظة المُلتحفة رداء الدين, فبحث كل طرف عن عيوب الطرف الآخر و عمل على نشرها عبر الجرائد و المنشورات. هكذا كان الوضع في النمسا, فقد نشرت جريدة "العُمال" Arbeiter-zeitung الاشتراكية اليسارية التابعة للحزب الديمقراطي الاشتراكي مقالا عن المورسكيين الاندلسيين ضحايا محكمة التفتيش الإسبانية. و قد نشر جزءا من هذا المقال و ترجمه للعربية العلامة شكيب أرسلان في موسوعته الأندلسية "الحلل السندسية في الأخبار و الآثار الأندلسية". يقول أمير البيان شكيب أرسلان:
"ثم إني أذكر في المبحث نفسه فصلا عثرت عليه في جريدة «العَمَلة» النمساوية Arbeiter-zeitung الصادر في فينة، عددها المؤرخ في 3 يناير سنة 1932، جاء فيه بمناسبة الكلام عن
ثورات أهل العمل، كلام عن موريسك الأندلس، وأعمال ديوان التفتيش الكاثوليكي ما
يلي:
" فأخذ هذا الديوان يُنقِّبُ و ينقِّر عن الكلية والجزئية من أعمال المسلمين, ومنع
جميع شعائرهم الدينية، بل منع جميع عاداتهم ومذاهبهم في الحياة: ولو لم
يكن لها تعلق بالدين، وعاقب على ذلك. وكان يعاقب أشد العقاب من علم
عنه أنه لا يأكل لحم الخنزير أو الميتة، أو عرف عنه أنه لا يشرب الخمر،
أو قيل إنه أدرج ميته في كفن نظيف. وكانت النظافة في ذاتها ذنبًا يعاقب
عليه، وفي سنة 1597 وجد في طليطلة المسمى «موريسكوبار ثولوم شانجه»
فلحظ عليه القوم أنه شديد التطهر، فعذبوه عذابًا شديدا، ومازالوا يعذبونه
حتى أقر بأنه يتطهر عن عقيدة، فحكموا عليه بالسجن المؤبد، وبضبط جميع أملاكه. و وجدوا قرآنًا عند عجوز اسمها «إيزابلا زاسن» فقالت أنها لا تقدر
أن تقرأه فلم ينفعها هذا القول، وعذبوها، ولكن لما كان عمرها تسعين سنة
اكتفوا من إهانتها بحملها على حمار، والطواف بها في الشوارع وعليها غطاء
مكتوب عليه اسمها «وإثمها» ثم زجوها في السجن بعد ذلك، وبقيت فيه إلى
أن علموها قواعد المسيحية".
المرجع: المرجع:"الحلل السندسية في الأخبار و الآثار الأندلسية"شكيب أرسلان. ص 266.
صلة الرحم بالأندلس.