الخميس، 29 يونيو 2017

بلدية غرناطة تُكرم تلميذا سوريا متفوقا. والده باحث سوري في تاريخ الاندلس يعمل اليوم في محل للشاورما في غرناطة.

بلدية غرناطة تُكرم تلميذا سوريا متفوقا. والده باحث سوري في تاريخ الاندلس يعمل اليوم في محل للشاورما في غرناطة.


هشام زليم.
مدونة صلة الرحم بالأندلس.
التلميذ السوري محمد زهران
كرمت بلدية غرناطة التلاميذ المتفوقين في السنة الدراسية الحالية, و كان بينهم الطفل السوري محمد زهران (11 عاما) الذي حلَّ بين العشرة الأوائل. والد محمد زهران هو ربيع زهران الحاصل عام 2006 على دكتوراه في الآثار العربية الإسلامية صادرة عن جامعة غرناطة, و كان موضوع بحثه "أنظمة الدفاع و تقنيات البناء لمنطقة وادي آش في مملكة غرناطة". و كان حتى عام 2015 رئيسا لقسم التاريخ في كلية الآداب و العلوم الإنسانية بجامعة البعث بسوريا, أما اليوم فيعمل في أحد محلات بيع الشاورما في حي رياليخو الغرناطي.


صحيفة "إديال إس" Ideal es الإلكترونية الغرناطية زارت الطفل محمد زهران في منزل أسرته المتواضع بحي الساعدين Zaidin جنوب غرناطة, و نشرت مقالا يحتفي بالطفل السوري و بأسرته, و مما جاء في هذا المقال الذي حررته الصحفية أنخلس بينيالفير:

"فتح الصغيرُ باب المنزلِ و قد ارتسمت على شفتيه ابتسامة متوترة. بدأ يشرح كيف قدِمَ قبل سنتين من دمشق, عاصمة سوريا, إلى غرناطة, و كان لا يتحدث و لو كلمة واحدة بالإسبانية, و هو اليوم ينال جائزة  لحلوله بين أفضل عشر تلاميذ الابتدائي في غرناطة"..."عبرَ محمد شارع ديلار حاملا محفظته الضخمة على ظهره, قاصدا منزل جده لوالده الذي يعيش أيضا في نفس الحي بصفته لاجئ حرب رفقة ابنيه الجامعيين. يمشي الصبي لوحده في الشارع دون أن ينتابه أدنى خوف, فهنا لا تُمطرُ السماءُ قنابلا, و لا تتحول المنازل رُكاما, و لا تسيل الدماءُ أنهارا". لكن الصبي يعترف قائلا: "أشتاق لمدرستي في دمشق, رغم أني أصبحتُ أفهم جيدا أصدقائي هنا و أيضا التلفزيون", قال هذه العبارة الأخيرة مرفوقة بابتسامة زادت عينيه الزرقاوتين اتساعا. و لازال جزء من عائلته يقطن في دمشق و حمص التي دُمرت أجزاء واسعة منها جراء الحرب.

صورة من حفل توزيع الجوائز في بلدية غرناطة. محمد زهران يسار الصورة.

لم يتوقف محمد عن كيل الشكر و المديح لمعلمته كرستينا سانشيث التي كانت تُخصص أمسياتها لتقدم له دروسا الدعم و التقوية. كما تقدم ربيع زهران, والد محمد, بالشكر لمدير المؤسسة التعليمية لتقديمه كامل الدعم لابنه خلال هاتين السنتين.

غادرت عائلة زهران دمشق بعدما انفجر عدد من القنابل في أدراج منزلهم. يروي ربيع زهران تفاصيل مغادرتهم سوريا قائلا: "جئت عام 2002 إلى غرناطة لدراسة الدكتوراه, و رغم أني عملتُ لبعض الوقت في جامعتي دمشق و حُمص, لم أتخلى عن إقامتي الإسبانية, و قد جئت بزوجتي و أبنائي إلى هنا بعد تدقيمي طلبا للتجمع العائلي. تركنا سوريا نحو لبنان, و هناك حصلنا على التأشيرة  و سافرنا إلى مدريد عبر الطائرة".

أراد ربيع الاحتفاء بابنه و تخصيص وقت المقابلة كاملة له, لكن عند حديثه عن المستقبل لم يُخفِ الأب حلمه بأن يعمل في مهنة مرتبطة بدراساته الجامعية, كمرشد سياحي أو مُدرس للأقسام الثانوية. 

مواضيع عن غرناطة:

ترجمة مدونة صلة الرحم بالأندلس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق