رئيس الوزراء الإسباني راخوي يتهم معارضيه بممارسة أساليب توركيمادا المفتش العام لمحكمة التفتيش. فمن يكون توركيمادا؟
هشام زليم
مدونة صلة الرحم بالأندلس.
أكد اليوم رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي, المتورط في الآونة الأخيرة في فضيحة فساد, بأنه لا ينوي الاستقالة أبدا من منصبه رغم اتجاه المعارضة للتصويت على حجب الثقة عن حكومته يوم الجمعة المقبل.
رئيس الحكومة الإسباني ماريانو راخوي |
راخوي واجه اليوم في جلسة برلمانية نواب المعارضة الذين طالبوه بالاستقالة نتيجة اتهامه بالحصول على أموال بطريقة غير شرعية و قد أجاب النواب بأنه ينوي القيام بالمهمة التي أوكلها إليه الإسبان و إتمام ولايته الحكومية. كما اتهم المعارضة بممارسة الابتزاز و اتباع أساليب محقق محاكم التفتيش الشهير "توركيمادا" حيث رد على نائبة اشتراكية معارضة قائلا: "لقد عاد توركيمادا". فمن يكون توركيمادا؟
هو توماس دي توركيماداTomás de Torquemada (توركيمادا تعني البرج المحروق بالقشتالية), واحد من كبار شخصيات محكمة التفتيش الإسبانية, أطلق عليه "مطرقة المهرطقين", و قد ارتبط اسمه تاريخيا بالتطرف الديني.
وُلد دي توركيمادا عام 1420م و لا يُعرف مكان ولادته على وجه التحديد. يُرجَح أنه من نسب يهودي و قد قضى طفولته في بلد الوليد حيث انخرط في سلك الرهبان الدومنكان. استطاع تسلق درجات التراتبية الدينية بشكل سريع حتى عُينَ مُعترف ملكة قشتالة إيزابيلا الكاثوليكية عام 1474م. خلال هذه الفترة, استطاع إلى جانب رجل دين آخر يُدعى ألونسو دي أوخيدا إقناع الملكة إيزابيلا بأن اليهود المتحولين للمسيحية مازالوا على دينهم الأول و يمارسون طقوسه في السر. هكذا نجحوا عام 1478م في استصدار قرار بابوي يقضي بإنشاء محكمة للتفتيش في إسبانيا و اتخذ مقرها في إشبيلية.
أول مرسوم للإيمان تم إحياؤه كان في إشبيلية عام 1481م أُحرق خلاله 6 يهود متحولين. و في عام 1483 عُين توركيمادا مفتشا عاما لقشتالة و أراغون. و لا يُعرف على وجه التحديد عدد الأبرياء الذين أُحرقوا خلال ولاية هذا المفتش, لكن العدد يتراوح بين 2000 و 10 آلاف ضحية.
يُقال بأنه كان رجلا متقشفا و نزيها و قد رفض تولي أسقفية إشبيلية و هو المنصب الذي كان منتهى آمال أي رجل دين إسباني. لكنه في المقابل كان عديم الرحمة و قاسي القلب مع من كان يضطهدهم. كما أنه جمع ثروة ضخمة من الأموال المصادرة من المتحولين و المهرطقين, و قد صرف غالبيتها في تشييد الأديرة و المعابد. كما يُنسبُ إليه تدمير العديد من الكتب و الأعمال الادبية التي ألفها اليهود و المسلمون.
توفي في أبلة عام 1498م.
و هذه ليست المرة الاولى التي يشبه فيها راخوي المعارضة بتوركيمادا حيث سبق له في شهر فبراير الماضي أن شبه بابلو إغليسياس زعيم بوديموس بتوركيمادا.
مدونة صلة الرحم بالاندلس.