السبت، 15 يونيو 2013

"كما جا عُبَيد من طٌرُّوش" مثل أندلسي.


"كما جا عُبَيد من طٌرُّوش" مثل أندلسي.








هشام زليم

"كَما جا عُبيد من طُرُّوش" هو مثل أندلسي ذكره الزجالي (توفي بمراكش سنة 1294م) في كتابه "أمثال العوام". و هو مثل يُضرب في خيبة المسعى و إخفاق الرسالة (1), و هو يحوي بالتالي نفس معنى المثل العربي الشهير: "رجع بخفي حنين".


و عُبيد المذكور في المثل هو عُبيد الله بن علي الكلابي من أصحاب يوسف بن عبد الرحمان الفهري آخر أمير للأندلس في عصر الولاة (95ه-138ه), و طروش هي قرية من كورة البيرة, نزل بها عبد الرحمان الداخل أول أمره و منها قامت دولته, و هي اليوم مركز إداري تابع لمالقة و تقع على بعد 47 كلم منها. (1)


و عبيد الله بن علي هو ثالث ثلاثة أوفدهم يوسف بن عبد الرحمان الفهري إلى عبد الرحمان الداخل بطروش لاستبيان أمر قدومه للأندلس, و الآخران هما خالد بن زيد و عيسى بن عبد الرحمان الأموي. و قد بعث معهم يوسف بهدية إلى عبد الرحمان الداخل, لكنهم اتفقوا في الطريق على أن يتخلف عيسى بن عبد الرحمان بالهدية انتظارا لنتيجة سفارة صاحبيه عبيد و خالد. و بين يدي عبد الرحمان الداخل بدر من خالد ما دعا تكبيله و حبسه, فطار الخبر إلى عيسى الذي عاد مسرعا بالهدية إلى الأمير يوسف, بينما عاد عبيد الله بن علي إلى قرطبة خائبا, و من هنا ضرب به المثل في خيبة المسعى و إخفاق الرسالة (2).


و تشتهر بلدة طروش اليوم بروعة مناخها, فشعارها هو "طروش, أفضل مناخ في أوربا", و هذا أمر أثبتته دراسة علمية حديثة, فأصبح يقال عنها: " أفضل مناخ في أوربا يوجد في إسبانيا, و تحديدا في الأندلس, و بالمعايير العلمية في البلدة المالقية طروش".


الهوامش:


(1) "تاريخ الأمثال و الأزجال في الأندلس و المغرب" محمد بن شريفة, الجزء الثاني, ص 327.

(2) مختصر للقصة من كتاب "أخبار مجموعة في فتح الأندلس و ذكر أمرائها – رحمهم الله- و الحروب الواقعة بها بينهم" مجهول المؤلف. حققه إبراهيم الأبياري. ص 75-76.



صلة الرحم بالأندلس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق