الجمعة، 26 ديسمبر 2014

"رضوى عاشور الريشة التي افتدت مورسكيين", مقال إلموندو الإسبانية عن وفاة صاحبة "ثلاثية غرناطة"

"رضوى عاشور, الريشة التي افتدت مورسكيين", مقال إلموندو الإسبانية عن وفاة صاحبة "ثلاثية غرناطة"

العنوان الأصلي: La pluma que rescató moriscos

جريدة إلموندو El mundo. الكاتب فرانثيثكو قريون Francisco Carrion . التاسع من دجنبر 2014.

ترجمة هشام زليم
صلة الرحم بالأندلس.

الروائية و المُفكرة رضوى عاشور
 "رضوى عاشور, كاتبة و مفكرة مصرية, تعتبر واحدة من أبرز الشخصيات في بلدها التي طالبت باستقلالية الجامعات الرازحة آنذاك تحت نير فساد نظام حسني مبارك. تحكي ذروةُ أعمالها حياةَ المسلمين بعد سقوط غرناطة."

سِتةُ أجيال من المورسكيين ترقُبُ, بين أزقة البيازين, أفول شمس الأندلس. الصراع, المُمتد منذ تسليم غرناطة في 2 يناير 1492  إلى طرد آخر المغلوبين في شتنبر 1609م, مُختصر في ثلاثية غرناطة, ذروة أعمالِ الكاتبة المصرية رضوى عاشور, المُفكرةُ المُناضلةُ  التي لم تستطع مع ذلك ربح معركتها مع السرطان. معركة سردت تفاصيلها في سيرتها الذاتية "أثقل من رضوى" أثناء الثورة العفوية التي غمرت مصر عام 2011. وُلدت في منطقة المنيل بالقاهرة, و درست الأدب الإنجليزي في جامعة القاهرة و نالت الماجستير عام 1972 , ثم تحصلت بعد 3 سنوات على شهادة الدكتوراه من جامعة ماساتشوستس أمهيرست الأمريكية حول الأدب الأفريقي الأمريكي. تجربتها الأمريكية دونتها في أول تأليف لها "أيام طالبة مصرية في أمريكا".


عند عودتها لأرض الفراعنة, بدأت تعطي دروسا في جامعة عين شمس بالعاصمة. كانت شغوفة بالتدريس, و هي المهنة التي زاولتها إلى أن أسلمت الروح. ذكرت في إحدى المناسبات: "ألمح ذاتي في أعين الطلاب. إنها مرآة تواسيني و تُطمئنني". أدانت في الجامعة القمع الذي كان يمارسه نظام حسني مبارك و ذلك من خلال حركة 9 مارس التي أسستها قبل 10 سنوات مع رفاق آخرين للمطالبة باستقلالية الجامعات المصرية الرازحة تحت نير فساد الدولة و خنق المؤسسة الأمنية.

هي زوجة الأديب الفلسطيني مريد البرغوتي و والدة الشاعر تميم البرغوتي, نشرت حوالي عشرة أعمال أدبية, تُعتبر "ثُلاثية غرناطة" (غرناطة, مُريمة و الرحيل) أشهرها, و قد حازت بفضلها على جائزة أفضل رواية في السنة على هامش المعرض الدولي للكتاب في القاهرة, و تُرجمت لعدة لُغات من بينها الإسبانية. و لا زالت الباحثة في الأدب العربي مارية لوث كومندادور, صاحبة الترجمة الإسبانية, تتذكر أول لقاء جمعها بالأديبة خلال تقديم العمل الروائي في إسبانيا عام 2001. 

في تصريح لصحيفتنا إلموندو, ذكرت مارية لوث كومندادور عن هذا اللقاء: "بالنسبة للمُترجم, دائما ما يكون اللقاء بالمُؤلِف أمرا مُقلقا. ربما نفس الأمر بالنسبة للمؤلف. فترك ثمرة عملك بين يدي شخص آخر هو أمر صعب. بإمكاني القول أنه في حالتنا كان اللقاء بهيجا. فإذا كانت رضوى أظهرت قدرا كبيرا من التعاون خلال مراسلاتنا أثناء الترجمة, فإن التعرف عليها كان رائعا لأني وجدت فيها امرأة ودودا و سخية, و كاتبة ذكية و دقيقة, و مُفكرة مستقلة و ذات رأي, من الممتع حقا الحديث إليها".

في حقيقة الأمر, كان اكتشافها لها قبل ذلك بكثير, و تحديدا لمّا شرعت في مغامرة ترجمة روايتها المثيرة للإعجاب إلى لغة ثيرفنتس, تقول مارية كومندادور الأستاذة في مدرسة طليطلة للمُترجمين"كانت ترجمة روايتها نوعا من رد التاريخ إلى مصدره. كانت الأحداث تروي السنوات التي تلت سقوط غرناطة و مصير الطائفة المورسكية, أولئك المسلمون الإسبان الذين وجدوا أنفسهم بين خيارين أحلاهما مُرّ, الرحيل عن أرضهم أو اعتناق الدين الجديد: هو تاريخنا نحن من مرآة تجاهلناها ثم نسيناها". قبل أن تضيف بنبرة توديع "كان التعامل مع رضوى فرصة بالنسبة لي, و تتويجا رائعا لهذه التجربة المهنية المهمة بالثقة التي وضعتها دوما في عملي. و أحب أن أنصفها من باب شكري لها. روايتها تستحق ذلك بجدارة. أُرقدي  في سلام رضوى".

يُذكر أن الروائية و المفكرة المصرية رضوى عاشور وُلدت في القاهرة يوم 26 مايو 1946, و تُوفيت في نفس المدينة يوم 30 نونبر 2014.


صلة الرحم بالأندلس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق