كرة القدم و التوجهات السياسية في منطقة الحماية الإسبانية بشمال المغرب (1912م-1956)
صلة الرحم بالأندلس.
عاش شمال المغرب ما بين 1913 و 1956 م تحت الحماية الإسبانية, و كان لكرة القدم خلال تلك الفترة شعبية كبيرة هناك عرفت خلالها انتشارا واسعا, لهذا ليس من المستغرب آنذاك وجود العديد من الجمعيات الكروية, بعضها كانت له جذور إسبانية و أخرى كانت مرتبطة بالعنصر المغربي بمكونيه المسلم و اليهودي.
نادي أتلتيكو تطوان
من بين هذه الجمعيات الكروية التي برزت آنذاك نجد نادي أتلتيكو تطوان, هذا الفريق حقق نتائج إيجابية شرفت منطقة شمال المغرب, حيث حقق في موسم 1951-1952م الصعود إلى القسم الأول الإسباني, و رغم احتلاله للمرتبة الأخيرة في تلك السنة إلا أنه حصل على شرف مصارعة كبار الدوري الإسباني مثل ريال مدريد و برشلونة.
تأسس نادي أتلتيكو تطوان سنة 1922م بمبادرة من عسكريين أسبان انتقلوا إلى المغرب, و على رأسهم العقيد فرناندو فويرتس دي فيافيسنسيو Fernando Fuertes de Villavicencio الذي لعب قبل ذلك لأتلتيكو مدريد, و منه استلهم اسم "أتلتيكو" و حتى شعار و قميص الفريق التطواني اللذان يشبهان شعار و قميص الفريق المدريدي. كان شعار الفريق التطواني يضم نجمة المغرب الخماسية و جامع سيدي البراق كرمز المدينة.
شعار "أتلتيكو تطوان"
ظل أتلتيكو تطوان في دوري الدرجة الثانية الإسبانية إلى حدود عام 1956م, حيث نال شمال المغرب استقلاله, فانقسم الفريق حينها إلى قسمين, قسم قرر الاندماج مع فريق سبتة و بالتالي البقاء في الدوري الإسباني, بينما قرر جزء آخر خلق فريق مغربي بنفس الإسم, مع إضافة كلمة "المغرب" للدلالة على هويته المغربية, فأصبح اسم النادي بعد الاستقلال: "مغرب أتلتيكو تطوان".
شعار "مغرب أتلتيكو تطوان"
كما ظهرت خلال فترة الاحتلال الإسباني لشمال المغرب أندية كروية جعلت من شعارها وسيلة للدلالة على إديولوجيتها و توجهاتها.
الأندية الإسبانية
الأندية الإسبانية
فريق "الاتحاد الرياضي إسبانيا" Union Deportiva Espana (الشعار الأول على اليسار) تأسس في طنجة على يد الإسبان القاطنين بمنطقة الشمال المغربي و كان المنتخب الإسباني يزوده بالمعدات الرياضية. على أرضية ملعب "مرشان" بطنجة, لعب الفريق في القسم الثاني الإسباني و قد قاب قوسين أو أدنى من الصعود لقسم الأضواء في أكثر من مرة, لكنه فشل في ذلك. عند استقلال المغرب عام 1956م, اندمج الفريق مع نادي مدينة الجزيرة الخضراء في العدوة الإيبيرية, و أصبح يحمل اسم "إسبانيا الجزيرة الخضراء". بعد سنة, تغير اسم الفريق ليقتصر فقط على اسم "الجزيرة الخضراء".
كما كان هناك ناد آخر للإسبان هو نادي "إسبانيول" (الشعار الثاني على اليسار).
كما نشط في طنجة ناد إسباني آخر هو "المدرسة الإسبانية العربية لطنجة". في الأصل تأسس هذا الفريق تحت اسم الملك "ألفونسو الثالث عشر" (الشعار الخامس على اليسار) على يد موظفين إسبان يعملون في المغرب. لكن مع قيام الجمهورية الثانية, و خوفا من المشاكل التي قد يواجهها النادي بسبب اسمه الملكي, غير اسمه إلى "المركز الإسباني" (الشعار الرابع على اليسار) و وضع النسر الإسباني في شعاره. بعد سنوات غير النادي اسمه مرة أخرى إلى "المدرسة الإسبانية العربية" و وضع في شعاره النسر للإشارة لإسبانيا, و نجمة الإسلام الخماسية للدلالة على المغرب (الشعار الثالث على اليسار)
فريق إسباني آخر حمل اسم "المركز الإسباني" (الشعار السادس على اليسار) قبل أن يغيره إلى "النادي الرياضي إسبانيا" (الشعار الأول على اليمين) و يضع العلم الإسباني في شعاره.
الأندية المغربية في منطقة الشمال
في المقابل كانت هناك فرق حرصت على إبراز جذورها المغربية من خلال شعارها و اسمها, مثل أندية "المغرب الأقصى", "القصبة", "الأطلس", "الهلال", " الوداد طنجة", "نادي تطوان" و "اتحاد مغرب تطوان".
أندية أخرى
كما تأسست أندية كانت ترمز لجهات في الدولة الإسبانية أو لجالية أو طائفة معينة, مثل "النادي الإشبيلي" الذي أسسه مهاجرون إشبيليون, إضافة للنادي "الطنجي للهواة المحليين" و نادي الجالية الإيطالية Principe Udine Asocciacione de Calcio و نادي الطائفة اليهودية "الشباب الرياضي لإسرائيلية العرائش".
كما ظهرت للوجود نواد تابعة لتجمعات مهنية, مثل نادي Setolazar الذي كان يمثل عمال المناجم في منطقة الحماية الإسبانية, إضافة لفرق مثلت مهنيي الصيد و القطاع البحري.
صلة الرحم بالأندلس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق