الجمعة، 20 يونيو 2014

الباسكي إستبان الذي نقل 15 ألف يهودي إلى إسرائيل


الباسكي الذي نقل 15 ألف يهودي إلى إسرائيل

موسوعة الأندلس

ابنة البحاّر الذي نقل آلاف العبريين بعد الحرب العالمية الثانية إلى حيفا تعيش في جزر الكناري.

صحيفة La opinion de Tenerife (رأي تنيريفي الكنارية). 23 فبراير 2014
 القبطان ستيف (إستبان إرناندورينا)
















تعيش ماريا ديل بيلار إرناندورينا أرازولا Maria Del Pilar Hernandorena Arrazola في لاس بالماس بجزر الكناري منذ حوالي 40 سنة. و هي يهودية رغم أنها وُلدت في بلباو عام 1937م, حيث غيرت دينها في سن السابعة عشر في إسرائيل بغرض الزواج. والدها إستبان إرناندورينا Esteban Hernandorena معروف في حيفا - مدينة ساحلية شمال إسرائيل- باسم القبطان ستيف - Captain Steve, حيث شارك عام 1947 في نقل حوالي 15 ألف يهودي من أوربا إلى فلسطين بعد الحرب العالمية الثانية.


رغم بلوغها 77 سنة, تعتبر ماريا ديل بيلار عضوا نشيطا في الطائفة اليهودية لجزر الكناري, و لازالت تحفظ آلاف الذكريات لحياة مندفعة و متأثرة بشخصية والدها الجمهوري حتى النُخاع, و الذي اضطر للهروب من إسبانيا خلال الحرب الأهلية ليتحوّل إلى بطل بالنسبة لليهود الناجين من بطش النازيين.

وُلد إستيبان إرناندورينا في مسكيث Muskiz في بزكايا Vizcaya ببلاد الباسك عام 1905م و توفي في حيفا يوم 28 دجنبر 1965م. تزوج من ماريا ديل بيلار أرازولا Maria Del Pilar Arrazola و رُزق منها ب 4 أبناء. اشتغل في البداية في البحرية التجارية ثم في أسطول الصيد البحري في خليج بزكايا. كان عضوا في الحزب الشيوعي لأوسكادي منذ عام 1931م, و بعد اندلاع الحرب الأهلية انخرط في القوات المسلحة الجمهورية حيث كان حاضرا في هزيمة الغواصتين الجمهوريتين C-2 و C-4  و المدمرة خوثي لويث دييث José Luis Diez.

هاجروا إلى فرنسا في عام 1937, لما كانت مارية ديل بيلار رضيعة, و منها انتقلوا إلى المكسيك قبل أن يتوجهوا إلى إسرائيل عام 1949م. عمل إستبان خلال سنوات الحرب العالمية الثانية في السفن التجارية التي تبحر أساسا في مياه المحيط الهادئ, بينما كانت أسرته تعيش في فيراكروث Veracruz و مدن مكسيكية أخرى. بعد انتهاء الحرب, اتصلت بإرناندورينا و بحارة جمهوريين آخرين في مرسيليا منظمة الهجرة السرية الإسرائيلية التي كانت تعمل على نقل اليهود من أوربا إلى فلسطين.

في عام 1947م اتجه هؤلاء البحارة إلى رومانيا على متن سفينتين Pan crescent و Pan York و هناك جهزوا القوارب لحمل حوالي 15 ألف يهودي من ميناء بورغاس Burgas البلغاري. هكذا بدأت الرحلة نحو فلسطين في دجنبر 1947. لكن في الطريق اعترضتهم 3 مدمرات بريطانية في مضيق الدردنيل و أجبرتهم على الانعطاف نحو قبرص حيث أودعوا الركاب في معسكرات حتى أُعلن قيام دولة إسرائيل عام 1948 حيث سُمح لهم بالرحيل. كانت فلسطين حتى ذلك الحين خاضعة لإدارة البريطانيين الذين لم يكونوا ينظرون بعين الرضا لاستقرار أعداد كبيرة جدا من اليهود هناك.

تروي مارية ديل بيلار كيف أن والدها كان يعيش في السفينة مع طاقمه و كيف كان يتزود بالوقود اللازم لإتمام الرحلة بحيث أنه لما استطاعت سفينتا Pan crescent و Pan York المغادرة نحو إسرائيل بعد سنة من التوقف في قبرص, كان الوقود المتوفر كافيا للرحلة. لقد استطاعوا نقل آلاف الركاب إلى ميناء حيفا.

هكذا انخرط استيبان إرناندورينا في البحرية التجارية الإسرائيلية ZIM, و بعد عام واحد, أي عام 1949, قدِمت عائلته من المكسيك نحو هذا البلد المجهول. تروي مارية بأن والدتها لما كانت تُجهز أوراق السفر في العاصمة المكسيكية كانت تضحك لما ترى الكتابة على الأوراق معكوسة (العبرية كالعربية تُكتب من اليمين إلى اليسار). هكذا انتقلت مارية مع والدتها و إخوتها الثلاثة إلى نيويورك عبر الطائرة, و من تم استقلوا سفينة بولونية إلى كان Cannes ثم إلى حيفا.


قبر إستبان في حيفا.


















كان سن مارية ديل بيلار 12 عاما لما شدّت الرحال إلى إسرائيل. لما وصلوا لحيفا, أرسل والدا ماريا أبناءهم إلى أحد الكيبوتزات Kibutz (تجمع فلاحي إسرائيلي) في هولدا Hulda قرب القدس حيث قضوا هنالك حوالي السنة و نصف.  كانوا يرتدون جميعا نفس الزي و يدرسون بالعبرية و يعملون في الفلاحة. تعرفت مارية هناك على مجموعة من يهود بلغاريا السفاريد - أحفاد المطرودين من شبه الجزيرة الإيبيرية عام 1492- كانوا مايزالون يتحدثون باللادينو لغة اليهود السفاريد في العصر الوسيط, فاستطاعت التواصل معهم بالإسبانية.  كانت سنوات سعيدة. تعتقد مارية اليوم بأن والدها أرسلهم للكيبوتز نظرا لتصوره الشيوعي للحياة. لكن والدتها اختارت إخراجهم منه بعد سنة و نصف و سجلتهم في مدرسة الراهبات Las Camelitas بحيفا حيث تعلمت الفرنسية و الأنجليزية. و في سن السابعة عشر اعتنقت اليهودية, حيث "كانت الوسيلة الوحيدة لأتزوج" حسب قولها. عاشت مارية في إسرائيل 20 سنة. و في عام 1969م قررت الانتقال مع زوجها الثاني, السفاردي الأصل, شمعون بيلو رينا Simon Bello Reina إلى بلباو, فقد كان معجبا بإسبانيا. بعد ذلك عاشوا في مدريد قبل أن يستقروا في جزر الكناري عام 1972م حيث فتحوا محلا للصناعة التقليدية الإسبانية.

في ميناء حيفا وُضعت لوحة تذكارية استحضارا لإنجاز والد مارية.
 









الأخت الوحيدة لمارية التي لازالت على قيد الحياة لازالت تقطن في حيفا و بقيت على كاثوليكيتها مثل والديها المدفونين في إسرائيل في مقابر الكاثوليك. اسمها العبري سارة Sara رغم أنها تُفضل أن ينادونها ب بيلي Pili. مارية كشفت بأن عائلة زوجها التي لازالت تعيش في إسرائيل قد تحصل على الجنسية الإسبانية لجذورها السفاريدية. 


 شارع باسم إستبان في بلدة Portugalete ببلاد الباسك.










موسوعة الأندلس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق