الأزمة الاقتصادية تنهك الغرناطية مارية خوثي و بناتها الثلاثة

الأزمة الاقتصادية تنهك الغرناطية مارية خوثي و بناتها الثلاثة

 نقلا عن الجريدة الالكترونية Ideal.es الغرناطية.

 مارية خوثي و مكيل أنخيل في الطابق الثاني من المنزل.

الأزمة الاقتصادية في إقليم الأندلس تأتي على الأخضر و اليابس و لا يُهِمُّها إن كان للأسرة التي ستعصف بها أطفال أم لا. أسرة الغرناطية مارية خوثي مارتنيث و شريكها مكيل أنخيل كوبيروس و بناتهما الثلاثة (6, 7 و 8 سنوات) لم تكن الإستثناء فهي تعيش وضعا معيشيا حرجا منذ عام 2012 بين بلدتي لاس كابياس Las Gabias  و بليسيناBelicena , الواقعتين غرب مدينة غرناطة الأندلسية.

مارية عاملة التجميل و مكيل الرسام وجدا نفسيهما في مستنقع البطالة و الديون تتراكم من حولهما. كانا يعيشان مع بناتهما في شقة في لاس كابياس قبل أن يتوقفا عن تسديد إيجارها ليغادروا الشقة بمحض إرادتهم قبل أن يُطردوا منها. بعد ذلك انتقلت الأسرة للعيش بضعة شهور في سكن اجتماعي مرتبط بوظيفة مؤقتة عثرت عليها مارية خوثي, لكن ما لبثوا أن غادروا الشقة الجديدة بعد تخلي الأم عن الوظيفة.

نفذت الإعانات الاجتماعية, و المساعدات العائلية و بدأ الصبر المشترك في النفاذ أيضا. هنا قررت مارية خوثي إقامة مشروع صغير لمستحضرات التجميل بمساعدة مالية من عائلتها, لكن المشروع فشل, و لازالت والدتها تدفع إلى اليوم أقساط الآلات التي اشترتها مارية لمشروعها الفاشل. هكذا أصبحت الحياة مستحيلة على أسرة مارية في لاس كابياس, فقررت الانتقال إلى بلدة بلسينا حيث تقطن والدتها.

لم تر مارية في محفظتها أي قطعة أو ورقة نقدية منذ شهور, ما اضطرها هي و أسرتها للجوء للجمعيات الخيرية و الجيران و الأقارب للحصول على وجبات الطعام.

وسط هذا الجو الملبد بالفقر و الحاجة, قام أحد المحسنين المعروفين ببلدة لاس كابياس بمنح أسرة مارية منزله في بلسينا. و رغم الحالة السيئة التي يوجد عليها المنزل و افتقاره لأدنى متطلبات العيش, إلا أنه في نظرهم يبدو مريحا و كريما و هم الذين حاولوا السكن قبل ذلك في المنازل المهجورة, و حتى أنهم قضوا إحدى الليالي في أحد الأقبية.

يقع منزل الأسرة الجديد  في منطقة تتقطع فيها إمدادات المياه و الكهرباء, و هو أمر لا يثير اهتمام سكان الحي على ما يبدو. أما الطابق الثاني من المنزل فلا يحتوي على نوافذ, و سقفه مهترئ و متآكل...لكن أحد المستشارين الجماعيين الطيبين قدم لهم المساعدة فقاموا ببعض الإصلاحات الصغيرة, كتعديل الحمام و المطبخ و الطابق السفلي حيث تجلس الصغيرات لمشاهدة التلفاز و بجانبهن خلاط إسمنت مُغطى ينتظر ساعة استئناف الأشغال التي توقفت بعد أن عدل المستشار الجماعي عن تقديم المساعدة بسبب خلافات سياسية.

الآن رُخص الإصلاح بين أيديهم حيث تحصلوا عليها بمساعدة من مالك المنزل الذي منحهم أيضا أدوات البناء مقابل أن يتدبروا بأنفسهم أمر الإصلاحات. 

اليوم لا  تطلب مارية, المرأة الغرناطية المناضلة و المكافحة, سوى المساعدة في أنجاز أشغال الإصلاح حتى تستطيع بناتها الثلاثة النوم في سكينة و هدوء : "لقد طلبنا الراتب الاجتماعي, لكنهم تأخروا علينا. إنه أمر غير إنساني. لا أطلب غير عمل و شخص يساعدنا".

صلة الرحم بالأندلس