الرئيس الإسباني القرطبي نسيتو القلعة سمورة Niceto Alcala-Zamora
الرئيس الإسباني القرطبي نسيتو القلعة سمورة |
نسيتو القلعة سمورة إي توريس Niceto Alcala - Zamora (وُلد ببلدة برغة القرطبية Priego de Cordoba يوم 6 يوليوز 1877 - توفي ببوينس آيرس بالأرجنتين يوم 18 فبراير 1949) رجل قانون و سياسي ليبرالي إسباني, ملكي ثم جمهوري. تولى منصب رئاسة الدولة كأول رئيس للجمهورية الإسبانية الثانية (1931-1939).
السنوات الأولى
يُعتبرُ الأندلسي القرطبي نسيتو القلعة سمورة واحدا من المفكرين و الساسة المرموقين على الساحة الإسبانية خلال النصف الأول من القرن العشرين. تخرج في سلك القانون في سن السابعة عشر, و في سن الثانية و العشرين صار محاميا لمجلس الدولة. لما بلغ الأربعين عاما نال شهرة واسعة و سمعة لامعة في ميدان المحاماة ما أهله لتولي منصب وزير التجهيز عام 1917 في حكومة مانويل غارسيا برييطو Manuel Garcia Prieto ماركيز الحسيمة. انضمامه لهذه الحكومة كان تتويجا منطقيا لمسار سياسي. عبَّر منذ ريعان شبابه عن أفكاره الليبرالية و توجهه الملكي ما دفعه للانخراط في الحزب الليبرالي الذي كانت تتزعمه آنذاك شخصيات مرموقة على غرار براخدس ماتيو ساغستا Praxedes Mateo Sagasta و سغيسموندو موريت Segismundo Moret. مع ذلك كان يُعتبرُ ذلك المنصب الوزاري مُلغما, إذا أخذنا في الاعتبار أنه في عام 1917 كانت إسبانيا تعاني مشاكل كبيرة في إنتاج المواد الغذائية بالكمية الكافية, إضافة لأن الحرب العالمية الاولى هدَّدت القنوات التقليدية للتموين.
نسيتو القلعة سمورة في صباه |
لما انعقد البرلمان في 23 ماي 1923 توزع
انتماء النواب بين 22 تجمعا سياسيا مختلقا: الديمقراطيون, الليبراليون, اليساريون,
الليبراليون الزراعيون, الإصلاحيون, النسيتيون (نسبة لنسيتو القلعة), المحافظون,
السيرفستيون (نسبة لسييرفستاس), الماوريون (نسبة للسياسي ماورا), الجهويون,
الاشتراكيون, الوحدويون الملكيون, القوميون القطلان, القوميون الباسك, ممثلون
للعصبة الملكية الباسكية, المحافظون الكارليون, ممثلو الطبقات المركانتية,
الزراعيون, المتطرفون و المستقلون. بمعنى آخر, كان من المستحيل حصول توافق لتشكيل
حكومة موحدة.
نسيتو القلعة سمورة في شبابه |
لما قام الجنرال
مكيل بريمو دي ربيرا بانقلابه العسكري في شتنبر 1923 و وضع مجلسا عسكريا برئاسته
لإدارة البلاد, استقبل العديد من الإسبان هذا الانقلاب بحماس و أمل في النظام
الجديد. لكن نسيتو القلعة سمورة بدّل بعد هذا الانقلاب وجهته السياسية كليا و صار
واحدا من أشد المعارضين للنظام الديكتاتوري للجنرال بريمو دي ربيرا و للملكية
الألفنسوية, فقد اعتُبر الملك ألفونسو الثالث عشر الداعم الأكبر للديكتاتورية
العسكرية.
في 13 أبريل 1930
استقال الجنرال بريمو دي ربيرا قائد الانقلاب و عُوض بالجنرال داماسكو برينغوير
الذي كلفه الملك ألفونسو 13 بالعودة للنظام الدستوري لعام 1876. في هذا الوقت
الحرج من الحياة السياسية الإسبانية, ألقى نسيتو القلعة سمورة خطابا شهيرا في مسرح
أبولو ببلنسية أعلن فيه سحب دعمه و ثقته بالنظام الملكي, و دعا لقيام نظام جمهوري
شبيه بنظام الجمهورية الفرنسية الثالثة المبني على دعم المثقفين و الطبقات
المتوسطة.
الحكومة
الجمهورية المؤقتة
مثَّل نسيتو القلعة سمورة التيارَ الجمهوري المحافظ
بينما مثَّل مكيل ماورا حزب اليمين الليبرالي الجمهوري في معاهدة سان سيبستيان في
17غشت 1930 و التي خططت للقيام بحركة شعبية تُطيح بالملَكية و تُقيم نظاما
جمهوريا. تمخضت عن هذه المعاهدة لجنة تنفيذية كانت مهمتها توجيه الحركة الجمهورية
في إسبانيا و انتُخب القلعة سمورة رئيسا لها. كانت هذه اللجنة النواة الاولى
للحكومة المؤقتة للجمهورية التي ستُشكلُ فيما بعد.
في 12 دجنبر 1930
جرت أحداث قاعدة خاكا, حيث قام الضابطان غالان و غارسيا إرنانديث بإعلان قيام
الجمهورية في ثكنة خاكا و شرعا في قيادة مسيرة نحو مدينة هويسكا, لكن القوات
الحكومية أجهضت محاولتهما الانقلابية, حيث اعتُقلا و نُفذ فيهما حكم الإعدام. كما
ثار القائدان رامون فرانكو و غونزالو كويبو دي يانو في قاعدة كواترو فيينتوس. كان
من المقرر قصف القصر الملكي كإشارة للتحرك العسكري. لكن يُقال أن القائد فرانكو
رامون رأى صبية يلهون في حدائق ساباتيني الملكية فأشفق عليهم و أحجم عن إلقاء
القنابل على القصر حتى لا يؤذيهم. في غياب الإشارة, لم تلتحق إذن باقي الوحدات
العسكرية بالانتفاضة و حوصرت القاعدة الجوية لكواترو فينتوس من طرف قوات حكومية
كانت على مقربة منها, فقام المنتفضون بمغادرة القاعدة المحاصرة مُستقلين طائراتهم
و اتجهوا إلى البرتغال. اعتقلت الحكومة قادة الانتفاضة الجمهورية في اللجنة
التنفيذية و كان ضمنهم نسيتو القلعة سمورة. في مارس 1931 حُكم عليهم بالسجن 6 أشهر
و يوم واحد قبل أن يُخفف الحكم و يطلق سراحهم وفق شروط.
نسيتو القلعة سمورة (اليمين) أثناء محاكمته عام 1931 |
اتخذ الوضع السياسي
منعطفا خطيرا باستقالة الجنرال برينغوير في فبراير 1931 فقام الملك بتكليف
الأدميرال خوان باوتيستا أثنار كابانياس
بتشكيل حكومة جديدة. يوم 18 فبراير قُدمت تشكيلة الحكومة الجديدة المُشكلَة من
جميع التيارات ذات التوجه الملكي, لكن هذه المناورة من طرف الملك فشلت في تهدئة
الوضع و أبانت بالواضح عجز الملك عن إيجاد حكومة قادرة على إعادة الاستقرار
للمؤسسة الملكية بإسبانيا.
في 12 أبريل 1931
أقيمت الانتخابات البلدية. أشارت النتائج الأولية لتقدم الملكيين ب22150 ممثلا
عنهم مقابل 5775 للجمهوريين, لكن النتائج الدقيقة النهائية كانت مختلفة تماما, فقد
حصل الملكيون على 19035 ممثلا بلديا مقابل 39568 للجمهوريين و 15198 لتيارات
سياسية مختلفة لا يمكن تصنيفها في خانة أي من الطرفين الرئيسيين. لقد فاز
الجمهوريون في 41 من أصل 50 عاصمة إقليم. في برشلونة, مَثَّل عدد الأصوات لصالح
الجمهوريين 4 أضعاف أصوات الملكيين, و في مدريد مثلت 3 أضعاف. أقر الملك ألفونسو
الثالث عشر بالهزيمة و اختار حقن الدماء فقرر الرحيل إلى المنفى بعد المهلة التي
حددتها له اللجنة الثورية برئاسة نسيتو القلعة سمورة. حضيت هذه اللجنة منذ البداية
بدعم شعبي و بدعم الحرس المدني بقيادة الجنرال سان خورخو, و برحيل الملك تحولت هذه
اللجنة إلى حكومة مؤقتة للجمهورية الإسبانية الثانية. حرصَ القلعة سمورة و مكيل
ماورا على ضمان تواجد حيوي للبورجوازية المحافظة في الحكومة و الحفاظ على
الاستمرارية السياسية في إطار نظام جديد. أعلنت هذه الحكومة قيام الجمهورية
الثانية في 14 أبريل 1931 بينما كان الملك يغادر ميناء قرطاجنة في اتجاه فرنسا بينما
كانت عائلته تستقل القطار المتجه إلى نفس البلد الشمالي.
قيام
الجمهورية
في الخامس عشر من
أبريل أعلنت الحكومة الجديدة عن برنامج عمل قائم على ما اتُفقَ عليه في معاهدة سان
سيبستيان. هكذا أٌعلنَ عن إصلاح زراعي, و حرية الأديان و المعتقدات و احترام
المِلكية الخاصة, و مُساءلة المتعاونين مع ديكتاتورية بريمو دي ربيرا, و رفع
تدريجي لمنسوب الحريات الفردية و النقابية...إلخ.
بالكاد بدأت الحكومة
في مباشرة مهامها حتى برزت معضلات وجب التعاطي معها, كإعلان قيام الجمهورية
القطلونية, و الأحداث المناهِضة لرجال الدين التي شهدها شهر ماي 1931. كما كانت
هناك مشاكل كبيرة مع التنظيمات الأناركية التي رفضت التعاون مع الجمهورية الجديدة.
هكذا جنحت الحكومة
نحو اليسار عبر الفكر الجمهوري اليساري لمانويل آزانيا, هذا التحول عكسته جليا
صياغة الدستور عام 1931. في اجتماعات صياغته, فرقت المسألة الكنسية بين أعضاء
الحكومة, حيث تواجه الجمهوريون المحافظون بقيادة القلعة و ماورا مع اليساريين
الاشتراكيين بقيادة أزانيا, و انتهى النزاع بانسحاب القلعة سمورة و ماورا من
الحكومة في 14 أكتوبر 1931. لكن الاشتراكيين خشوا أن يقوم القلعة سمورة بحملة
مراجعة و تبخيس و انتقاص من الجمهورية فقرروا احتواءه عبر إقناعه بتولي رئاسة
الجمهورية, و هو المنصب الذي تقدم له كمرشح وحيد في 2 دجنبر 1931. هكذا انتُخب
القرطبي نسيتو القلعة سمورة رئيسا للجمهورية و أدى اليمين الدستوري في 11 دجنبر
1931.
كان نسيتو القلعة
سمورة رئيسا سُلطويا و مقتنعا بمهمته, و قد حاول منذ اليوم الأول التدخل في شؤون
الحكومة. كانت فكرته مبنية على إشراك القوى السياسية الجديدة التي ظهرت بعد قيام
الجمهورية في حكم إسبانيا. كان يرى أن هذا الانفتاح يجب أن يكون من هرم السلطة و
يقتضي إزالة كل ما من شأنه إعاقة هذه الخطوة, بالإضافة لوضع اللبنات الأساسية
لنظام جديد بطريقة سلمية و برلمانية.
الخلافات مع
رئيس الوزراء الاشتراكي مانويل آزانيا
كانت علاقة الرئاسة
مع الحكومة متقلبة. فعندما قام رئيس الحكومة مانويا آزانيا بتقديم قانوني
"علمنة التعليم" و "قانون المحاكم" المُكملان لدستور 1931
للرئيس القلعة سمورة للمصادقة عليهما, قاوم هذا الأخير ما أمكن لعدم التوقيع
عليهما, لكنه لم يجرؤ على نقضهما, فاتهمته المعارضة بالتماطل.
نسيتو القلعة سمورة إلى جانب مانويل آزانيا |
في شهر شتنبر من نفس السنة استقال
مانويل آزانيا مرة أخرى, فقام الرئيس القلعة سمورة بحل المجالس التأسيسية, و بعد
مرور خاطف للجمهوري الراديكالي أليخاندرو
لوغوكس على رئاسة الحكومة, عُينَ في الثامن من أكتوبر 1933الراديكالي دييغو
مارتنيث باريو رئيسا للوزراء مهمته إجراء انتخابات جديدة.
جرت هذه الانتخابات
في التاسع و العشرين من عام 1933 و عرفت فوز القوى اليمينية بكل جدارة. كانت
انتخابات عام 1933 أول انتخابات في تاريخ إسبانيا تشارك فيها النساء في التصويت.
قام أليخاندرو لوغوكس بتشكيل الحكومة بتكليف من الرئيس القلعة سمورة و برضا من الكونفدرالية
الإسبانية لليمينيين المستقلين CEDAبزعامة خوثي مارية
خيل روبلس الذي رغم إبداء احترامه للنظام القائم لم يُعلن ولاءه للجمهورية. لهذا
كان يبحث دوما عن الحلول التوافقية, ما دفعه بعد ذلك لدعم حكومة الراديكالي ريكاردو سامبير
التي لم تكن تروق لأحد.
في أكتوبر 1934
كُلفَ أليخاندرو لوغوكس مرة أخرى بتشكيل حكومة جديدة ضمت 3 وزراء من تحالف
اليمينيينCEDA .
في 6 أكتوبر اندلعت الثورة في أشتورياس, التردد الرسمي أمامها إضافة لفضيحة
إسترابيرلو Estraperlo
التي تورط فيها رئيس الوزراء لوغوكس و آخرين كانت عوامل منعت الحكومة من تبني موقف
متناغم حيالها.
من جهة أخرى استعمل
الرئيس القلعة سمورة كل ما في وسعه لإبعاد يمينيي CEDA عن السلطة, فجاءت أزمة الحكومة في
9 نونبر 1935 و منحته الفرصة للقيام بذلك. قام القلعة سمورة بتعيين زميله مانويل
بورتيلا فاياداريس رئيسا للوزراء لفترة انتقالية من نونبر 1935 إلى فبراير 1936.
كان الرئيس القلعة سمورة ينوي خلق قوة سياسية في الوسط بين اليمين الراديكالي
بقيادي يمينيي CEDA و اليسار الاجتماعي
بقيادة الاشتراكي مانويل آزانيا. في يناير 1936 حاول اليميني خيل روبلس الوصول
لرئاسة الحكومة عبر أغلبيته البرلمانية فقرر الرئيس سمورة حل البرلمان و دعا
لانتخابات في فبراير من نفس السنة.
الإقالة
فاز تحالف الجبهة الشعبية اليساري في
انتخابات فبراير 1936, ما اعتبر بمثابة هزيمة لليمينيين و للرئيس القلعة سمورة و
لتطلعاته الوسطية. هكذا كُلفَ مانويل آزانيا بتشكيل الحكومة.
لم يغفر الجمهوريون اليساريون للرئيس القلعة
سمورة سياساته منذ يونيو 1933, فبحثوا عن فرصة لإزاحته عن الرئاسة. ففُتحَ نقاش
في البرلمان الإسباني حول دستورية قرار الرئيس القلعة سمورة حل البرلمان في يناير
1936, فوفق دستور 1931 يحق للرئيس حل البرلمان مرتين, لكن في المرة الثانية يجب أن
يكون قرار الحل ناجما عن قرار قضائي, فإذا ما ثبت أن الرئيس لم يحترم هذا البند
الدستوري فبإمكان الأغلبية اليسارية في البرلمان عزل الرئيس.
دافعت الأغلبية اليسارية في البرلمان على أن
قرار سمورة حل البرلمان في يناير1936 كان قراره الثاني من نوعه بعد الاول في عام
1933 و لم يكن مصحوبا بقرار قضائي لهذا وجب إقالته. لكن هناك من اعتبر أن قرار
يناير 1936 ليس سوى الحل الأول, و أن حل 1933 كان يتعلق بالمجالس التأسيسية الموكل
لها وضع الدستور. في الأخير, و في السابع من أبريل 1936, صوت 238 نائبا لصالح
إقالة الرئيس القلعة سمورة, مقابل 5 فقط صوتوا لصالح بقائه بينما غادر القاعة أو
غاب عن الجلسة حوالي 174 نائبا. هكذا إذن أقيل الرئيس. قاوم هذا الأخير هذا القرار
لكن الجميع كان قد تخلى عنه فاعترف بالأمر الواقع.
تولى رئاسة الجمهورية مؤقتا رئيس البرلمان دييغو
مرتنيث باريو و في الحادي عشر من ماي 1936تولى مانويا آزانيا رئاسة الجمهورية.
منزل نسيتو ببرغة قرطبة تحول لمتحف يحوي أغراض أول رئيس للجمهورية الإسبانية |
الحرب الأهلية و المنفى
لما اندلعت الحرب الأهلية الإسبانية في
يوليوز 1936 كان نسيتو القلعة سمورة في النرويج. و قد ذكر في مذكراته التي أعاد
كتابتها في منفاه أنه قرر عدم العودة لإسبانيا بعد إخباره بأن مليشيات تابعة
للجبهة الشعبية اليسارية اقتحمت منزله بطريقة غير قانونية و قامت بسرقة ممتلكاته و
أمواله و استولت على مذكراته, حيث نُشرت أجزاء منها في الصحافة الجمهورية خلال
الحرب الأهلية و قد رد عليها مانويل آزانيا في مذكراته.
هكذا استقر في فرنسا التي بقي فيها حتى اندلاع
الحرب العالمية الثانية. بعد احتلال الألمان لفرنسا و تعاون حكومة فيتشي معها تعرض
لمضايقات فغادر فرنسا على متن قارب في رحلة صعبة استغرقت 441 يوما إلى العاصمة
الأرجنتينية بوينس آيرس التي وصلها في عام 1942 و هناك عاش حتى وفاته مٌعتمدا ما
تُذرهُ عليه كتبه و مقالاته و محاضراته.
رفض نسيتو القلعة سمورة العودة لإسبانيا
الخاضعة لديكتاتورية فرانكو, و يبدو أن عرضا قد قُدم له بذلك إذا علمنا أن أحد
أبنائه كان متزوجا من ابنة الجنرال الإشبيلي غونزالو كويبو دي يانو أحد المشاركين
في الثورة على الجمهورية إلى جانب الديكتاتور فرانكو.
توفي القرطبي الأندلسي نسيتو القلعة سمورة في
العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس يوم 18 فبراير 1949 و أعيد جثمانه إلى إسبانيا عام
1979 و دُفن بمقبرة المدينة Almudenaبمدريد.
في دجنبر 2008 استعاد الحرس المدني الإسباني
حوالي 1200 وثيقة تاريخية بينها مخطوط مذكرات الرئيس نسيتو القلعة سمورة.
مذكرات الرئيس القلعة سمورة
قام أحد رجال الأعمال المشهورين بعرض وثائق
مذكرات الرئيس القلعة سمورة الثمينة للبيع على الكاتب سيزار فيدال الذي اتصل
بالمؤرخ خورخي فرنانديث كوبيل و بمجموعة التراث بالحرس المدني, فعُقدَ اجتماع مع
رجل الأعمال في بلنسية و استعيدت الوثائق من خلال تدخل أحد الوكلاء المجهولين في
إطار عملية اُطلق عليها "عملية الأسد".
روخيليو بلانكو مارتنيث المناصر الحازم لقانون "الذاكرة التاريخية" قرر إبقاء المذكرات مخفية و التي كان أول
رئيس للجمهورية الإسبانية الثانية يعكس فيها نظرته للمسار السياسي لتلك الفترة.
أما ورثة الرئيس فقد قرروا المطالبة باستعادة الوثائق و نالوا بالفعل ذلك, حسب ما
أكده حفيده المؤرخ و عضو الاكاديمية الإسبانية الملكية للتاريخ خوثي القلعة سمورة
إي كويبو دي يانو الذي اعتبر أنه من الضروري نشر الوثائق لتسليط الضوء أكثر على
تاريخ إسبانيا في تلك الفترة المثيرة للجدل و التي نجم عنها اندلاع الحرب الأهلية
الرهيبة. يقول المؤرخ الإسباني خورخي فرنانديث كوبيل الذي اطلع على تلك المذكرات: " بين 1100 صفحة التي تحتجزها وزارة الثقافة يوجد تفسير للأحداث
التي جرت من ثورة أكتوبر 1934 إلى كشف الغش في الانتخابات التي منحت الفوز للحكومة
الثورية للجبهة الشعبية. خورخي رودرغيث لابانديرا أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة
مدريد يعتبر أنها ستسلط الضوء عن الإقالة الغير قانونية للرئيس بعد انتخابات فبراير
1936."
نُشرَ الجزء الأول من المذكرات في 15 نونبر 2011 بدار النشر Esfera de los libros تحت عنوان "انقضاض على الجمهورية". الكتاب نقحه المؤرخ خورخي فرنانديث كوبيل, و مهد له خوان بابلو فوسي و كتب خاتمته حفيد الرئيس خوثي القلعة سمورة. يضم الكتاب العديد من الرسائل الحصرية و الوثائق التي تضع على محك التشكيك العديد من الأحداث و التصورات السائدة, مثل عمليات التصويت التي جرت في انتخابات 16 فبراير 1936 حيث حيك ما يمكن تسميته "بانقلاب برلماني".
أعمال نسيتو القلعة سمورة
* "الجهوية و مشاكل قطلونية". (1936) El regionalismo y los problemas de Cataluna
* "ملف بيكاوز" (1923) El expediente Picazo.
* "وحدة الدولة و تعدد تشريعاتها المدنية" (1924) La Unidad del Estado y la diversidad de sus legislaciones civiles
* "ما يُمكن و ما لا يُمكن" (1945) Lo que puede ser y lo que no puede ser.
* "مذكرات" (1998) Memorias.
صلة الرحم بالأندلس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق