الاثنين، 24 أبريل 2017

حوار مع المؤرخ الفرنسي بارطولومي بنصار حول القرصنة المورسكية

حوار مع المؤرخ الفرنسي بارطولومي بنصار حول القرصنة المورسكية

موسوعة الأندلس.

على إثر طردهم من إسبانيا, تولَّدت لدى المورسكيين مشاعر متناقضة, من بينها شعور التمرد. لقد طٌردوا من وطنهم و أرضهم و ديارهم دون أن يُسمَحَ لهم بحمل الكثير معهم. في أحيان كثيرة, أُُسيءَ استقبالهم في الضفة الأخرى من المتوسط. بعض المورسكيين قرروا خوض غمار القرصنة لكسب عيشهم و أيضا لإظهار تمردهم و نقمتهم على أولئك الذين محوا وجودهم و وجود أسلافهم من شبه الجزيرة الإيبيرية من دون وجه حق. كان هذا شيء مما ورد في محاضرة ألقاها المؤرخ الفرنسي المتخصص في الشؤون الإسبانية  بارطولومي بنصار Bartolomé Benassar و ذلك في محاضرة ألقاها عام 2009 بعنوان: "مُتوسط المرتدين" Un Mediterraneo de renegados".




بارطولومي بنصار

و أدناه حوار أجرته معه صحيفة Ideal es الغرناطية عام 2009.

كم من المورسكيين قرروا التحول للقرصنة؟
كانوا أقلية, لكن كانت هناك حالة مثيرة بشكل خاص و نالت شهرة واسعة. يتعلق الأمر ببلدة أورناتشوس بإكستريمادورا. كل سكان هذه البلدة المورسكيين تعرضوا للطرد و توجهوا جميعا إلى المغرب و تحديدا إلى سلا قرب الرباط.  فأصبحوا هناك أسياد جمهورية سلا القرصانية.

هل كانوا مهابي الجانب؟
نعم, فقد تخصصوا في الاستيلاء على السفن, خاصة في منطقة جبل طارق. كانوا يبيعون الطاقم كعبيد و يبيعون السلع أيضا, كما تحالفوا مع مرتدين أوربيين منحدرين من الفلاندس و هولاندا و انجلترا, و كان هؤلاء شرسين بشكل رهيب و قد اعتنقوا الإسلام بدافع المصلحة, فما كان عليهم سوى رفع يدهم و قول لا إلاه إلا الله محمد رسول الله. بعض هؤلاء عمل مع القرصان الأسطوري بارباروس.

هل من قرصان مورسكي ذاع صيته؟
نعم, إنه الغرناطي مامي الرايس المطرود عام 1609. لقد بلغ شهرة واسعة نظرا لجرأته رغم قلة المعلومات عنه. كان يملك قاربا كبيرا في الجزائر يشن به كل أنواع الغارات و الانحرافات. كانت زخارف بعض القوارب تحمل خاتما إسبانيا.

هل كانوا يهاجمون أيضا السفن و السواحل الإسبانية؟
بكل تأكيد, خصوصا جزر البليار و بلنسية, إضافة للسواحل القطلونية و منطقة الغرب  Algarve البرتغالية. لم يكن الربح وحده الذي يحركهم, بل الانتقام أيضا. حين طردهم, مُنعوا أن يُخرجوا من إسبانيا الذهب, الفضة, المجوهرات و غيرها من أملاك كالحيوانات, لهذا اضطروا لبيعها بأثمان بخسة و العبور للضفة الأخرى خاوي الوفاض.

هل حاولت الحكومة الإسبانية وقف هذه القرصنة المورسكية؟
نعم حاولت, حيث عملت على تقوية أسطولها, و عملت على اعتقالهم, لكنهم كانوا بارعين فباءت الكثير من محاولاتها بالفشل. كما حاولوا من جهتهم الوصول لاتفاق مع إسبانيا, بما في ذلك التفاوض مع الملك على عودتهم, لكن لم يكن من سبيل لذلك.


متى وصلوا لقمة مجدهم؟
في القرن السابع عشر, بعد ذلك انصهروا مع الساكنة إلى أن اختفوا نهائيا. 

ألفتُم كتبا كثيرة حول موضوع القرصنة المورسكية, من بينها كتابي "نصارى الله" و "مُجدفُ الجزائر".
أتمنى ممن يقرأها أن يستمتع بها كما استمتعتُ أنا بكتابتها. أعترفُ أنني عندما كنت أدرس كل الوثائق شعرتُ أني وسط مغامرة عظيمة, داخل رواية عظيمة لأن الأمر يتعلق بشهادات تاريخية مليئة بالعواطف و التجارب. لقد استطاعوا القيام بإنجازات مذهلة على غرار الإغارة على العاصمة الإيسلندية و أسر حوالي 400 شخص بينهم نساء و أطفال باعوهم كعبيد.

هل كانت تتم مطاردة هؤلاء القراصنة؟
بل كانوا هم يطاردون الآخرين, و كانت المواجهات التي يخوضونها مخيفة للغاية. كان هناك مورسكيون ضمن الطاقم, و بين المجدفين و الخدم.

موسوعة الأندلس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق