الأحد، 10 فبراير 2013

معنى عبارة "تِكشبيلة تِولِيولة"



كُتبَ في 25 أبريل 2011 الساعة: 19:01 م على مدونة مكتوب قبل إغلاقه.

معنى عبارة "تِكشبيلة تِولِيولة"

هشام زليم.
صلة الرحم بالأندلس.



"تِكشبِيلة تِوليولة…ما قتلوني ما حياوني…داك الكاس اللي عطاوني…الحرامي ما يموتشي…جات خبارو في الكوتشي…"


من منا لم ينشد هذه الأغنية في طفولته؟  لكن هل نعلم معنى كلماتها و القصة المنسية التي تنطوي عليها؟



أترككم مع ما ذكره الأستاذ حمزة الكتاني, نجل العلامة علي المنتصر الكتاني صاحب كتاب "انبعاث الإسلام في الأندلس", في منتدى "الأندلس" في عام 2008 مفسرا معاني كلمات هذه المقطوعة الشعبية:

"أذكر أن الوالد رحمه الله كان يقول لنا بأن هذه من أغاني الموريسكيين والأندلسيين المهاجرين من الأندلس، يصفون فيها مأساتهم وماعناتهم في الطريق…ومعاني ألفاظها:
طريق إشبيليا، يرجعون إليها - يعني النصارى والعلوج - ما قتلوني وما أحيوني من كثرة العذاب، فلا أنا بالحي ولا أنا بالميت من كأس الويل التي تجرعتها، ابن الحرام هذا - يعني العلج - لا يموت، وقد جاءت أخباره في الكوتشي، والكوتشي: وسيلة نقل معتمدة على حصان صغير يجر عربة 
والعجيب، أن الأطفال المغاربة، خصوصا الموريسكيي الأصل، يغنونها وهم يرقصون ويد الواحد مع يد الآخر، وهما متقابلان"



ف "تِك شبيلة" تعني "طريق إشبيلية", و ربما المورسكيون الذين هاجروا إلى المغرب آنذاك قد غلبت على لسانهم العجمة فكانوا ينطقون القاف كافا, ثم تلقفها المغاربة جميعا بعجمتها. 

"توليولها" رغم أن الأستاذ حمزة الكتاني فسرها بأن المسيحيين هم من سيولون إليها, إلا أني أميل إلى اعتبار الضمير عائدا إلى الأندلسيين, و هنا يصبح المعنى "تكشبيلة تولِّيو لها" "طريق إشبيلية ستعودون لها". و هذا تعبير عن حنين الأندلسيين إلى العودة إلى أرضهم بإشبيلية.

"ما قتلوني ما حياوني…ذاك الكاس اللي عطاوني" أثناء تهجير المورسكيين من الأندلس, كان بعض المسيحيين الإسبان يجبرونهم على شرب الخمر حتى يسمحون لهم بالمرور, زيادة في احتقارهم و إذلالهم, فهم بهذا ليسوا أمواتا و ليسوا أحياءا من شدة الذل.
و الباقي كما ذكره الأستاذ حمزة. 

إن استمرار هذه الأغنية بيننا إلى اليوم دليل على تجدر الأندلس في عمق ذاكرتنا الجماعية رغم مرور القرون على مأساة سقوطها. و من واجبنا الحفاظ عليها لتستمر على ألسننا و ألسن أطفالنا لعلنا بذلك نحفظ ذكرى الأندلس في وجداننا. 

صلة الرحم بالأندلس.



هناك تعليقان (2):

  1. ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه

    ردحذف
  2. يمكن كانت تصلهم اخبار قاطعي الطرق في عن طريق المسافرين في الكوتشي

    ردحذف