الأحد، 28 أكتوبر 2018

موقف إنساني عظيم لرئيس الريال سانتياغو برنابيو مع نجم برشلونة

موقف إنساني عظيم لرئيس الريال سانتياغو برنابيو مع نجم برشلونة

سانتياغو برنابيو
هشام زليم
صلة الرحم بالأندلس.

من المواقف الانسانية الخالدة التي اتخذها سانتياغو برنابيو خلال فترة رئاسته لريال مدريد ما بين 1943 و 1978, هناك موقفه مع محنة لاعب برشلونة خلال الخمسينيات و الستينيات النجم الهنغاري لادسلاو كوبالا. و هذه تفاصيل هذا الموقف النبيل الذي يدل على عظمة نادي ريال مدريد و رئيسه الأسطوري سانتياغو برنابيو.



في بداية الستينيات احتدم الصراع السياسي بين المعسكر الغربي الليبرالي و المعسكر الشرقي الشيوعي. كانت إسبانيا آنذاك خاضعة لسلطة يمينية متشددة تحت حكم الجنرال فرانكو, و رغم عدم انتمائها الصريح للمعسكر الغربي إلا أنها اتخذت موقفا متشددا من الشيوعية حيث فرضت قانونا يمنع دخول المواطنين المنحدرين من الدول الشيوعية إلى أراضيها. و من بين هذه الدول الممنوعة هنغاريا التي كانت تحت الحكم الشيوعي التابع للاتحاد السوفياتي.

في هذه الفترة كان نجم برشلونة بدون منازع هو الهنغاري لادسلاو كوبالا الذي قضى 10 سنوات في النادي القطلوني من 1951 إلى 1961 حصد خلالها العديد من الألقاب و البطولات و سجل خلالها العديد من الأهداف جعلته اليوم ثالث هداف تاريخي لبرشلونة بعد ليونيل ميسي و سيزار رودرغيز ب194 هدفا في 256 مقابلة.

غادر كوبالا موطنه هنغاريا عام 1948 هربا من النظام الشيوعي فسُحبت منه جنسيته الهنغارية. بعد مُقام قصير بإيطاليا, استقر في إسبانيا و تحديدا في برسلونة حيث سُمِِحَ له بالدخول للبلاد باعتباره لاجئا سياسيا قبل أن تُمنح له الجنسية الإسبانية و يلعب في صفوف المنتخب الإسباني. 

رغم إنجازاته الكروية, كان البرشلوني كوبالا في عام 1961 يعاني في صمت. فبسبب منعه من دخول هنغاريا و عدم السماح للهنغاريين بالدخول لإسبانيا, لم يرَ كوبالا والدته منذ مغادرته بلده عام 1948, أي 13 سنة من ألم فراق الوالدة العزيزة.

في أواخر عام 1961 كان رئيس ريال مدريد في زيارة للعاصمة الهنغارية بودابيست و نظرا للمكانة التي كان يحضى بها ريال مدريد هناك طلب الهنغاريون من برنابيو أن يطلب أمنية فيلبيها له الهنغاريون تكريما له, فأجابهم برنابيو دون تردد:


"يعيش في إسبانيا رجلٌ تعرفونه تمام المعرفة. رجلٌ يُدعى لادسلاو كوبالا. منذ 13 سنة و هو يتمنى تقبيل أمه العجوز التي تعيش في هنغاريا. أنتم تعلمون, كما أنا أعلم, أن العديد من المشاكل السياسية تمنع هذين الكائنين من رؤية بعضهما. في هذه اللحظات, أتمنى عليكم أن تمنحوني إمكانية أن أحمل إلى كوبالا, و الذي لا يلعب لفريقي, قبلة والدته...". سانتياغو برنابيو. دجنبر 1961. بودابيست.

بعد بضعة أيام سُمحَ لوالدة كوبالا بالسفر إلى إسبانيا حيث مُنحَت تأشيرة خاصة لدخول إسبانيا لقضاء أعياد الميلاد مع ابنها كوبالا و أحفادها. 
صورة عناق كوبالا لوادته بعد 13 سنة من الفراق

والدة كوبالا مع أحفادها



صلة الرحم بالأندلس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق