الأربعاء، 20 ديسمبر 2023

القصة المثيرة لمسرحية إسبانية في عام 1918 عن الأندلس المسلمة! و هذه رسالتها الخفية!

القصة المثيرة لمسرحية إسبانية في عام 1918 عن الأندلس المسلمة! و هذه رسالتها الخفية!
بقلم هشام زليم
صلة الرحم بالأندلس
الصورة من أحد مشاهد المسرحية.


المسرحية الإسبانية التي سنسرد تفاصيلها في هذا المقال و التي تعود لعام 1918 تدور أحداث حبكتها الدرامية بين فاس و غرناطة و قد يستنبط منها القارئ النبيه اليقظ تأويلا يتجاوز سطحية الحبكة الدرامية. سأسرد لكم تفاصيل المسرحية و أترك لكم حرية تأويل ما بين أسطرها. و سأورد في نهاية المقال تأويلي الشخصي .

غرناطتي أو غرناطة بلدي Mi Granada هي مسرحية فلكلورية غنائية إسبانية عُرضت لأول مرة يوم 31 ماي 1918 في المسرح الهزلي Teatro Cómico في العاصمة الإسبانية مدريد و هي من تأليف الكاتب المسرحي الإسباني إميليو غونزاليث ديل قشتيليو Emilio González del Castillo, بينما موسيقى المسرحية فكانت من تأليف الملحنة لولة فيتوريا تارويلا Lola Vitoria Tarruella.



تتألف المسرحية من فصل واحد و ثلاثة مشاهد: المشهد الأول تدور أحداثه في مدينة فاس المغربية. و المشهدان الأخيران في مدينة غرناطة الأندلسية جنوب إسبانيا.

أحداث المسرحية:

المشهد الأول في فاس:

تبدأ أحداث القصة في مدينة فاس المغربية في قصر السيد حسن و هو نبيل مغربي. يتحسر حسن على الماضي المسلم لشبه الجزيرة الإيبيرية عندما كان لعائلته منزل في غرناطة و يُمني نفسه بالعودة يوما إلى هناك. 


زائدة, المحظية المفضلة لدى حسن, هي شابة تبناها هذا الأخير منذ كانت طفلة و هي معجبَة بشاب مغربي moro  يُدعى خوانيو Juanillo و هو 
بائع مجوهرات وأكسسوارات متجول, تُدخل قصصه عن حرية و مغامرات النساء في إسبانيا, الشابات الفاسيات في عالم من الأحلام؛ و هو مهتم أيضا بزائدة.

في حقيقة الأمر خوانيو هو شاب إسباني تم تكليفه بإعادة زائدة إلى والدتها في غرناطة. و قد دبَّر بمعية خادمٍ للسيد حسن يدعى ميمون, و هو علج إسباني وجندي سابق انشق عن الجيش, خديعة للدخول إلى الجناح المخصص للحريم في منزل السيد حسن للقاء زائدة. هكذا تظاهر خوانيو بالمرض و أٌدخل إلى جناح الحريم لعلاجه و استطاع التحدث إلى زائدة. باح كل واحد منهما بحبه للآخر, و كشف خوانيو لزائدة عن حقيقته و مخططه و قررا الهروب معا إلى غرناطة بمعية الخادم ميمون.

عند عودته إلى قصره، اكتشف حسن أن زائدة قد هربت مع حسن و ميمون فأقسم على الانتقام و العبور من فاس في المغرب إلى غرناطة في الأندلس لاستعادتها.

المشهد الثاني في غرناطة:

يدخل إلى المشهد العم كانييتاس Cañitas و هو الغرناطي الذي استأجرَ خوانيو لإعادة زائدة من فاس إلى غرناطة. بمعية آخرين دبَّر كانييتاس مكيدة للنصب على حسن الذي جاء لغرناطة لاستعادة زائدة و ذلك بواسطة حيلة الكنز المدفون Timo del entierro و التي بموجبها سيقنع كانييتاس حسن بوجود كنز مدفون و للعثور عليه يتوجب على حسن دفع قدر من المال.

وصل خبر قدوم حسن إلى غرناطة إلى خوانيو و زائدة و ميمون و اكتشفوا أيضا أن العم كانييتاس يدبر حيلة للاحتيال عليه. فانطلقوا مسرعين إلى حسن لتنبيهه قبل فوات الأوان.


المشهد الثالث في غرناطة: 

في هذا المشهد كان المغربي حسن يغني في حمراء غرناطة تعبيرا عن حنينه إليها لما  وصل الرفاق الثلاثة لإخباره بحيلة العم كانييتاس. بعد تنبيههم إياه, كشفت زائدة لحسن عن حبها لخوانيو و قد تقبل حسن الأمر على مضض. و هنا أقر حسن أمام الجميع بأن زائدة بقيت وفية لدمها لأنها كانت مسيحية و ليس مسلمة و روى لهم كيف أخذ زائدة رضيعةً من بين يدي والدتها المسيحية أثناء احتضارها, و أنه رباها على الإسلام. هكذا عاد حسن إلى فاس حزينا أسفا تاركا العشيقين السعيدين في غرناطة.

تعريف مقتضب بأهم شخصيات المسرحية و تأويلي الشخصي لشخصياتها الرئيسية زائدة, حسن و خوانيو:

زائدة: أمَةٌ في حريم حسن. من أبوين مسيحيين مجهولين. رباها حسن منذ كانت طفلة. و قد يكون المقصود بزائدة الثقافة الأندلسية المسيحية الأصل و التي أخذها المغربي المسلم و تبناها طيلة قرون بعد احتضار الثقافة المسيحية القوطية الأم, حسب مؤلف المسرحية طبعا.

حسن: نبيل مغربي مسلم من فاس. و قد يكون المقصود به المغرب الذي حمل معه الحضارة الأندلسية أي زائدة في المسرحية.

خوانيو: شاب إسباني مسيحي, تنكر في فاس في زي بائع متجول مسلم. قد يكون المقصود به الاستعمار الإسباني لشمال المغرب الذي بدأ عام 1912. و كأن هدف الاستعمار هو استرداد الثقافة الأندلسية -أي زائدة- من المغرب - أي حسن- و إعادتها إلى مهدها في غرناطة. 


ميمون : خادم حسن، منشق إسباني عن الجيش. و ربما المقصود بهم العلوج الإسبان أو الإسبان المسيحيون الذين اعتنقوا الإسلام طواعية.

العم كانييتاس: غجري من ساكرومونتي، مدرس الغناء والرقص.

جواري في قصر حسن ورد ذكرهن في المسرحية: ليلى, فاطمة, عائشة, زهراء, سِتارة, ثُريا, نورا, سُليمة.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق