الألوية الدولية في الحرب الأهلية الإسبانية
هشام زليم.
شعار الألوية الدولية |
وفق تقديرات الدراسات التي قام بها في الولايات المتحدة "لواء لينكولن" و المؤرخ القطلوني أندرو كاستيلس Andreu Castells, شارك في المجموع 59.380 لوائي أجنبي, قُتل منهم أكثر من 15 ألفا, و لم يتجاوز عدد رجال الألوية الدولية 20 ألفا في كل فترة من فترات الحرب. كانت الجنسية الأكثر تمثيلا هي الفرنسية بحوالي 10 آلاف مقاتل. عدد كبير منهم ينحدرون من منطقة باريس و لم يكونوا في أغلبهم جنودا محترفين و إنما عمال جُندوا طواعية من طرف الأحزاب الشيوعية أو كانوا من قيدومي الحرب العالمية الأولى.
علم الألوية الدولية |
الأجانب في الحرب الإسبانية قُبيل تأسيس الألوية الدولية
لم تكن الألوية الدولية التشكيلة العسكرية الأولى و لا الوحيدة من المتطوعين الأجانب الذين انضموا للقتال في إسبانيا لصالح الجمهورية. فقبل تشكيلها في أكتوبر 1936, كان يوجد في إسبانيا عدد صغير من الجنود الأجانب الذين شاركوا فعليا في الصراع منذ اليوم الأول للانقلاب ضد الجمهورية يوم 18 يوليوز. كان بعض هؤلاء يقطن في إسبانيا قبل الانقلاب و ينحدرغالبيتهم من دول حكوماتها فاشية أو مقربة منها, و قد وجدوا أنفسهم مُجبرين على الاغتراب بسبب نضالهم التقدمي الاشتراكي أو الشيوعي أو الأناركي. لهذا نجد أن أغلب هؤلاء المتطوعين الأوائل ينحدرون من ألمانيا و إيطاليا. كان من بين هؤلاء المستقرين في إسبانيا قبل الحرب الروائي الفرنسي الشهير أندري مالغو André Malraux و الاشتراكي الإيطالي فرناندو دي روزا لنشيني Fernando de Rosa Lenccini.
كما كانت هناك موجة قدوم أخرى للأجانب نحو إسبانيا ابتداءا من 18 يوليوز و ذلك عبر وسائلهم الخاصة و انضموا للمعسكر الجمهوري نظرا لتعاطفهم السياسي مع الجبهة الشعبية Frente Popular. و إذا كان من الصعب إعطاء رقم لعدد الجنود المشكلين للألوية الدولية, فمن الصعب أكثر إعطاء رقم لعدد الأجانب الذين قصدوا إسبانيا قبل أكتوبر 1936 بسبب انعدام التوثيق الرسمي.
الأولمبياد اليسارية
كما أن المعسكر الجمهوري شهد حدثا استثنائيا تمثل في انضمام مشاركين رياضيين في الأولمبياد الشعبية إلى صفوف مقاتليه. كانت هذه التظاهرة الرياضية منظمة من طرف تنظيمات سياسية يسارية في برشلونة في صيف 1936 كرد فعل على الأولمبياد الرسمية التي كانت تدور في برلين في ظل الحكم النازي, و قد شارك فيها رياضيون من مختلف دول العالم. و صادف وجودهم في برشلونة حدوث الانقلاب العسكري الذي أشعل فتيل الحرب الأهلية, فشارك الكثير منهم في معارك الشوارع ببرشلونة, كما شاركوا في انتفاضة المتارس و في السيطرة على فندق كولن. أغلب المشاركين في الأولمبياد اليسارية و الذين تراوح عددهم بين 174 و 300 مشارك عادوا إلى بلدانهم يوم 24 من شهر يوليوز بعد أن شاركوا في الأسبوع الأول من الانقلاب في الحرب الأهلية الإسبانية. أحد هؤلاء الرياضيين هو النمساوي ميشتر Mechter الذي قُتل يوم 19 يوليوز ليُعتبر بذلك أول أجنبي يسقط صريعا في الحرب الإسبانية.
سميت الوحدات العسكرية التي شكلها هؤلاء المتطوعون الأجانب بأسماء شخصيات يسارية أو تقدمية مثل وحدة فاليري فروبليفسكي Walery Wroblevsky ( و هو بولوني شارك في ثورة بلدية باريس عام 1871م) و وحدة طوم مان Tom Mann (اشتراكي إنجليزي). في غشت 1936 دخل فيلق بلدية باريس Commune de Paris في معركة إيرون Irun و كان مُشكلا من فرنسيين و بلجيكيين بقيادة الفرنسي جيل ديمون Jules Dumont.
العديد من الجنود الذين شكلوا هذه الوحدات التطوعية العفوية انضموا فيما بعد للألوية الدولية, فيما بقي آخرون خارجها و حاربوا في وحدات أخرى تابعة للجيش الشعبي الجمهوري, و هذا راجع أساسا للاختلافات السياسية حيث أن الألوية الدولية كانت تابعة للحزب الشيوعي الفرنسي ما سبًّبَ نفور المتطوعين الاشتراكيين و الأناركيين و التروتسكيين.
حارب بعض الأجانب ضمن كتائب البوم POUM (الشيوعيون التروتسكيون) أو ضمن منظمات يسارية أخرى منشقة عن الأحزاب الشيوعية. و بعد أحداث مايو 1937 في برشلونة, (حيث شُنَّت حملة ضد الأناركيين و الشيوعيين التروتسكيين), أمرت الحكومة الجمهورية في 19 يونيو 1937 بما يلي: "كل الأجانب الذين يخدمون الجيش سيصبحون تحت تأطير الألوية الدولية". الكثير من المتطوعين رفضوا الرضوخ لهذا القرار و حاربوا حتى نهاية الحرب بعيدا عن صفوف الألوية.
تأسيس الألوية الدولية
لم تتشكل الألوية الدولية بشكل عفوي كما يدعي التنظيم الشيوعي الدولي, بل كان قرار إنشائها نابعا من القرار المتخذ من طرف أمينه العام يوم 18 شتنبر 1936 بأوامر من الزعيم السوفياتي ستالين, و قد تكفل الحزب الشيوعي الفرنسي برئاسة أندري مارتي André Marty بالتجنيد و بالأمور التنظيمية. لكن الغالبية من المنضمين كانوا متطوعين للقتال في سبيل الحرية, و قد جاؤوا من بلدان ديمقراطية كفرنسا (صاحبة أكبر عدد من المتطوعين بحوالي 10 آلاف) و ابريطانيا العظمى و الولايات المتحدة (من خلال فيلق لنكولن للمتطوعين). عامل انجليزي انضم للألوية الدولية بعث رسالة لابنته يؤكد لها فيها أنه قدِمَ إلى إسبانيا من أجلها: "عمال مثلي جاؤوا لإسبانيا من كل دول العالم لكبح جماح الفاشية. رغم أني على بعد آلاف الأميال منكِ , إلا أني أناضل لحمايتك أنت و كل أطفال إنجلترا و أطفال العالم".
كانت الحكومة الجمهورية الإسبانية برئاسة الاشتراكي فرانثيثكو لارغو كاباييرو Francisco Largo Caballero (منذ 4 شتنبر1936) متحفظة على قبول وجود الألوية الدولية التابعة للأحزاب الشيوعية الدولية و للحزب الشيوعي الإسباني PCE. لكن هذا التحفظ زال مع تقدم القوات القومية الانقلابية نحو مدريد حيث أصبح الوضع العسكري للجمهوريين حرجا ما جعل تجنيد أكبر عدد ممكن من المقاتلين أمرا حتميا بصرف النظر عن أي اعتبارات أخرى.
اتسعت التحركات لتجنيد أعضاء جدد بالألوية الدولية لتشمل كل أوربا و حتى الولايات المتحدة. و قد رأى المتطوعون الألمان و الإيطاليون هذه الخطوة ضرورية لمحاربة الفاشية و النازية التي فرضت أنظمة ديكتاتورية في بلدانهم.
وصلت أولى الطلائع المنضمة للألوية الدولية إلى قاعدة البسيط Albacete يوم 14 أكتوبر 1936 و كانت أولى الألوية المشكلة ( الألوية رقم 11, 12 و 13) مكونة في أغلبها من فرنسيين, بلجيكيين, إيطاليين و ألمان. كان كل لواء مكونا من فيالق مُشكَلة عموما حسب الجنسيات لتسهيل التواصل بين أعضائها.
اتُخذت باريس مقرا دوليا للتجنيد تحت إدارة الحزبين الشيوعيين الفرنسي و السوفياتي. كانت الوثائق اللازمة للتجنيد تأتي من الحكومة الجمهورية الإسبانية و تصل لباريس و منها للمتطوعين في جميع أنحاء أوربا. كان المتطوعون يدخلون إسبانيا عبر سكة الحديد بين فرنسا و برشلونة. بعد ذلك, أصبحت الحكومة الجمهورية تزودهم بالوثائق عند وصولهم لقاعدة البسيط حيث مقر القيادة العامة للألوية الدولية و مركز تدريبها.
يوم 23 أكتوبر 1936, أحدث رئيس الوزراء فرانثيثكو لارغو كاباييرو "الوحدة العضوية للبسيط" إضافة للجنة تنظيمية مهمتها تأطير المتطوعين القادمين من خارج البلاد. و عُين الزعيم الشيوعي الفرنسي أندري مارتي, الأمين العام للدولية الشيوعية و رجل ثقة جوزيف ستالين, رئيسا لقاعدة البسيط.
لوائيون دوليون من فيلق دابروفسكي |
المؤرخ البريطاني هوغ توماس Hugh Thomas في عمله المرجعي حول الحرب الأهلية الإسبانية قدَّر عدد اللوائيين المقاتلين في إسبانيا بحوالي 40 ألفا, و هو رقم بعيد جدا عن ال 100 ألف التي روجت له البروباغندا القومية الانقلابية الفرانكوية لتهويل تأثير "الشيوعية الدولية". دراسات أكثر تفصيلا و حديثة قدرت عددهم بحوالي 35 ألفا, و هو رقم قريب من رقم هوغ توماس.
الأعمال الحربية
معركة مدريد, 4 نونبر 1936 إلى فبراير 1937.
أولى العمليات القتالية التي شارك فيها اللوائيون الدوليون كانت معارك مدريد من 4 نونبر 1936 إلى فبراير 1937 و ذلك خلال الهجمة الأولى للقوات القومية الإنقلابية و التي احتلت خلالها ضواحي العاصمة .
استقرت القيادة العامة للألوية الدولية في مدريد بجامعة الفلسفة و الآداب, و كان عدد اللوائيين في العاصمة حوالي 1530 مقاتلا (1628 حسب الأرشيف السوفياتي). كانت الألوية الأكثر فاعلية مرابطة في نواحي كازا ديل كامبو Casa Del Campo حيث التقت مع قوات الجنرال الانقلابي فاريلا Valera على مشارف المدينة و في شارع بلنسية, و دارت بين الجمعين معارك عنيفة في المدينة الجامعية و منطقة جبال سييرا وادي الرملSierra de Guadarrama, و قد تقهقرت الألوية جراء الهجوم العنيف حتى باتت تقاتل على في خطوط دفاعية متأخرة.
واجه الفيلق 15 المُشكَّل أساسا من وحدات روسية, أمريكية شمالية و ابريطانية القوات الانقلابية التي كانت متجهة لاحتلال مدريد, و دارت المواجهة في منطقة خاراما Jaramaمن 6 فبراير 1937 إلى 27 من نفس الشهر, أُسر خلالها جنود انقلابيون.
معركة وادي الحجارة Guadalajara بدأها المتطوعون الفاشيون الإيطاليون في صفوف القوات الانقلابية يوم 9 مارس 1937 حيث حاولوا الدخول لمدريد من الشمال و كان تعدادهم حوالي 30 ألف مقاتل ب 80 عربة نقل و 200 وحدة مدفعية. واجه هذه القوات اللواءان الدوليان 11 و 12 إلى جانب القوات الجمهورية و تكبدوا خلالها خسائر فادحة.
سحب الألوية الدولية
جرت محاولات طيلة سنة 1938 لوضع حد للحرب الأهلية و ذلك من خلال الهيئات الدولية ممثلة في عصبة الأمم, خصوصا بعد فشل لجنة عدم التدخل في إنهاء الصراع.
أحست الجمهورية الإسبانية بضعفها بعد الهزيمة النكراء في أراغون, فحاول رئيس الوزراء آنذاك خوان نيغرين Juan Nigrin اللعب على وتر المصالحة مع فرانكو و قواته الانقلابية, فأعلن في فاتح ماي 1938 عن إمكانية عقد اتفاق يرتكز على 3 نقاط من بينها انسحاب كل القوات المكوَّنة من الأجانب الموجودين في الصراع الإسباني.
ترافق هذا التصريح مع تحرك ديبلوماسي حثيث قاده رئيس الجمهورية الإسبانية مانويل السانية Manuel Azaña. و رغم أن فرنسا و ابريطانيا أبدتا نية في التوفر على حليف قوي في جنوب أوربا لمواجهة الفاشية خصوصا بعد تهديدات هتلر لتشيكوسلوفاكيا, إلا أن الحالة العسكرية و الاستراتيجية المتدهورة للجمهورية الإسبانية (اعتبارا من 15 أبريل أصبحت المنطقة الجمهورية مقسمة جغرافيا إلى قطاعين منفصلين) دفع فرنسا و ابريطانيا لعدم التحمس لمقترح نيغرين بسحب الأجانب, و حتى الصحف السوفياتية الواقعة تحت الرقابة الحكومية بدأت تتحدث بجدية عن إمكانية انتصار قوات فرانكو الانقلابية في إسبانيا.
في نفس الفترة قام موسوليني بسحب حوالي 10 آلاف جندي إيطالي يحاربون إلى جانب الانقلابيين كبادرة حسن نية اتجاه دول عدم التدخل, لكن بقي في إسبانيا حوالي 30 ألف إيطالي يحاربون إلى جانب قوات فرانكو حتى نهاية الحرب.
لقد أصبح من المستحيل تجنيد مقاتلين أجانب جدد للألوية الدولية بسبب الغلق المحكم للحدود من طرف فرنسا, خصوصا و أن الحكومة الفرنسية الاشتراكية المتعاطفة مع الجمهورية الإسبانية برئاسة ليون بلوم Leon Blum تركت السلطة في يونيو 1937.
كما لا يجب إغفال الصراعات الداخلية بين الحزب الشوعي الإسباني و الشيوعيين التروتسكيين في حزب POUM و هي الصراعات التي أدت لتقليص تجنيد الأجانب, خاصة بعد أحداث ماي 1937 في برشلونة, حيث قرر العديد من المتطوعين الأجانب الغير شيوعيين الذهاب لإسبانيا للالتحاق بوحدات الجيش الشعبي الجمهوري عوض الألوية الدولية الشيوعية.
خاض اللوائيون آخر معاركهم يوم 23 شتنبر 1938, و في 27 اكتوبر جُمع حوالي 1500 لوائي أجنبي من جيوش الوسط و الشرق في بلنسية استعدادا لترحيلهم. في اليوم الموالي حصل نفس الأمر مع لوائيي قطلونية في برشلونة, و قد قدم لهم الجيش الشعبي تجمعا تكريميا تحت شعار "فرسان حرية العالم: عودة طيبة" و كانت العواطف خلاله جياشة, و قد ألقت الزعيمة الشيوعية دلورس إيباروري Dolores Ibarruri خطابا تاريخيا بهذه المناسبة.
التنظيم و الهيكلة الداخلية
توافد المتطوعون في صفوف الألوية الدولية من 50 بلدا. كانت فرنسا أكبر مصدر للمتطوعين ب 10 آلاف مقاتل (المؤرخ أندرو كاستيلس Andreu Castells قدرهم ب 15 ألفا ). تليها ألمانيا و النمسا ب 5 آلاف مقاتل لكل منهما, فإيطاليا ب 4 آلاف, ابريطانيا ب 2500, يوغوسلافيا 1700, كندا 1500, كوبا 1200, الأرجنتين 600, إضافة لأعداد قليلة من دول كوستاريكا, بولونيا, ألبانيا, تشيكو سولفاكيا, هنغاريا, بلغاريا, السويد, سويسرا, هولاندا, رومانيا, كولمبيا, التشيلي, المكسيك و زيلاندا الجديدة.
كان عدد كبير من اللوائيين يهودا يرون الصراع ضد الفرانكويين من زاوية الحرب ضد صعود معاداة السامية في أوربا. حوالي 8 آلاف يهودي كانوا ضمن اللوائيين الأجانب, أي حوالي 20 بالمئة. كان هؤلاء المتطوعون نشطاء شيوعيين و أناركيين, دون أدنى وعي عبراني, لكنهم شكلوا مع ذلك وحدات خاصة باليهود كوحدة اليهود Botmin.
المرجعية السياسية
كان اللوائيون الأجانب ينحدرون من طبقات اجتماعية مختلفة, فمن المفكرين و الأطباء و الكتاب و الفنانين و الساسة إلى العمال و النقابيين و عمال المناجم و الموانئ و المحاربين القدامى. انضمام عدد الكبير من المفكرين و الأطباء و العلماء للألوية جعلها تُعتبرُ "الوحدة العسكرية الأكثر علما و ثقافة في التاريخ".
التنظيم:
اللواء الحادي عشر: هو أول لواء تأسس, و ذلك في الثاني و العشرين من أكتوبر 1936. يتكون من 4 فيالق تحت قيادة مانفريد شتيرن بريميرو ثم خلفه جون ماري فرونسوا.
استقرت القيادة العامة للألوية الدولية في مدريد بجامعة الفلسفة و الآداب, و كان عدد اللوائيين في العاصمة حوالي 1530 مقاتلا (1628 حسب الأرشيف السوفياتي). كانت الألوية الأكثر فاعلية مرابطة في نواحي كازا ديل كامبو Casa Del Campo حيث التقت مع قوات الجنرال الانقلابي فاريلا Valera على مشارف المدينة و في شارع بلنسية, و دارت بين الجمعين معارك عنيفة في المدينة الجامعية و منطقة جبال سييرا وادي الرملSierra de Guadarrama, و قد تقهقرت الألوية جراء الهجوم العنيف حتى باتت تقاتل على في خطوط دفاعية متأخرة.
واجه الفيلق 15 المُشكَّل أساسا من وحدات روسية, أمريكية شمالية و ابريطانية القوات الانقلابية التي كانت متجهة لاحتلال مدريد, و دارت المواجهة في منطقة خاراما Jaramaمن 6 فبراير 1937 إلى 27 من نفس الشهر, أُسر خلالها جنود انقلابيون.
معركة Guadalajaraوادي الحجارة , 9 مارس - 23 مارس 1937
معركة وادي الحجارة Guadalajara بدأها المتطوعون الفاشيون الإيطاليون في صفوف القوات الانقلابية يوم 9 مارس 1937 حيث حاولوا الدخول لمدريد من الشمال و كان تعدادهم حوالي 30 ألف مقاتل ب 80 عربة نقل و 200 وحدة مدفعية. واجه هذه القوات اللواءان الدوليان 11 و 12 إلى جانب القوات الجمهورية و تكبدوا خلالها خسائر فادحة.
معركة Belchite بلشيتي ,24 غشت إلى 10 شتنبر 1937.
في معركة بلشيتي عام 1937, شارك اللوءان الدوليان 11 و 15 من 26 غشت إلى 10 شتنبر 1937.
ضُعف محصلة المعسكر الجمهوري و عدم ثقة وزير الدفاع الوطني الزعيم الاشتراكي إنداليسيو برييطو Indalecio Prieto باللوائيين الأجانب أدى لصدور قرار من الحكومة الجمهورية ينص على ذمج الالوية الدولية ضمن الجهاز التنظيمي للجيش الشعبي الجمهوري و وضع اللوائيين تحت القيادة المباشرة لعسكريين محترفين إسبان. هذه القرارات اصطدمت بمعارضة التنظيم الشيوعي الدولي Comintern المدعوم من طرف الاتحاد السوفياتي المزود الوحيد للجمهورية بالأسلحة, فنجحت هذه الضغوط في إبقاء الألوية الدولية تحت مرقبة الشيوعية الدولية.
معركة Teruel ترويل ,15 دجنبر 1937 إلى22 فبراير 1938.
في شتاء 1937 - 1938 دارت معركة ترويل Teruel , حيث شنت القوات الجمهورية هجوما لتخفيف الضغط على الجبهة الشمالية. شاركت في الهجوم كل الألوية الدولية - المُنهكة - (باستثناء اللواء 14). لكن أمام ضغط لجنة دول عدم التدخل (تضم فرنسا و ابريطانيا), أكدت الحكومة الجمهورية أن الهجوم ستشنه قوات مكونة من إسبان فقط, لكن تبين أن الأمر غير صحيح حيث وصل الأمر يوم 7 دجنبر لقاعدة الألوية الدولية بالبسيط بتوجه الجنود الموجودين بها إلى جبهة أراغون.
لعب اللوائيون دورا هاما في حرب العصابات و تسللوا خلف الخطوط قبل المعارك لتعطيل اتصالات العدو. و كان استرداد قوات القوميين الانقلابيين لترويل مكلفا جدا للألوية الدولية الذين تجرعوا خسائر فادحة في الأرواح و العتاد.
شكل هجوم أراغون (مارس و أبريل 1938) امتحانا عسيرا للألوية الدولية الأجنبية حيث خسر المعسكر الجمهوري هذه المعركة و تكبد خسائر فادحة في الأرواح و العتاد. و أمام صعوبة تعويض خسائر المقاتلين الأجانب, أعادت الألوية تنظيم نفسها ابتداءا من أبريل 1938 و تم تجنيد عدد كبير من الإسبان في صفوفها, ما جعل نسبة الأجانب تتضاءل في كل الفيالق تقريبا.
سحب الألوية الدولية
جرت محاولات طيلة سنة 1938 لوضع حد للحرب الأهلية و ذلك من خلال الهيئات الدولية ممثلة في عصبة الأمم, خصوصا بعد فشل لجنة عدم التدخل في إنهاء الصراع.
أحست الجمهورية الإسبانية بضعفها بعد الهزيمة النكراء في أراغون, فحاول رئيس الوزراء آنذاك خوان نيغرين Juan Nigrin اللعب على وتر المصالحة مع فرانكو و قواته الانقلابية, فأعلن في فاتح ماي 1938 عن إمكانية عقد اتفاق يرتكز على 3 نقاط من بينها انسحاب كل القوات المكوَّنة من الأجانب الموجودين في الصراع الإسباني.
ترافق هذا التصريح مع تحرك ديبلوماسي حثيث قاده رئيس الجمهورية الإسبانية مانويل السانية Manuel Azaña. و رغم أن فرنسا و ابريطانيا أبدتا نية في التوفر على حليف قوي في جنوب أوربا لمواجهة الفاشية خصوصا بعد تهديدات هتلر لتشيكوسلوفاكيا, إلا أن الحالة العسكرية و الاستراتيجية المتدهورة للجمهورية الإسبانية (اعتبارا من 15 أبريل أصبحت المنطقة الجمهورية مقسمة جغرافيا إلى قطاعين منفصلين) دفع فرنسا و ابريطانيا لعدم التحمس لمقترح نيغرين بسحب الأجانب, و حتى الصحف السوفياتية الواقعة تحت الرقابة الحكومية بدأت تتحدث بجدية عن إمكانية انتصار قوات فرانكو الانقلابية في إسبانيا.
في الخامس و العشرين من يوليوز 1938 سمحت الحكومة الجمهورية برئاسة نغرين بمشاركة الألوية الدولية في هجوم نهر الإبرو. و في منتصف شهر غشت توقف الهجوم الجمهوري أمام شراسة القوات الفرانكوية و تكبد اللوائيون الأجانب خسائر فادحة.
شهد عام 1938 انخفاضا كبيرا في عدد اللوائيين الأجانب حيث نزل عددهم إلى الثلث, و في يوم 21 شتنبر من نفس السنة أعلن رئيس الحكومة الجمهورية خوان نيغرين في جنيف خلال الجمعية العامة لعصبة الأمم السحب الفوري و الغير مشروط لكل المقاتلين الاجانب الذين يحاربون في المعسكر الجمهوري, و كان هدفه دفع المعسكر القومي الانقلابي للقيام بنفس الأمر. بعد شهر من هذا الإعلان, و تحديدا يوم 28 أكتوبر 1938 جالت للمرة الأخيرة في شوارع برشلونة مواكب الألوية الدولية في مراسيم رسمية ترأسها رئيس الجمهورية مانويل السانية و رئيس الحكومة خوان نيغرن و حضرها حوالي 250 ألف شخص.
في نفس الفترة قام موسوليني بسحب حوالي 10 آلاف جندي إيطالي يحاربون إلى جانب الانقلابيين كبادرة حسن نية اتجاه دول عدم التدخل, لكن بقي في إسبانيا حوالي 30 ألف إيطالي يحاربون إلى جانب قوات فرانكو حتى نهاية الحرب.
لقد أصبح من المستحيل تجنيد مقاتلين أجانب جدد للألوية الدولية بسبب الغلق المحكم للحدود من طرف فرنسا, خصوصا و أن الحكومة الفرنسية الاشتراكية المتعاطفة مع الجمهورية الإسبانية برئاسة ليون بلوم Leon Blum تركت السلطة في يونيو 1937.
كما لا يجب إغفال الصراعات الداخلية بين الحزب الشوعي الإسباني و الشيوعيين التروتسكيين في حزب POUM و هي الصراعات التي أدت لتقليص تجنيد الأجانب, خاصة بعد أحداث ماي 1937 في برشلونة, حيث قرر العديد من المتطوعين الأجانب الغير شيوعيين الذهاب لإسبانيا للالتحاق بوحدات الجيش الشعبي الجمهوري عوض الألوية الدولية الشيوعية.
كان الاتحاد السوفياتي يدعم بدوره انسحاب الألوية الدولية من إسبانيا مع قرب الانقلابيين من حسم المعركة, و ذلك للاستفادة من خبرات النشطاء الشيوعيين في الألوية لخدمة الاتحاد السوفياتي.
خاض اللوائيون آخر معاركهم يوم 23 شتنبر 1938, و في 27 اكتوبر جُمع حوالي 1500 لوائي أجنبي من جيوش الوسط و الشرق في بلنسية استعدادا لترحيلهم. في اليوم الموالي حصل نفس الأمر مع لوائيي قطلونية في برشلونة, و قد قدم لهم الجيش الشعبي تجمعا تكريميا تحت شعار "فرسان حرية العالم: عودة طيبة" و كانت العواطف خلاله جياشة, و قد ألقت الزعيمة الشيوعية دلورس إيباروري Dolores Ibarruri خطابا تاريخيا بهذه المناسبة.
بعد الانسحاب
بعد نهاية الحرب حاول العشرة آلاف لوائي أجنبي الذين بقوا في إسبانيا العودة لبلدانهم. لم تواجه غالبيتهم أدنى مشاكل في العودة, كالفرنسيين و البريطانيين و الأمريكيين, لكن آخرين وجدوا أنفسهم في وضعية حرجة كالإيطاليين و الألمان و النمساويين و السويسريين و البلغار و الكنديين حيث وجدوا أنفسهم بين المطرقة و السندان, فإذا بقوا قوات فرانكو الانقلابية المنتصرة لن ترحمهم بعد هزيمة الجمهورية و إذا عادوا إلى بلدانهم كانوا سيواجهون خطر الاعتقال و الاضطهاد, إما لأن بلدانهم محكومة من طرف أنظمة فاشية و نازية أو بسبب مغادرة البلاد من دون موافقة مسبقة و الانضمام لجيش أجنبي, أو لأن حكوماتهم كانت تضطهد الشيوعيين, لهذا اضطر الكثير منهم الاغتراب إلى بلدان أخرى.
بعض اللوائيين الأجانب الذين لم يجدوا وطنا يأوون إليه أو منفاََ يحتمون فيه لجؤوا إلى دور عتيقة في ضواحي قطلونية بينما عبر آخرون الحدود الفرنسية عبر البرانس و بقوا في فرنسا لاجئين سريين. أما الاتحاد السوفياتي فقد استقبل بعض اللوائيين, و كانوا فقط من القادة الشيوعيين المهمين, و رفض استقبال الناشطين الأقل أهمية و اكتفى بتقديم تسهيلات لهم ليعيشوا في منافي أخرى.
المعارك الأخيرة للوائيين بعد الانسحاب
لما شنت قوات فرانكو الانقلابية الحملة العسكرية النهائية على قطلونية في 23 دجنبر 1938, كان لا يزال بها بعض اللوائيين الأجانب (بضعة آلاف) ينتظرون فرصة للخروج من إسبانيا. أمام الزحف الفرانكوي شكل هؤلاء الاجانب فيالق و عرضوا من جديد خدماتهم على الحكومة الجمهورية الإسبانية. في البداية تردد الوزير الأول خوان نيغرين في قبولهم لكن ضغط القادة الشيوعيين دفعه للقبول.
هكذا و في يناير 1939 تشكلت فيالق عفوية للوائيين أجانب أغلبهم من السلاف و الإيطاليين و الأمريكيين اللاتينيين قاتلوا حتى استسلمت قطلونية بسقوط عاصتها برشلونة بيد الانقلابيين. أغلب هؤلاء المقاتلين غادروا التراب الإسباني يوم 9 فبراير 1939 فيما اختار آخرون الذهاب إلى المنطقة الجنوبية الشرقية التي لازالت في يد الجمهوريين و مكثوا هناك حتى سقطت بلنسية بيد قوات فرانكو في مارس 1939.
التنظيم و الهيكلة الداخلية
توافد المتطوعون في صفوف الألوية الدولية من 50 بلدا. كانت فرنسا أكبر مصدر للمتطوعين ب 10 آلاف مقاتل (المؤرخ أندرو كاستيلس Andreu Castells قدرهم ب 15 ألفا ). تليها ألمانيا و النمسا ب 5 آلاف مقاتل لكل منهما, فإيطاليا ب 4 آلاف, ابريطانيا ب 2500, يوغوسلافيا 1700, كندا 1500, كوبا 1200, الأرجنتين 600, إضافة لأعداد قليلة من دول كوستاريكا, بولونيا, ألبانيا, تشيكو سولفاكيا, هنغاريا, بلغاريا, السويد, سويسرا, هولاندا, رومانيا, كولمبيا, التشيلي, المكسيك و زيلاندا الجديدة.
كان عدد كبير من اللوائيين يهودا يرون الصراع ضد الفرانكويين من زاوية الحرب ضد صعود معاداة السامية في أوربا. حوالي 8 آلاف يهودي كانوا ضمن اللوائيين الأجانب, أي حوالي 20 بالمئة. كان هؤلاء المتطوعون نشطاء شيوعيين و أناركيين, دون أدنى وعي عبراني, لكنهم شكلوا مع ذلك وحدات خاصة باليهود كوحدة اليهود Botmin.
المرجعية السياسية
كان اللوائيون الأجانب ينحدرون من طبقات اجتماعية مختلفة, فمن المفكرين و الأطباء و الكتاب و الفنانين و الساسة إلى العمال و النقابيين و عمال المناجم و الموانئ و المحاربين القدامى. انضمام عدد الكبير من المفكرين و الأطباء و العلماء للألوية جعلها تُعتبرُ "الوحدة العسكرية الأكثر علما و ثقافة في التاريخ".
كان أغلب اللوائيين شيوعيين, و هذا أمر طبيعي إذا اعتبرنا أن التجنيد قد أمنته الأحزاب الشيوعية في مختلف البلدان. و قد اختلفت نسبة الشيوعيين حسب الجنسية, فالنشطاء اليساريون (الاشتراكيون, الشيوعيون و الأناركيون) لم يتجاوزا النصف بين الأمريكيين, بينما كانوا يشكلون نسبة 80 بالمئة بين الألمان, و نفس الأمر بالنسبة للفرنسيين و الإيطاليين. أما البريطانيون و الأوربيون الشرقيون فكانوا في أغلبهم من النقابيين. لكن كان هناك حرصُُ على جعل المناصب القيادية في الألوية الأجنبية في يد الشيوعيين, باستثناء فيلق غاريبالدي Garibaldi الإيطالي الذي سُمح له أن يكون تحت إمرة ضباط أناركيين.
التنظيم:
كان الفرنسي أندري مارتي André Marty قائد الألوية الدولية, و كان تأطير المتطوعين يجري حسب اللغة و الجنسية. كان قادة الألوية يُنتخبون في البداية من بين المتطوعين أنفسهم قبل أن تَفرض القيادة أن يكون القادة من الشيوعيين. إلى جانب القائد العسكري كان هناك مُراقب سياسي قد توكل له مهام عسكرية.
تشكلت 7 ألوية حملت أرقام: 11, 12, 13, 14, 15, 129 و 150. كل لواء ينقسم إلى 3 أو 4 فيالق, كل فيلق يضم حوالي 650 مقاتلا تقريبا, و كانت هذه الفيالق تحمل أسماء رموز سياسية.
اللواء الحادي عشر: هو أول لواء تأسس, و ذلك في الثاني و العشرين من أكتوبر 1936. يتكون من 4 فيالق تحت قيادة مانفريد شتيرن بريميرو ثم خلفه جون ماري فرونسوا.
* الفيلق الأول, اسمه إدغار أندري Edgar André . للألمان.
* الفيلق الثاني, اسمه "بلدية باريس" Commune de Paris. يضم فرنسيين و بلجيكيين
* الفيلق الثالث, اسمه دابروفسكي Dabrowski. يضم البولونيين, الهنغاريين, اليوغسلاف و البارغوانيين.
* الفيلق الرابع, اسمه غاريبالدي. يضم الإيطاليين.
اللواء الثاني عشر: تأسس في الثاني من نونبر 1936. يتكون من 3 فيالق تحت قيادة ماتي زالكا Maté Zalka.
* الفيلق الأول, اسمه تايلمان Thalemann . للألمان.
* الفيلق الثاني, اسمه غاريبالدي. الإيطاليون (انتقل من اللواء الأول).
* الفيلق الثالث, اسمه أندري مارتي. يضم الفرنسيين و البلجيكيين.
اللواء الثالث عشر: تأسس في فاتح دجنبر1936. يتكون من 4 فيالق تحت قيادة فيلهيم زيسرWilhelm Zaisser.
* الفيلق الأول, اسمه لويز مشيل Louise Michel . فرنسيون و بلجيكيون.
* الفيلق الثاني, اسمه شابييف. من دول البلقان.
* الفيلق الثالث, اسمه هنري فويليمن Henri Vuillemin. فرنسيون و بلجيكيون.
* الفيلق الرابع, مكيفيتز بالافوكس Mikiewiez Palafox. بولنيون, يهود و أوكرانيون.
اللواء الرابع عشر: عُرفَ بلواء المارسيلية La Marseilleise لتكونه من غالبية فرنسية. تأسس في فاتح دجنبر1936 و أعيد تشكيله بالكامل يوم 27 نونبر 1938. يتكون من 5 فيالق :
* الفيلق الأول, اسمه Noves naciones. انذمج فيما بعد مع فيلق "جماعة باريس".
* الفيلق الثاني,اسمه دومنغو خرمنال Domingo Germinal . يتكون من أناركيين, إسبان, و برتغاليين.
* الفيلق الثالث, اسمه هنري بربيس Henri Barbusse : فرنسيون.
* الفيلق الرابع, اسمه بيير براشي Pierre Brachet. فرنسيون.
* الفيلق الخامس, اسمه فايون كوتيريي Vaillant couturier .
اللواء الخامس عشر: تأسس يوم 31 يناير 1937 بقيادة يانوس كاليكزJanos Galicz . يتكون من 5 فيالق :
* الفيلق الأول, اسمه ديمتروف . يضم اليوغسلاف و البلغار.
* الفيلق الثاني, البريطاني Britanico.
* الفيلق الثالث, اسمه لينكولن Lincoln: أمريكيون, كنديون, كوبيون, أرجنتينيون و إيرلنديون.
* الفيلق الرابع, اسمه 6 فبراير. فرنسيون.
* إضافة لطابور متطوعين مكسيكيين يدعى بنيطو خواريز غارسيا Benito Juarez Garcia.
اللواء 129: تأسس يوم 28 أبريل 1938 من بقايا فيالق الألوية الأخرى و أفراد من الشيوعيين التروتسكيين في البوم POUM. تنوع جنسية أفراده جعله معروفا بلواء الأربعين أمة. الخلاف بين الشيوعيين الماركسيين و التروتسكيين حدّ من فاعليته, ما أدى لإعادة تشكيله. قائده فاسيك كومار Wacek Komar. يتكون من 3 فيالق :
* الفيلق الأول, اسمه ماساريك Massaryk. التشيكيين.
* الفيلق الثاني, اسمه دجاكوفيتش Djakovic. من اليوغسلاف و البلغار.
* الفيلق الثالث, اسمه ديمتروف. من دول البلقان.
اللواء 150: تشكل في يونيو 1937 على أنقاض فيلق دابروفسكي. فيلقه الوحيد يضم هنغارا و يحمل اسم راكوزي Rakosi .
بعد الحرب:
بعد خروج اللوائيين الدوليين و عودتهم لبلدانهم الأصلية, استُقبلوا بأشكال مختلفة. فمنهم من اعتُبر مجرد مرتزق بينما اعتُبر آخرون أبطالا في بلدان أخرى. قدوم الحرب العالمية الثانية منحتهم الفرصة لإظهار الخبرة التي اكتسبوها في الحرب الإسبانية باعتبارهم أول الجنود في بلدانهم الذين حاربوا ضد التوسع الفاشي لألمانيا و إيطاليا.
في 26 يناير 1996, منح البرمان الإسباني الجنسية الإسبانية للوائيين الأجانب شريطة التنازل عن جنسياتهم الأصلية, محققين بذلك الوعد الذي أعطاه إياهم رئيس الوزراء الجمهوري إبان الحرب الأهلية خوان نيغرين خلال مغادرتهم لإسبانيا. لكن قيدومي الحرب الذين طال بهم العمر اختاروا عدم الاستغناء عن جنسياتهم الأصلية.
قانون الذاكرة التاريخية في إسبانيا اعترف للوائيين الاجانب بالجنسية الإسبانية دون شرط التخلي عن جنسياتهم الأصلية. و في 20 يونيو 2009 منحت السفارة الإسبانية في لندن العديد من اللوائيين جوازات سفرهم الإسبانية.
* أشهر اللوائيين الأجانب و تفصيلات أخرى سنُفرد لها مواضيع منفصلة.
صلة الرحم بالأندلس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق