رئيس الوزراء الإسباني الأسبق
ثاباتيرو و زيارته التاريخية لقبر آخر
رئيس للجمهورية الإسبانية.
هشام زليم
صلة الرحم بالأندلس
في مقبرة مدينة مونتوبان جنوب فرنسا, قام
رئيس الوزراء الإسباني الأسبق الاشتراكي خوثي لويس رودريغيث ثباتيرو يوم السبت 17
يناير 2015, بزيارة تاريخية إلى قبر آخررؤساء الجمهورية الإسبانية الثانية مانويل آزانيا, الذي توفي في منفاه الفرنسي عام
1940.
و تُعد هذه الزيارة الأولى من نوعها التي
يقوم بها رئيس وزراء إسباني أسبق لقبر آخر رؤساء الجمهورية الثانية (1936 -1939 خلال
الحرب الأهلية الإسبانية).
خلال الزيارة, التي حضرها أكثر من 150 شخص
بينهم العديد من أحفاد الجمهوريين الإسبان, صرَّح زباتيرو لبعض الصحفيين: "كان (آزانيا) قبل كل شيء مفكرا عظيما و شخصا ذو تفكير
عميق جدا حول القيم الديمقراطية". بعد ذلك توجه رئيس الوزراء السابق
إلى صندوق بريد رمزي في المقبرة خاص بالرئيس الإسباني الأسبق حيث وضع ديباجة قانون
"الذاكرة التاريخية" الذي تبناه البرلمان الإسباني عام 2007, باقتراح من
حكومة ثباتيرو, لتكريم كل من فقدوا حياتهم, عائلتهم و وطنهم خلال الحرب الأهلية
(1936-1939) و خلال ديكتاتورية فرانكو (1939 -1975).
ثباتيرو, و هو حفيد محارب جمهوري أٌعدمَ
رميا بالرصاص, تحدث عن قانون "الذاكرة التاريخية قائلا:"عندما وصلت إلى هنا, شعرت بنوع من الطمأنينة لسَنّي
هذا القانون. قانون بمبادئ عظيمة و قرارات ملموسة: أكثر من 300 ألف شخص حصلوا على
الجنسية الإسبانية لأنهم أبناءُ أو أحفادُ منفيين...و العديد من الإسبان استطاعوا
معرفة أين كان (أو دُفن) أجدادهم و أقاربهم". "لا زال هناك الكثير من
العمل و نتمنى أن تطبق كل الإدارات هذا القانون الذي يعترف بحقوق أولئك الذين
عانوا خلال الحرب الأهلية و الديكتاتورية".
نبذة تاريخية:
بعد فوز الجبهة الشعبية في انتخابات فبراير
1936, انتُخبَ مانويل آزانيا رئيسا للجمهورية الإسبانية في ماي من نفس السنة. بعد
3 سنوات, استقال من منصبه و غادر البلاد نحو فرنسا بعد سقوط الجمهورية أمام ضربات
جيش فرانكو المدعوم من إيطاليا الفاشية و ألمانيا النازية. جون بيير أمالغيك رئيس
جمعية "حضور مانويل آزانيا" في مونتوبان و أستاذ التاريخ في جامعة تولوز
ذكر أن آزانياتُوفي يوم الثالث من نونبر 1940 بمنوتوبان
التي كان قد قدِمَ إليها مريضا و مُنهكا بعد أن هام في طرقات فرنسا هاربا من تقدم
القوات الألمانية. السفارة المكسيكية في فرنسا آوته في أحد الفنادق و تكفلت به حتى
توفي وفاة طبيعية, بينما كانت فرقة كوموندو تابعة لفرانكو تستعد لخطفه و نقله
لإسبانيا ثم إعدامه.
يُشار إلى أنه قبل 17 سنة, قام خورخي سيمبرون (1923-2011), آنذاك وزير
الثقافة الإسباني في حكومة الاشتراكي فليبي غونزاليث بزيارة مماثلة لقبر الرئيس
الراحل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق