الاثنين، 5 مارس 2018

الأندلسيون في الحجاز من كتاب الانبعاث للكتاني


الأندلسيون في الحجاز من كتاب الانبعاث للكتاني

من" كتاب انبعاث الإسلام بالأندلس" للدكتور علي الكتاني. ص 409-410..

" توجهت الهجرة الأندلسية إلى أرض الحجاز منذ القدم, إذ كان معظم المثقفين الأندلسيين يتوجهون للحج, ومنهم من يستقر للتدريس. ومنهم مفرج بن حماد المعافري (من قرطبة), جد ابن مفرج صاحب كتاب "الإحتفال بعلم الرجال" كان من الصالحين, صحب ابن وضاح في رحلته الثانية و استقر بمكة المكرمة إلى أن توفي بها. و منهم الفقيه الزاهد محمد بن يحي الليثي, خرج حاجا و لقي سحنون و رجالا من أصحاب الإمام مالك و سمع منهم, وجاور بمكة إلى أن توفي بها. ومنهم الأستاذ الورع أبو القاسم ابن الإمام القاضي أبي الوليد الباجي (من باجة), خلف والده بعد موته في حلقته, وترك تآليف منها "العقيدة في المذاهب السديدة", توفي في جدة بعد حجة سنة 493ه و منهم أبو بكر عبد الله بن طلحة اليابري (من يابرة), ذو معرفة بالنحو و الأصول و الفقه وحفظ التفسير و القيام عليه, كان أحد الأئمة بجامع العديس بأشبيلية, ورحل إلى الشرق و استوطن مصر مدة, ثم رحل إلى مكة و بها توفي حوالي سنة 530ه. و منهم أبو محمد طارق بن موسى بن يعيش المخزومي (من المنصف من أعمال بلنسية), أدى الفريضة و استقر بمكة, كان شيخا صالحا ثقة عالي الرواية, توفي بمكة عن سن عالية سنة 549ه.


و من أندلسيي القرن السابع و الثامن الذين استقروا بالحجاز الحافظ أبو المكارم جمال الدين بن مسدي (من الجزيرة الخضراء), شيخ السنة و حامل رايتها و إمام اللغة العربية, كان خطيب الحرم الشريف بمكة, ومات مقتولا بها سنة 663ه عن 65 سنة. ومنهم الفقيه أبو محمد عبد الحق بن سبعين (من مرسية), درس العربية و الأدب في الأندلس, و كتب كتبا عدة, وانتقل إلى سبتة و انتحل التصوف و عكف عليه مدة, ثم رحل إلى المشرق و شاع صيته و كثر أشياعه و استقر بمكة و تتلمذ له أميرها, وتوفي بها سنة 669 ه عن 55 سنة. ومنهم الكاتب أبو القاسم خلف بن عبد العزيزالغافقي (من إشبيلية), كان له باع مديد في التوسل مع التقوى, انتقل إلى الحجاز و استقر بالمدينة المنورة حيث توفي سنة 704ه عن 49 سنة. و منهم الفاضل الأديب الشاعر المجيد أبو عبد الله بن علي بن يحي (من غرناطة), هاجر إلى المدينة المنورة و بها توفي سنة 715ه و دفن بالبقيع. ومنهم الأديب الشاعر أبو عبد الله محمد بن قاسم بن رمان الفهري (من غرناطة), هاجر إلى القاهرة ثم استقر بالمدينة المنورة, و بها توفي سنة 729ه.


و بعد سقوط غرناطة, هاجر بعض الأندلسيين إلى الحجاز, معظمهم من المغرب و بلاد الشام, و توجد اليوم بالحجاز خاصة, و المملكة العربية السعودية عامة, عائلات من أصول أندلسية منها الألشى و الدبا, أشراف الأدارسة و برادة و غيرهم. و يستحق الوجود الأندلسي المعاصر في المملكة العربية السعودية أن يدرس."



من" كتاب انبعاث الإسلام بالأندلس" للدكتور علي الكتاني. ص 409-410.

مدونة صلة الرحم بالأندلس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق