الأحد، 20 نوفمبر 2016

"قصيدة البْق" من الفلكلور اليهودي المكناسي

"قصيدة البْق" من الفلكلور اليهودي المكناسي
 
الحي اليهودي (الملاح) بمكناس عام 1950.


هشام زليم
صلة الرحم بالأندلس.

قصيدة البق من نظم المكناسي حنانيا دهان. تحكي هذه القصيدة معاناة سكان الحي اليهودي "الملاح" بمكناس مع حشرات البق التي كانت تمنعهم من النوم لانتشارها في كل زوايا و جنبات المنزل و بين الأثاث و الملابس.


أَزِيوْ تسمعو يا خوانَّا* * دي حَبّْ إرتاح أويتهَنَّا** إسكن فالباثيو دي درب بوحنة ** ما يسوف عذاب** يا السامعين
(أجيو تسمعو يا اخوانا, اللي حب يرتاح و يتهنا. يسكن فالباثيو ديال درب بوحنة, ما يشوف عذاب, يالسامعين).


البْق تْمَّا كثَر **تَقدر توسقو بالقنطار ** تصفدو فالبابورات الكبار ** أو ترزع من التازرين. 
(البَق تمّا كثر, تقدر توسقو بالقنطار, تسيفطو فالبابورات الكبار أو ترجع من التاجرين)

هذا الباثيو أو بْقُّو ** فالليل الناس إباتو إحكًّو** سي فرَزلو أو سي فعنقو ** أو سي إدخلو فلوُدنين. 
(هاد الباثيو و بقو, فالليل الناس إباتاو إحكو, شي فرجلو أو شي فعنوقو أو شي إدخلٌّو فالودنين).
 
كلامي مصَدَّر بالتمام ** البْق هاد العام ** كَيخرز غير فالظلام ** بعد الضوات مطفيين.
(كلامي مسطر بالتمام, البق هاد العام, كيخرج فالظلام, و الضواو مطفيين)

فالبيت مازاني نْعاس ** رزعت كفس من زميع الناس ** كنصبح محَيّْر بالراس ** الليل كلو من الساهرين.
(فالبيت ماجاني نعاس, رجعت كفس من جميع الناس، منصبح محير بالراس, الليل كلو من الساهرين).

خرزت للبراح نتهنا ** ساعة سعلاتلي المحنة ** كتراهم مصدرين فوق المضربة و العبانة ** تحت المخدة ** فحال المحايل دايزين.
(خرجت للمراح نتهنا, ساعة شعلاتلي المحنة, كتراهم مصدرين فوق المضربة و العبانة و تحت المخدة, فحال المحايل (جمه محلة و هي فرق عسكرية تابعة للمخزن) دايزين).

دي ساكن فالبيت دلبني ** عمّْرو ما يرقد امهَنِّي ** البق خارزين من السقوفة أو من الركاني ** فحال العسكر مستفين.   
(اللي ساكن فبيت البني, عمرو ما يرقد امهني, البق خارجين من السقوفة أو من الركاني فحال الهسكر مستفين)

ترجمة للعربية.
 
(تعالوا لتسمعوا يا إخوان **  من أراد أن يرتاح و يهنأْ ** فليسكن في ممر حي بوحنة ** حيث لن يعاني أبدا** أيها السامعون).
(البرغوت تكاثر هناك ** بحيث تستطيع جمعه بالقناطير و إرساله عبر السفن الكبرى فتُصبحَ من التُجار).

(بسبب البراغيث في هذا الممر يقضي الناس الليل كله يهرشون, هذا يهرش رجله و الآخر عنقه, بينما دخل إلى البعض في آذانهم).



(البراغيث هذه السنة لا تخرج إلا ليلا بعد إطفاء الأضواء)


(أصابني الأرق في الغرفة**و أصبحت أسوأ الناس حالا**و أصبحت و رأسي يؤلمني فقد قضيت الليل كله ساهرا)


(خرجت للبهو لعلي أرتاح**لكن كان الحال هناك أسوأ ** فالبراغيث فوق الأسرة و الأغطية و تحت المخدة كأنها فرق من الجيش تمشي)

(من يقطن في منزل مبني لن يرتاح أبدا, فالبراغيث تخرج من الأسقف و الأركان مصطفة كالجنود).

من كتاب "Langue et folklore des juifs marocains" (لغة و فلكلور اليهود المغاربة) للباحث و الأستاذ الجامعي بينحاس بيير كوهن Pinhas Pierre Cohen

هشام زليم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق