الجمعة، 1 ديسمبر 2017

الحكيم المُرسي الأندلسي محمد بن مَيْمُون الخزرجي

الحكيم المُرسي الأندلسي محمد بن مَيْمُون الخزرجي

مدونة صلة الرحم بالأندلس.
المرجع: "الإحاطة في أخبار غرناطة" للسان الدين بن الخطيب. ص 147-148 ج3


محمد بن محمد بن مَيْمُون الخزرجي, يُكنى أبا عبد الله ، ويُعرف بلا أَسلم ؛ لكثرة صدور هذه اللفظة عنه، مُرْسي الأصل ، وسكن غرناطة ووادي آش وألمريّة.


حاله : من كتاب «المؤتمن» ("المؤتمن على أنباء أبناء الزمن" لأبي البركات ابن الحاج البلفيقي و هو أحد شيوخ لسان الدين ابن الخطيب) : كان دمث الأخلاق قبل أن يحرجه شيء من مضيّقات الصّدور ، يشارك في العربية ، والشعر النازل عن الدرجة الوسطى لا يخلو بعضه عن لحن. وكان يتعيش من صناعة الطّب. وجرت له شهرة بالمعرفة ترفع به بتلك الصّناعة على حدّ شهرة ترك النّصيحة فيها ، فكانت شهرته بالمعرفة ترفع به. وشهرته بترك النصيحة تنزله ، فيمرّ بين الحالتين بشظف العيش ، ومقت الكافّة إيّاه.

كان لا أَسلم ، طرفا في المعرفة بطرق العلاج ، فسيح التّجربة ، يشارك في فنون ، على حال غريبة من قلّة الظّرف ، وجفاء الآلات ، وخشن الظاهر ، والإزراء فيه وبالناس ، متقدّم في المعرفة بالخصوم ، يقصد في ذلك. وله في الحرب والحيل حكايات ، قال صاحبنا أبو الحسن بن الحسن : كانت للحكيم لا أسلم خمر مخبّأة ، في كرم كان له بألمريّة ، عثر عليها بعض الدَّعرة ، فسرقها له. قال : فعمد إلى جرّة وملأها بخمر أخرى ، ودفنها بالجهة ، وجعل فيها شيئا من العقاقير المسهّلات ، وأشاع أن الخمر العتيقة التي كانت له لم تسرق ، وإنما باقية بموضع كذا ، فعمد إليها أولئك الدّعرة ، وأخذوا في استعمالها ، فعادت عليهم بالاستطلاق القبيح المهلك ، فقصدوا الحكيم المذكور ، وعرضوا عليه ما أصابهم ، فقال لهم : إيه ، أدّوا إليّ ثمن الشّريبة ، وحينئذ أشرع لكم في الدواء ، ويقع الشّفاء بحول الله ، فجمعوا له أضعاف ما كان يساويه خمره ، وعالجهم حتى شفوا بعد مشقّة. وأخباره كثيرة.


وفاته : توفي عقب إقلاع ملك برجلونة (برشلونة) عن ألمريّة عام تسعة وسبعمائة (حوالي 1309م). وخلفه ابن كان له يسمى إبراهيم ، ويعرف بالحكيم ، وجرى له من الشّهرة ما جرى لأبيه ، مرّت عليه ببَختٍ وقَبول ، وتوفي بعد عام خمسين وسبعمائة.

صلة الرحم بالأندلس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق