السبت، 23 ديسمبر 2017

إبنة شريش الأندلسية إنيس إريمادس, سلاح إسبانيا في مواجهة إنفصال قطلونية



إبنة شريش الأندلسية إنيس إريمادس, سلاح إسبانيا في مواجهة إنفصال قطلونية

إنيس أريمادس
هشام زليم
مدونة صلة الرحم بالأندلس.

وُلدَت المحامية و السياسية  الإسبانية إينيس أريمادَس غرسية  Inés Arrimadas Garcia بمدينة شُريش Jerez de la Frontera في إقليم الاندلس جنوب إسبانيا يوم 3 يوليوز 1981. انتُخبت إنيس نائبة في البرلمان القطلوني عن حزب يمين الوسط "مواطنون" Ciudadanos في دجنبر 2012, و هي اليوم رئيسة الفريق النيابي لهذا الحزب في البرلمان القطلوني, و استطاعت قيادة حزبها المناهض لانفصال قطلونية عن إسبانيا, لتصدر الانتخابات القطلونية  التي جرت في دجنبر الجاري رغم فوز الأحزاب الداعية للانفصال في مجموع الانتخابات. و من أشهر عباراتها المدافعة عن بقاء قطلونية جزءا لا يتجزأ من إسبانيا: "والداي, إخوتي و أقاربي يعيشون في إقليم الأندلس. لا أعتقد أني سأسمح بأن يُطلَبَ منهم جواز سفر حتى يأتوا لزيارتي (في قطلونية)."


في بضعة أسابيع, أصبحت إنيس أريمادَس رمز رفض الانفصال عن إسبانيا. صغر سنها و حيويتها مكَّناها من استمالة جزء مهم من الشارع القطلوني إلى مشروعها الوحدوي مع إسبانيا.

رغم كونها زعيمة للفرع القطلوني لحزب "مواطنون" و مشجعة لنادي برشلونة إلا أنها لم تولد في قطلونية. فقد رأت النور في مدينة شُريش جنوب البلاد لعائلة تنحدرُ من منطقة صلمنكة وسط البلاد و التابعة لإقلم قشتالة و ليون. 

ممارسة العمل السياسي ليس أمرا جديدا على عائلة أريمادس. فوالدها روفينو كان مستشارا في بلدية شُريش بعد وفاة فرانكو (1979 -1983). أما أعداؤها في المعسكر الانفصالي فيركزون على ابن عم والدها مويزس أريمادس إستبان الذي كان ممثلا لحكومة الديكتاتور فرانكو لدى مجموعة من المجالس البلدية في سنوات الستينيات كما تولى حكم أحد الأقاليم في آخر سنوات حكم فرانكو.


درست إنيس القانون في جامعة إشبيلية و حصلت على دبلوم في التجارة الدولية في جامعة نيس الفرنسية. ثم عملت استشاريةً لدى مجموعة من المقاولات في برشلونة. مسارها الدراسي جعلها تتقن اللغات الإسبانية, الفرنسية, الإنجليزية و القطلونية. انضمت عام 2010 لحزب "مواطنون" الذي تأسس عام 2006 و الذي يُعد خطا ثالثا بين الحزبين التاريخيين.  أصبحت ناطقة باسم شبيبة الحزب في قطلونية عام 2011. و في  عام 2012 انتُخبت نائبة في البرلمان القطلوني. في عام 2015 أصبحت زعيمة الحزب, و في عام 2017 قادته إلى صدارة الانتخابات القطلونية.

خطاب إنيس أريمادَس الواضح و الخالي من التعقيدات يُطمئنُ الكثيرَ من الإسبان القادمين للعمل في قطلونية و المتوجسين من مستقبل يخيم عليه شبح الإنفصال. و قد لخصت الأزمة القطلونية في الجملة التالية: "إنها ليست أزمة قطلونية في مواجهة باقي إسبانيا: إنها أزمة بين القطلان أنفسهم". 
إنيس و زوجها القطلوني.

و من المفارقات الغريبة أن إنيس أريماداس معنية أكثر من غيرها بهذا الشرخ بين قطلونية و إسبانيا و الذي يهدد المجتمع القطلوني. فزوجها خافيير سيما (منذ 30 يوليوز 2016) كان نائبا سابقا في البرلمان القطلوني عن حزب انفصالي. لكنه تخلى عن مساره السياسي بعد زواجه. ما يدفع للاعتقاد أنها فازت في معركتها الشخصية, فهل ستفوز في معركتها السياسية؟

مدونة صلة الرحم بالأندلس..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق