الأحد، 8 يوليو 2018

في أسباب تهاوي السد الألماني عام 1945 و السد العراقي عام 1990.

في أسباب تهاوي السد الألماني عام 1945 و السد العراقي عام 1990.

هشام زليم
صلة الرحم بالاندلس.
رئيس الوزراء البريطاني تشامبرلاين, و نظيره الفرنسي دلاديي إلى جانب هتلر و موسليني عام 1938.

في ثلاثينيات القرن الماضي, كانت الأنظمة الغربية ترى في نظام هتلر النازي سدا منيعا أمام تمدد الثورة السوفياتية الشيوعية إلى بلدانهم, فتسامحوا معه و أغمضوا أعينهم عن تجاوزاته في حق جيرانه النمساويين و التشيك و رفضوا التدخل في الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939) لإنقاذ الجمهورية الشرعية التي حاربها و أسقطها فرانكو و حلفاؤه القوميون بدعم مباشر من نظام هتلر النازي الذي جعل من الأرض الإسبانية بؤرة تجارب لأسلحته الفتاكة التي ستروع أوربا بعد سنين قليلة من ترويع الإسبان. كانت الأنظمة الغربية, و خصوصا فرنسا, تخشى الاصطدام مع الألمان, و كانت تتقزز أيضا من فكرة الوقوف إلى جانب الجمهوريين الإسبان, أي في نفس صف الاتحاد السوفياتي الذي كان يدعم الشيوعيين الإسبان المدافعين عن الجمهورية و المحاربين للنازية الهتلرية و الفاشية الفرانكوية في إسبانيا. 


هيرمان غورينغ, أحد رجالات هتلر و مؤسس جهاز الاستخبارات الألماني الجستابو عرف أهمية النظام النازي بالنسبة للأنظمة الغربية باعتباره حاجزا أمام الخطر الشيوعي البروليتاري و وجه تحذيرا مبطنا لها قبيل الحرب العالمية الثانية قائلا: "بفضلنا نحن, نحن فقط, يستطيع بورجوازيو العالم النوم مطمئنين". 


بقية القصة نعرفها جميعا. فهتلر لم يتقبل وقوف الأنظمة التي تستفيد في الكواليس من وقوفه أمام الخطر الشيوعي في وجه طموحاته التوسعية فحاول تأديب هذه الأنظمة الغربية "المتذاكية" التي كانت تريد اتقاء شر السوفيات بتضحيات أبناء الشعب الألماني مهادنا في البداية العدو الازلي ستالين, لكن حساباته كانت خاطئة مائة في المائة حيث أخطأ تقدير قوة السوفيات بعد انقلابه عليهم و أيضا لم يقدر مدى انخراط الأمريكيين في الحرب, و أخطأ أيضا في التعويل على نظام فاشي فاسد و ضعيف كنظام موسيليني في إيطاليا, لينهار السد الألماني و تتوغل الشيوعية في عمق أوربا و تطلب الدول "المتذاكية" الحماية الأمريكية من الخطر القديم الجديد الداهم.  

بعد 50 عاما تقريبا أعيد نفس السيناريو, و هذه المرة في منطقة الخليج, و كان أبطاله العراق, إيران, دول الخليج و الولايات المتحدة.

صلة الرحم بالأندلس.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق