الأحد، 22 يوليو 2018

ضيعة المورسكي فرنثيسكو الثغري في بلدة مُرسانة شمال غرناطة

ضيعة المورسكي فرنثيسكو الثغري في بلدة مُرسانة شمال غرناطة
كنيسة التجسيد Encarnacion بمرسانة
هشام زليم
صلة الرحم بالأندلس.

تقعُ بلدة مُرسانة Maracena شمال غرب غرناطة جنوب إسبانيا. في عام 1568م, أي قُبيل حرب البشرات كان عدد سكانها حوالي 115 مورسكيا و 33 مسيحيا قديما. المورسكيون كانوا قد اعتنقوا الكاثوليكية حديثا بينما كان المسيحيون القدامى قد استوطنوا مُرسانة حديثا. 


حسب سجل وثائق الحقوق و الامتيازات و التوزيع Libro de Apeo لبلدة مُرسانة و الذي أُحصيت تفاصيله عام 1572م بغرض مصادرة ممتلكات المورسكيين عقب ثورة البشرات (1568-1571) و هو السجل الذي توجد نسخة منه في مقر البلدية, نستشف أن أغلب المورسكيين كانوا يمتلكون قطعة أرضية في المنطقة, و بالتالي كانت الأرض مجزأة إلى ملكيات صغيرة ما جعل عدد كبار المُلاَّك ضعيفا بالمقارنة مع مناطق أخرى. 

كما كان في مُرسانة مُلاَّكٌ, مورسكيون و مسيحيون قدامى, لا يقطنون المنطقة و كانوا ينتمون لطبقة الأسياد و فرسان العاصمة,   أشهرهم:


* غونزالو رويز دي أكودو Gonzalo Ruiz de Agudo وكيل محكمة غرناطة.
* مارتين خوفري دي لوايزا Martin Jofre de Loaisa نجل الملاح الرحالة غرثيا خوفري دي لوايزا Garcia Jofre de Loaisa ا(1492م-1526م) مكتشف رأس هورنوس Cabo de Hornos و جزر مارشال  و الذي عبَّدَ الطريق بذلك لماجيلان للدوران حول الكرة الأرضية.
* الفارس إرناندو دي زفرا Hernando de Zafra نجل فرناندو دي زفرا الساعد الأيمن للملكين الكاثوليكيين, و هو يهودي تحول إلى الكاثوليكية. و قد لعب دورا مهما في توقيع معاهدة تسليم غرناطة بين الملكين الكاثوليكيين و الملك الغرناطي أبي عبد الله.
* أفراد أسرة البوطودو Albotodo و التي تُعتبر من الأسر المسلمة النادرة التي استثناها طرد المورسكيين و مصادرة ممتلكاتهم عام 1610م.
* المورسكي فرانثيسكو الثغري Francisco El Zegri, و هو فارس من فرسان الأربعة و العشرون في غرناطة, و هو يُعد المالك الأول, حسب معرفتنا, لما سيُعرف فيما بعد بضيعة "مَصيد الكونت" Caseria del Conde في مُرسانة, و هي ضيعة اندثرت اليوم, لكنها ما تزال حية في ذاكرة سكان البلدة.

فأين تقع هذه الضيعة في مرسانة اليوم؟ في سجل وثائق الحقوق و الامتيازات و التوزيع لعام 1572م, ورد بشكل صريح بأنه من بين المزارع التي يملكها الثغري في مُرسانة هناك عقار مكون من مزرعة كروم مساحتها 6 هكتارات و بستانا و مزرعة أشجار توت و زيتون.  هذا العقار الزراعي الذي كان يتوسطه منزل في الوسط, كان يوجد في منطقة البرششات Burxaxat التي حسب وصف السجل السالف الذكر هي المنطقة التي يوجد فيها اليوم حي الأندلس, و فياسول Villasol و تنخاس Tinjaras و كورتيخو دي لا إنكارناسيون Cortijo de La Encarnacion, أي في شمال شرق مُرسانة اليوم. و بالتالي فضيعة "مصيد الكونت" Caseria del Conde كانت تقع في هذه المنطقة.


في عام 1614م اشترت عائلة أشتورياسية نبيلة تُعرف بدي لا نافا De la Nava هذه الضيعة التي كان يملكها فرنثيسكو الثغري. بعد ذلك, و في أواسط القرن السابع عشر تحولت ملكيتها إلى كونت دي نورونيا Conde de Norona, و بقيت في ملكيته و ملكية ذريته طيلة قرن و نصف, و في هذه الفترة أصبحت ضيعة فرنثيثكو الثغري تُعرفُ بمصيد الكونت Caseria del Conde نسبة لكونت نورنيا. و في اواسط القرن التاسع عشر نجدها في ملكية الأديب و السياسي الغرناطي فرانثيسكو مارتنيز دي لا روزا Francisco Martinez de la Rosa الذي كان رئيسا للوزراء في إسبانيا في عهد الملكة إيزابيلا الثانية (1834م-1835م), و الذي ألف روايات عن مريمة و الثريا و محمد ابن أمية و  غيرهما من الشخصيات الأندلسية.

المرجع: مقال للباحث "المُرساني" إميليو موراليس بربيرو Emilio Morales Barbero بعنوان "فرانثيسكو الثغري, سليل الثغريين, كان مالك "مصيد الكونت" في القرن السادس عشر" Francisco El Zegri, descendiente de los Zegries, fue propietario de la Caseria del conde en el siglo XVI. و للباحث إميليو موراليس كتاب بعنوان"مقالات حول تاريخ مُرسانة" Articulos sobre la historia de Marcena.
الباحث المُرساني إميليو موراليس بربيرو

صلة الرحم بالأندلس.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق