"ماري أنطوانيت, ذئبة نمساوية أم ضحية الملكية و الجمهورية؟". الجزء الثاني: مشروع زواج سياسي.
ترجمة: هشام زليم
صلة الرحم بالأندلس.
المرجع: سيرة ماري أنطوانيت للفيلسوف و الأديب النمساوي ستيفان زويغ.
صورة لماري أنطوانيت رسمها عام 1769 الرسام الفرنسي جوزيف ديكرو لولي عهد فرنسا حتى يتعرف على خطيبته. |
على مدى قرون طويلة, و في ساحات حروب ألمانية, إيطالية و فلامندية لا
تُحصى, تصارع آل هابسبورغ النمساويون و آل بوربون الفرنسيون حد الاستنزاف للسيطرة
على أوربا. في نهاية المطاف, انتهى الغريمان الأزليان إلى الاعتراف بأن عداوتهما
المُستعِرة مهَّدت الطريق لعائلات حاكمة أخرى لفرض وجودها في أوربا و العالم:
فها هو الشعب المهرطق للجزيرة الانجليزية يمد يداه نحو امبراطورية العالم, و ها هي النواة البروتستانتية لبراندنبورغ
الألمانية أصبحت مملكة قوية, بينما روسيا التي نصف سكانها مازالوا غارقين في
الوثنية فتستعد لتوسيع نفوذها نحو ما لانهاية؛ أو ليس الأجدى بهما في هذه الظروف
عقد السلام بدل التجديد المتكرر للعبة الحرب الخطِرة التي لا تصب إلا في صالح
المُتربصين و الطارئين؟ كان هذا هو التساؤل الذي طرحه الملوك و ديبلوماسيوهم. و في
هذا الإطار عقد شوازل, وزير الملك الفرنسي لويس الخامس عشر, و كونيتز, مستشار
امبراطورة النمسا ماري تريز, تحالفا استراتيجيا بين فرنسا و النمسا عام 1756. و لضمان
استمراريته و دوامه, و ألا يكون مجرد هدنة بين حربين, اقترح الرجلان وصل آل بوربون
بآل هابسبورغ عبر روابط الدم المتينة.