الأربعاء، 11 مارس 2015

طرائف: رؤيا اليهودي المكناسي يوسف الشريقي

طرائف: رؤيا اليهودي المكناسي يوسف الشريقي

هشام زليم.
يوسف الشريقي و زوجته فريحة و ابنهما.

كان يوسف الشريقي واحدا من الشخصيات اليهودية الفكاهية المعروفة في مَلاَح  مدينة مكناس(الملاح يُقصد به الحي اليهودي في المغرب). و قد كان من كبار مدمني شراب الماحيا (نوع من النبيذ) و اشتهر بقصصه الطريفة في الإفراط في معاقراته و إيجاد تبريرات دينية و اجتماعية لاحتسائه. و هذه إحدى طرائفه مع الماحيا, يريوها يوسف عن نفسه, استقيتُها من كتاب "Langue et folklore des juifs marocains" (لغة و فلكلور اليهود المغاربة) للباحث و الأستاذ الجامعي بينحاس بيير كوهن Pinhas Pierre Cohen الذي نقلها بدوره من كتاب  "L'esprit du Mellah" (روح الملاح) للباحث المكناسي جوزيف طوليدانو Joseph Toledano


القصة أوردها طوليدانو بالدارجة المغربية مكتوبة بحروف فرنسية, فقمت بنقلها بداية للدارجة بحروف عربية ثم ذكرت تحتها معناها باللغة العربية. و بالنسبة للدارجة المغربية سيلاحظ القارئ أن اليهود في المغرب عموما ينطقون بعض الحروف بطريقة مختلفة, فالجيم تصبح زايا (راجل = رازل) و الشين تُنطق سينا (يشرب = يسرب).
 
حلمت واحد الليلة باس أنا مُتت. أو من حيت كُنت معروف ف مكناس عباوني لكان عدن. فرحت واحد الفرحة دي ما عندها قياس علا قِبال داك الكابود (التشريف بالعبرية) دي عملولي.
(حلمتُ ذات ليلة أني مِتُّ. و بما أني كنتُ معروفا في مدينة مكناس أُدخلتُ لجنة عدن. غمرتني فرحةُُ لا حدود لها بسبب التشريف و الحفاوة  التي استقبلوني بها).
واحد النهار, أنا دايز فالسوق, ونا كنرى مول لِقامة هو واحد الرِبي كبير دي مكناس. زدت شي خلفات ونا كنرى عَاود واحد الِربي آخر د البلاد جالس كيبيع فواحد الحوينِةََ. تعزَبت م داكسي دي كنرى. خَممت مع راسي أو قُلت: "واس كاين سي سرع في كان عدن  باس الحخاميم الكبار د البلاد إعيسو فهاد الدلَّة؟ 
(ذات يوم, و بينما أتجول في السوق (في جنة عدن), رأيتُ أن بائع التوابل هو حاخام كبير الشأن في مكناس. مشيت بضع خطوات و إذا بي ألمحُ حاخاما آخر من مدينتي جالسا يبيع في دكان صغير. تعجبتُ مما رأيت و فكَرتُ مع نفسي متسائلا: "هل هناك عدل في جنة عدن حتى يقبع كبار حاخامات البلد في هذا الحال من المذلة؟").

أنا هكداك, باق كنخمم و نا كنرى واحد الكروسة كيزروها ستة د لخيل معجبين أو الناس كلهم كيتباعدو حتى كتدوز. قلت سكون مول هاد الكابود كولو وانا كنرى ف الكروسة صاحبي بيطون دي كونا ديما فالعراسات و الميالي و الماحيا غير كب ليا نكب ليك بقيت داهس من داكسي دي كنرى.
(بينما أنا على هذه الحال من الحيرة و التساؤل, إذا بي ألمحُ عربة يجُرها 6 خيول رائعة و الناس يُفسحون لها الطريق حتى تمر. فتساءلتُ من يكون صاحب كل هذا الشرف, و إذا بي أرى في العربة صديقي بيطون الذي كنا نلهوا معا في الأعراس و المسرات و نحتسي معا ما لا يحصى من أكواب الماحيا. لقد أدهشني المنظر.)

زيت أنا قُلت لو: كيفاس أ بيطون أوصلت لهاد الكابود كلُو؟ قال لي: "داكسي لِكَترى, على قِبال ماحيا الله إيبارك فيها! زا السريقي قال لو:" حتى أنا مدي نموت إعملولي هاد الكابود؟ قال لو: لا! من حيت أنا بديت نسرب من صغري من دي كان قوم فالصباح بكري أما نتين كونت كتسنى الضُهر عاد كاتبدا تسرب".
(فجئتُه و قُلتُ له: كيف نِلتَ كل هذا التشريف يا بيطون؟ فقال لي: ما تراه عيناك, وصلتُ لهذا المقام بفضل الماحيا بارك الله فيها! جاء الشريقي و قال له: "هل سأنال نفس الشرف بعد موتي؟ أجابه: لا! فأنا بدأت شرب (الماحيا) منذ نعومة أظافري مع طلوع الشمس أما أنت فكنت تنتظر حتى الظهر ثم تبدأ في الشرب")

إيوا هادي هي علاس من نهار دي حلم داك لحلم السريقي بدا إسرب حتى هو من دي كيقوم فالصباح فحال صاحبو بيطون. 
(لهذا واضب الشريقي منذ اليوم الذي رأى فيه هذا الحلم على شرب (الماحيا) منذ الصباح الباكر مثل صديقه بيطون). 


صلة الرحم بالأندلس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق