الأربعاء، 3 يونيو 2015

ندوة في قرطبة حول موقع المدينة الاندلسية في المنظومة الفكرية لداعش.

 ندوة في قرطبة حول موقع المدينة الأندلسية  في المنظومة الفكرية لداعش.

الأندلس, و خصوصا عاصمتها قرطبة, كانت و ستظل رمزا لعظمة و مجد الإسلام. هذه النظرة التاريخية و الفكرة المتجذرة في الثقافة الإسلامية, تجد أيضا حيزا لها في المنظومة الفكرية للحركة الجهادية. هذا ما ناقشه الشهر الماضي مجموعة من الخبراء الإسبان في ندوة أقيمت بفندق قرطبة سانتر بقرطبة ضمن فعاليات "داعش توقف" STOP ISIS YA.
جامع قرطبة بغابة أعمدته و أقواسه الحدوية ظهر مرات عديدة في الأشرطة الدعائية  لتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي. فدريكو أزنار Federico Aznar, كاتب و باحث في الشأن الإسلامي و قبطان فرقاطة في القوات المسلحة الإسبانية قال خلال مداخلته في الندوة: "من الممكن أن أحد رعاة الماعز في العراق لا يعلم المكان الصحيح الذي تقع فيه قرطبة لكنه يعلم ماذا الذي كانت تعنيه خلافة قرطبة و يتذكرها معتبرا إياها أزهى الفترات التي عاشتها ديانته". إميليو سانشيز دي روخاسEmilio Sanchez De Rojas الخبير في شؤون الإرهاب اعتبر أن كاتدرائية قرطبة أضحت تحت خطر التعرض لهجوم, و لا أحد يُحرك ساكنا لحمايتها. في المقابل ينشغل الجميع بالصراع حول تسميتها أهي كاتدرائية أم جامع.


القبطان أزنار اعتبر أن سقوط قرطبة كان يعني بداية تقهقر الإسلام, و هو أمر من الصعب عدم استحضاره. كما دعى إلى مضاعفة الحيطة و الحذر و اتخاذ الاجراءات اللازمة حتى إذا لم يكن هناك تهديد, خصوصا و أن إسبانيا شهدت قبل سنوات اعتداءات إرهابية مثل التي هزت قطارات مدريد يوم 11 مارس 2004.   
من جهته إميليو سانشيز تحدث قائلا: "تستعمل الدولة الإسلامية العنف للترويج لنفسها"..."و نشر إديولوجيتها المرعبة". و فيما يخص قرطبة, ذكر إيميليو أن هذه المدينة  تُعتبر رمزا متجذرا في الذاكرة الجماعية و هي بالتالي قادرة على إثارة الانتباه إلى التنظيم الذي يُعد خبيرا في الدعاية.
إنريكي أفيلا Enrique Avila عسكري متقاعد و خبير في المخابرات الحربية بدأ مداخلته معتبرا قرطبة مدينة أسطورية. الجميع اتفق على أن تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي هو حركة محدودة و منتهية و من المعجزة ألا أحد استطاع القضاء عليه لحد الساعة. أفيلا اعتبر أن المشكل لا يكمن في الأفراد, و لا في الجيش المكون من 40 ألف فرد أو السيطرة التي تفرضها هذه الجماعة على مناطق جد مهمة مثل تدمر. "المشكل هو الفكرة. يمكن قتل الشخص, لكن الأفكار لا, فهي تنتقل".
حسب القبطان أزنار "ليس صعبا ربح الحرب, الصعب هو ربح السِلم"... "هؤلاء الجهاديون يأخذون القرآن حرفيا. بالنسبة لهم, القاعدة هم مجردُ مرتدين". المشكل الحقيقي إذن هو مشكل سياسي, تاريخي و ثقافي.
من جهته حاول العسكري المتقاعد إنريكي أفيلا توضيح أسباب صعوبة التعامل مع هذه التنظيمات قائلا: "نحن مختلفون في كل شيء, لا تجمعنا نفس اللغة, دياناتنا متنافرة " ..." و تاريخنا المشترك هو تاريخ مواجهة".
الندوة اختُتِمت بالتذكير أن تنظيم الدولة الإسلامية هو أخطر الجماعات الجهادية منذ تنظيم القاعدة و هو يكاد يُكمل عامه الأول. ففي التاسع و العشرين من يونيو 2014 بدأ في حملة القتل. هذا يدل على أن هذه الجماعات لا تستمر لأكثر من ثلاث أو أربع سنوات, لكنها تملك مصادر تمويل مهمة جدا.
المرجع: مقال بصحيفة ABC الإسبانية تحت عنوان: "قرطبة, رمز عظمة لا تنساها الحركة الجهادية". Cordoba, simbolo de esplendor que el yihadismo no olvida. نُشر في 22 ماي 2015.
صلة الرحم بالأندلس.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق