الأربعاء، 8 فبراير 2017

لماذا انقرض السُود من الأرجنتين؟

لماذا انقرض السود من الأرجنتين؟

هشام زليم
صلة الرحم بالأندلس.

لماذا لا يوجد أرجنتينيون سود البشرة؟ هذا السؤال يطرحه السائح أو المتتبع لكرة القدم و هو يقارن شعب و لاعبي الأرجنتين مع البرازيليين و الكولمبيين و الكوبيين حيث أصحاب الأصول الإفريقية يشكلون نسبة كبيرة من السكان. يتساءل و لا يجد إجابة لتساؤله. و الإجابة كما يراها الأرجنتينيون هي...


في البداية ينبغي أن نعلم أن الأرجنتين لم تكن تشكل استثناءا في تجارة العبيد القادمين إلى أمريكا بعد الفتح الإسباني. ففي عام 1810, كان على الأقل ثلث سكان العاصمة بوينس آيرس من العبيد السود, حيث كانوا يشكلون يدا عاملة رخيصة في مزاولة الأعمال المنزلية و الأنشطة اليدوية. في تلك الفترة, كانت تُعد حيازة عبد أسود في المنزل ميزة يبحث عنها الجميع. في كتابه "ألغاز تاريخ إسبانيا" يذكر المؤرخ الأرجنتيتي دييغو فالنزويلا بأن العبيد كانوا يُشترون, يباعون, يُستأجرون و يُرهنون أيضا. بل إن العبد كان نوعا من الاستثمار: كان يُشترى و يُمنح له اسما ثم يتم تعليمه مهنة كالخياطة و النجارة و يمارسها فيما بعد لصالح سيده.

في بوينس آيرس, كان كل من حيي مونتسرا و سان تيلمو - الحي المشهور اليوم بسوقه للأغراض القديمة- معقلا للعبيد. و كان الأسياد يعتدون على نسائهم جنسيا و ينعثونهن "بالبغلات".

العديد من هؤلاء العبيد تم ترحيلهم من العاصمة نحو الأقاليم المستعمرة حديثا. كانت محطتهم الأولى في مدينة قرطبة الأرجنتينية  قبل نقلهم إلى الأقاليم الشمالية: كاتامركا, سانتياغو ديل إستيرو, لاريوخا, توكومان و سالتا. و قد يستمر الترحيل أحيانا نحو البيرو و شمال الشيلي.

المؤرخ فالنزويلا في نفس المرجع أورد بأنه في الإحصاء الأول لعام 1778 كانت نسبة العبيد في بعض المدن تصل إلى 35 و 40 بالمئة من السكان. أما المؤرخ الأرجنتيني الآخر خورخي خيلمان فذكر بأن ثمن العبد في بوينس آيرس في منتصف القرن الثامن عشر كان يتراوح بين 100 و 200 بيثو (حوالي 15 يورو) مقابل 800 بيثو في مدينة بوتوزي ببوليفيا لارتفاع تكاليف نقله من وادي لا بلاتا. خوان مانويل دي روزاس, قدَّر عام 1825 عدد العبيد الذين يعملون في مزرعته بحوالي 33 عبدا. كما كان يُعدُ رجال الكنيسة من كبار ملاك العبيد. ففي لاريوخا مثلا, حسب المؤرخ فالنزويلا, كان عدد العبيد حوالي 800 عبدا, كان نصفهم في ملكية رجال الكنيسة.

فماذا حدث إذن حتى كاد يختفي السود من الأرجنتين؟

في الحقيقة لا يوجد سبب واضح لاختفائهم من الأرجنتين ما سمح بسيادة الاعتقاد الخاطئ بأن الأرجنتينين كانوا دوما بيضا منذ نزولهم من السفن القادمة من إسبانيا. لكن المؤرخ فالنزويلا بواقعية أكاديمية ذكر بأن أسباب "انقراض" السود في الأرجنتين تكمن في مشاركتهم الكثيفة في حروب الاستقلال و حرب البارغواي و تمازجهم مع الاجناس الأخرى و قضاء العديد منهم جراء الحمى الصفراء.


أما المؤرخ كولدبيرغ فأرجع هذه الظاهرة أساسا إلى إلغاء العبودية في الأرجنتين بعد دستور عام 1853.

المؤرخ فالنزويلا أورد في كتابه السالف الذكر بأن عدد السكان الأرجنتينيين المنحدرين من أصول أفريقية يتراوح اليوم بين 4 و 6 بالمئة من عموم الساكنة, أي حوالي مليوني مواطن أرجنتيني بشرتهم سمراء.
هذه الأجوبة تبقى بعيدة عن الإقناع ما يدفع للتساؤل إنت كانت هناك أسبابا مغيبة لظروف معينة. هذا الغموض يجعل انقراض السود من الأرجنتين من ألغاز التاريخ الحديث في أمريكا اللاتينية.


صلة الرحم بالأندلس.

هناك 3 تعليقات:

  1. في هذا العصر هل توجد الأفارقة في الارجنتين؟

    ردحذف
  2. ارجنتين. نعتبره دولة عنصرية ومارقة

    ردحذف
  3. الارجنتين هي الدوله الوحيد لن يغفر له السود الي قيام الساعه عملو علي إبادة السود لأنهم يكرهون السود كرها

    ردحذف