الخميس، 17 مايو 2018

مقال صحيفة الباييس الإسبانية عن بلدة تستور الأندلسية في تونس و عن أسرار ساعة جامعها العجيبة

مقال صحيفة الباييس الإسبانية عن بلدة تستور الأندلسية في تونس و عن أسرار ساعة جامعها العجيبة

هشام زليم
مدونة صلة الرحم بالأندلس.


ترجمة مقال صحيفة الباييسEl Pais الإسبانية "الآثار الإسبانية في تونس" Las huellas espanolas de Tunez بتاريخ 10 نونبر 2016. مقال للصحفي ريكارد غونزاليث.

في تستور, البلدة الصغيرة شمال تونس, تتباهى جذورها الأندلسية القديمة باعتزاز. نظرة واحدة إلى جامع تستور الأعظم تكفي لإدراك أنها ليست مجرد بلدة عادية كنظيراتها التي تُرقط الجبال الخضراء شمال تونس. من ميزاته الخاصة نجمات داوود التي تزين منارته, و هو تكريم لليهود الذين ساعدوا في رفعها و رسالة سلام و تسامح غير اعتيادية بعد عقود من التوترات بين المسلمين و اليهود بسبب فلسطين. أسفل إحدى نوافدها توجد ساعة, و هو شيء معتاد في أبراج كنيسة, لكنه فريد من نوعه بالنسبة لمنارات جامع. و هي بزخرفتها الزهرية و الهندسية تُذكِّرُ بنظيراتها في شبه الجزيرة الإيبيرية خلال حقبة الأندلس.
جامع تستور

تأسست البلدة على يد مورسكيين و يهود كانوا فارين في القرن السادس عشر من المخلفات الهمجية لمحكمة التفتيش. حسب ما ترويه الأسطورة, بلغ الحنين بهؤلاء المهاجرين أن قرروا أن تدور عقارب ساعة جامعهم في الاتجاه المعاكس, أي من اليمين إلى اليسار. و هي استعارة تشير إلى رغبتهم عكس سير الزمن و العودة إلى أرضهم العزيزة. أكثر من أربعة قرون بعد ذلك, يُعبِّرُ أهل تستور عن اعتزازهم الكبير بماضيهم الأندلسي الذي ما يزال يطبع عاداتهم, طبخهم و لهجتهم.
ساعة تستور الأندلسية

قليل من الناس يعلمون عن الهوية الأندلسية لتستور مقدار ما يعلمه بحري بوغني أستاذ مادة الدين في مؤسسة تعليمية بالبلدة و رئيس نادي الحفاظ على التراث التاريخي. لقد حول بوغني منزله العائلي, المبني حول فناء أندلسي نموذجي, إلى ما يشبه المتحف. يقول بوغني: "أصلنا الأندلسي موجود في كل مكان, من شكل القرميد و طريقة وضعه في المنازل التقليدية إلى عادة رش المدعوين للزفاف بماء الزهر لمباركتهم, و هو تأثير مسيحي واضح".


يستقبل هذا المثقفُ الزائرَ بعرض توابل أندلسية نموذجية مصنوع أغلبها من الرمان, و هي من الفواكه التي استقدمها المورسكيون إلى تونس إلى جانب البندورة التي تُحَضَّرُ منها العُجَّة (المشتقة من Olla التي تعني القِدر بالإسبانية) و هي واحدة من أكثر الأكلات التونسية بروزا. أما تأثير اللغة الإسبانية في اللهجة المحلية فشائع, و ليس من العسير تخمين لماذا بعض الرغائف التي تقدمها دكاكين الحلويات تحمل اسم سنيورة Ujs dila Sinura, أو لماذا يطلق على نوع من الأقفال المعقفة التي تحمي أبواب البلدة عبارة "غانجو" المشتقة من الإسبانية Ganchu.


 ويبقى "المالوف" أكثر التعابير الثقافية الأندلسية التي تحظى بتقدير كبير بين سكان تستور, و المالوف هي الموسيقى التي حملها مورسكيو الأندلس معهم و التي ازذهرت في كل شمال إفريقيا. و قد شهدت تستور هذا الصيف تحديدا إقامة الدورة الخمسين للمهرجان الدولي للمالوف و الموسيقة التقليدية العربية. مدير المهرجان, شكيب فرياني, ختم باعتزاز قائلا: " من دون شك, نحن عاصمة المالوف في تونس".

مدونة صلة الرحم بالأندلس..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق