أسماء الأندلسيين في تطوان من كتاب الانبعاث للكتاني.
صلة الرحم بالأندلس.
رب أسلمتني إلى تطوان****فقني من جمالها الفتان (الشاعر محمد الخباز)
زار الغرناطي الحسن الوزان المشهور بليون الأفريقي (1488-1550م) مدينة تطوان (أو تطاوين) المغربية فكتب عنها في كتابه وصف إفريقيا مايلي: " تطاوين مدينة صغيرة بناها الأفارقة القدامى على بعد نحو ثمانية عشر ميلا من المضيق, و ستة أميال من البحر. و ثد فتحها المسلمون عندما أخذوا سبتة من يد القوط. و يقال أن هؤلاء لما ملكوا تطاوين سلموا حكمها إلى أميرة عوراء كانت تأتي كل أسبوع إلى المدينة لاستلام موردها, و لما لم تكن لها غير عين واحدة فقد سموا مدينتهم تطاوين, و معناها عين واحدة باللغة الفريقية" (1).
"و منذ فترة من الزمان, هاجم البرتغاليون تطاوين و خربوها (2), و بقيت خربة زهاء ثمانين سنة, ثم جدد بناءها قائد أندلسي جاء إلى فاس مع ملك غرناطة عندما سقطت هذه المدينة بيد فرناندو ملك إسبانيا. و كان هذا القائد محاربا مقداما حقق أعمالا بطولية خلال حروب غرناطة, فدعاه البرتغاليون المنظري (3). و قد أذن له بأن يعيد الحكم إلى المدينة و يتولاه هو بنفسه, فأعاد بناء جميع أسوار تطاوين, و شيد فيها حصنا حصينا أحاطه بخنادق, و فعل مثل ذلك بأسوار المدينة.و كانت له بعد ذلك حروب لا تنقطع مع البرتغاليين, و كثيرا ما ضيق الخناق على سبتة و القصر و طنجة. و كان معه دائما ثلاثمائة فارس, كلهم غرناطيون من نخبة أهل غرناطة, فجعل يجوب أنحاء البلاد بهذا الجيش و يأخذ العديد من المسيحيين يحتفظ بهم كأسرى و يستخدمهم في أعمال التحصين" (4).
هكذا تحولت تطوان إلى معقل من معاقل الأندلسيين خارج الجزيرة الأيبيرية حيث توالت عليها الهجرات خصوصا بعد حرب البشرات (1568م) و طرد 1609م. يقول الدكتور علي المنتصر الكتاني عن تطوان و العائلات الأندلسية التي استقرت بها:
"تطوان, أسسها كما رأينا, المهاجرون الغرناطيون إبان سقوط غرناطة فنقلوا لها الحضارة الغرناطية برمتها قبل إضعافها من طرف الاستعمار القشتالي و محاكم التفتيش. ولذا كانت تطوان شبيهة بفاس في كثير
من مظاهرها. و كما قال الفقيه داود :" كانت تطوان نسخة من أخريات المدن
الإسلامية العربية في بلاد الأندلس". ولحقتالهجرة الأولى سلسلة من الهجرات عبر القرنين السادس عشر و السابع عشر. وقد ذكر الفقيه الرهوني 475 اسم
لعائلة تطوانية عريقة منها 355 عائلة لازالت قائمة و قد ذكر أصول 251 من
هذه العائلات منها 75 عائلة أندلسية."(5)
"و من بين أندلسيي تطوان عائلات تحمل أسماء عجمية : البانزي Ponce, و بايصPaez و الرويز Ruizو غارسياGarcia و مارتيلMartine و لوقاش Lucas إلخ..."(5)
"و منها ما هو نسبة إلى بلدة أو منطقة : الأندلسي و اللبادي (أبدة) و المنظري و راغون (أراغون) و الركاينة و الرندي, و الغرناطي (غرناطة) و القرطبي (قرطبة) قشتيليو و قبريرة و مدينة و مندوصة و مراريش و صالاس و بورطو و الطريس و مولينا و الرينة, إلخ..."
"و منها ماهو نعوت : اللب و مولاطو و مرينو و السوردو و السكيرج (ُEsquiles) ; و الراندو و الدليرو , إلخ..."(5)
"و منها ماهو عربي : ابن الأحمر و التبين و الرزيني و زكري و الخضري و الخطيب و داود و الرفاعي و غيلان و الفخار و الموفق و نصر و العطار و القطان و القيسي و الوزير و السراج و قريش... "(5)
"و منها ما هو أمازيغي : أجزول و أشعاش و أفوقاي , إلخ..."(5)
"و قد مرت علينا في أحداث القرنين الخامس عشر و السادس عشر كثير من الأسماء التي لا زالت الأن موجودة بتطوان و فاس و الرباط, كأجزول و الخطيب و الوزير و داود و الأزرق و ابن المليح (زعماء ثورة البشرات) و قشتيليو (أحد مترجمي الحاكم ديزا أيام محاكم التفتيش). كما تذكرنا بعائلات غرناطية شهيرة أسماء الأحمر و زكري و العطار و السراج و فرج و الأبار, إلخ..."(5)
و قد نبغ عدد كبير من أندلسيي تطوان المعاصرين, منهم الأستاذ عبد الخالق الطريس, الرجل الوطني المعروف , و الفقيه محمد داود صاحب التاريخ و غيرهما. أما في القرون الماضية فنذكر الفقيه أبا عبد الله الرزيني المتوفى سنة 934ه , قاضي تطوان, و الأديب محمد بن عبد الرحمان الكراسي المتوفى سنة 964ه, و الفقيه القاضي أحمد بن محمد طانية المتوفى سنة 1063ه, و الأديب علي مندوصة من رجال القرن الحادي عشر, و غيرهم." (5)
الهوامش:
(1) محققا كتاب "وصف أفريقيا" الدكتور محمد حجي و محمد الأخضر اعتبرا
بأن تطاوين هي جمع لكلمة تيط التي تعني بالأمازيغية عين الماء الجارية.
(2) محققا كتاب "وصف أفريقيا" الدكتور محمد حجي و محمد الأخضر ذكرا بأن هذا التخريب وقع عام 1400م, غير أن المسيحيين المهاجمين هم القشتاليون رعايا الملك هنري الثالث.
(3) محققا كتاب "وصف
أفريقيا" الدكتور محمد حجي و محمد الأخضر ذكرا بأن المنظري منسوب إلى المنظر الذي هو أحد الحصون بضاحية غرناطة.
(4) "وصف إفريقيا" للحسن بن محمد الوزان الفاسي المعروف بليون الأفريقي. ترجمه من الفرنسية محمد حجي و محمد الأخضر. ص318-.319
(5) "انبعاث الإسلام بالأندلس" علي المنتصر الكتاني. ص 395-393.
صلة الرحم بالأندلس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق