غضب إسباني من تدخل إيران في الشؤون الداخلية للبلاد.
هشام زليم
صلة الرحم بالأندلس.
يبدو أن إيران استطابت التدخل في شؤون الدول الأخرى و زعزعة استقرارها, فبعد أن ضاقت دول الجوار درعا بسياساتها الطائشة, هاهي إحدى الدول الأوربية البعيدة نسبيا عنها تميط اللثام عن تدخل إيراني في شؤونها.
"دقت ساعة طلب إيضاحات من إيران", هكذا عنونت جريدة الباييس الإسبانية مقالا لها نشرته يوم السبت 13 فبراير الماضي, افتتحته بهجوم عنيف على نظام الملالي بطهران : "نظام آيات الله يريد زعزعة ديمقراطية غربية في قلب أوربا", و ذلك على ضوء الكشف عن فضيحة تلقي حزب بوديموس "قادرون", ثالث أكبر حزب إسباني, لدعم مالي غير مباشر من إيران.
و جاء في المقال الذي حرره الصحفي أنخيل ماس : "ما من شك أن إسبانيا بلد استثنائي. واحدة من استثناءاته تكمن مثلا في أن حكومة ائتلافية تُعتبر أمر جديدا هنا. و أمراستثنائي آخر هو أن أحد الأحزاب المرشحة لتشكيل هذا الائتلاف متهم بتلقي دعم مالي من قوة خارجية, و ليست أي قوة خارجية, إنها جمهورية إيران الإسلامية."
"ليست هناك حاجة في التوسع في الطابع العنيف لنظام الملالي و طريقة تعامله مع المعارضين و النساء و المثليين. كما أنه ليس من اللازم استحضار أن هذا النظام بالذات موَّل الإرهاب العالمي طيلة عقود: فكما نتذكر, نظَّم و نفّد الاعتداء على كنيس "آميا" اليهودي في الأرجنتين عام 1995, ما أدى لمصرع 85 شخصا و إصابة 300 بجروح. و رفض منذ ذلك الحين تسليم المسؤولين عنه و الذين يشغلون اليوم مناصب مهمة في الحكومة. و هذا دون الحديث عن تدخُلها المُقوِض في العراق, اليمن, لبنان و سوريا, و دعمها لجماعات إرهابية أخرى كحزب الله."
"لا أحد سيستغرب إذن من أن نظاما بهذه المواصفات يسعى لزعزعة ديمقراطية غربية في قلب أوربا". الصحفي أنخيل ماس اعتبر أن المفاجئة تكمن في أن الحزب الذي استفاد من الدعم من نظام كهذا لا يرى حاجة لإخفاء الأمر عن ناخبيه, رغم أن فضيحة من هذا النوع لو حدثت في ديمقراطية ناضجة لشعر أصحابها بالخجل من اقتران اسمهم بدولة تيوقراطية عنيفة من طينة إيران.
و أضاف الصحفي الإسباني أن تحقيقات الشرطة الإسبانية تشير إلى أن الطريقة المختارة لهذا الدعم الغير قانوني ليست مبتكرة, و اعتمدت على دفع مبالغ مالية خيالية لإنتاج برامج للتلفزيون الإيراني في إسبانيا, و من تم تحويلها لزعماء هذا الحزب السياسي. و الغريب في الأمر أن علاقة زعماء حزب بوديموس بالقناة التلفزية الإيرانية لا تخفى على أحد, و هذا ما يفسر إنفاق الحزب مبالغ مالية ضخمة في حملته الانتخابية الأخيرة رغم عدم توفرهم على موارد مالية أخرى تبرر هذه النفقات المهمة. كما أبدى الصحفي اندهاشه من عدم الإفصاح عن هذه المعلومات قبل الانتخابات في مغالطة واضحة للناخبين
هذا و أبدى الصحفي أنخيل ماس استغرابه من اللهجة المعتدلة التي انتقذت بها السلطات هذا الحزب, و عدم قيام الحكومة بالاحتجاج لدى النظام الإيراني و استدعاء سفير آيات الله في إسبانيا و طلب إيضاحات حول محاولة بلاده تقويض النظام الديمقراطي الدستوري الإسباني.
كما أشار أنخيل إلى أمر غريب آخر, و هو أن العقل المدبر المزعوم لهذه الرشوة السياسية، وهو الديبلوماسي الإيراني علي زاده عظيمي، رافق بعض الوزراء الإسبان على غرار "غارسيا مارغالو، خوسي مانويل سوريا، وآنا باستور"، إلى طهران في زيارة رسمية في سبتمبر الماضي، و قام بدور المترجم بين الأطراف الإيرانية و الإسبانية.
واعتبر أنخيل أنه من غير المقبول أن يتجول السفير الإيراني محمد حسن فدايي فرد في مدريد، بشكل عادي دون أن يطلب منه تقديم توضيحات حول تدخل بلاده في الشؤون السياسية لإسبانيا، ودعمه لطرف سياسي لخلط أوراق اللعبة السياسية في إسبانيا.
هشام زليم
صلة الرحم بالأندلس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق