ما لا تعرفه عن الكوميدي الفرنسي الأندلسي الإشبيلي الأصل لويس دي فنيس
هشام زليم.
لويس جيرمان دافيد دي فنيس دي كلارزا Louis Germain David de Funés de Galarza, المعروف بلويس دي فنيس, هو واحد من أشهر المسرحيين و الممثلين الكوميديين الذين أنجبتهم السينما العالمية عموما و الفرنسية خصوصا, في الفترة ما يين الخمسينيات و السبعينيات من القرن العشرين, شاهد أفلامه في قاعات العرض السينمائية وحدها حوالي 270 مليون شخصا. وُلدَ لويس في مدينة كوربفوا Courbevoieالفرنسية غرب باريس يوم 31 يوليوز 1914 لأبوين إسبانيين:أب أندلسي و أم جليقية. و توفي بنوبة قلبية يوم 27 يناير 1983 في مدينة نانت الفرنسية.
تراجيديا الأب الأندلسي
ينحدر لويس دي فنيس من أسرة إسبانية هاجرت إلى فرنسا عام 1904. وُلدَ
والده كارلوس لويس دي فنيس كلارزاعام 1871 في كنف عائلة إشبيلية عريقة, و اشتغل في
مهنة المحاماة. أما والدته ليونور سوتو رغويرا فكانت ربة بيت رأت النور يوم 21 يناير
1878 ببلدة أورتغويرا بمنطقة جليقية الشمالية, و هي ابنة السياسي تيولندو سوتو بارو
أحد أبرز المحامين في مدريد في عصره.
أمام معارضة أسرة ليونور زواج ابنتهم من المحامي الأندلسي الشاب, قرر
كارلوس لويس دي فنيس, والد الممثل الكوميدي الشهير, تحدي هذا المانع و الرحيل عام
1904 إلى فرنسا آخذا معه زوجته المستقبلية ليونور رغم أنف والدها و أسرتها. في
فرنسا تعذر عليه مزاولة مهنة المحاماة فاشتغل في تجارة المجوهرات, لكنه فشل فشلا
ذريعا و بارت تجارته فأفلس. وأمام عجزه عن أداء ديونه و التزاماته, أوهم الجميع
بأنه انتحر غرقا في نهر السين ثم اختفى عن الأنظار, تاركا
زوجته أرملة و أبناءه أيتاما. بعد سنوات علمت زوجته ليوينور أنه يعيش في فنزويلا
فأعادته إلى فرنسا و قد أصيب بداء السل. قُبيل وفاته عاد وحيدا إلى مسقط رأسه
بالأندلس, و هناك توفي عام 1934 في مالقة.
إخوة لويس دي فنيس
كان لويس دي فنيس أصغر أخويه. شقيقته الكبرى مارية تيوليندا ليونور
مارغريتا رأت النور يوم 20 يوليوز 1907 في بلدة كوربفوا الفرنسية و قد اقترنت في زواجها الثاني
من المخرج السينمائي الفرنسي فرانسوا جيرار. أما شقيقه كارلوس (شارل) تيوليندو
خافيير فوُلد في نفس البلدة يوم 12 شتنبر
1908, و جُندَ خلال الحرب العالمية الثانية في الجيش الفرنسي, و قد قُتل على
يد الجيش الألماني في منطقة رتيل يوم 20 ماي 1940 خلال الاجتياح النازي لفرنسا.
لويس دي فنيس طفلا |
عن الكوميدي لويس دي فنيس
جسد لويس شخصيات عديدة, أدى خلالها أدوار الرجل الجشع و البخيل و
العنصري, لكنه كان يرفض رفضا قاطعا تجسيد دور الرجل الخائن لزوجته.
رُميَ لويس دي فنيس بالبُخل رغم ثرائه, و رُويَت عنه أخبار كثيرة في ذلك منها
أنه كان يدفع للسائق أجرة سيارة التاكسي بالشيك, لعلمه أن السائق سيحتفظ بالشيك و
لن يعرضه للدفع في البنك رغبة منه في الاحتفاظ ب"أتوغراف" للممثل
الكوميدي الشهير. و هناك من أرجع هذا الخُلق في لويس إلى تأثره بإفلاس والده و
خشيته من أن يحدُثَ معه نفس الأمر.
تزوج لويس دي فنيس مرتين و توفي عام 1983 جراء أزمة قلبية, و قد قال عن وفاته الممثل الكوميدي الفرنسي جيرار دوبارديو: "يموت الكوميديون دوما بأزمة قلبية, فإضحاك الآخرين يُرهق القلب".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق