الاثنين، 5 ديسمبر 2016

السياسي الإسباني القرطبي خوثي سانشيث غيرا.

السياسي الإسباني القرطبي خوثي سانشيث غيرا.

هشام زليم
صلة الرحم بالأندلس.
القرطبي خوثي سانشيث غويرا

خوثي سانشيث غيرا إي مارتنيث  José Sanchez Guerra y Martinez ا(1859-1935) هو محامي, صحفي و سياسي إسباني ينحدر من قرطبة الاندلسية. تقلد منصب رئاسة الوزراء عام 1922 كما شغل عدة مناصب وزارية ضمن حكومات الملك ألفونسو الثالث عشر. 

كصحفي تولى رئاسة تحرير ثلاثة منابر إعلامية: صحيفة La Iberia (عام 1885), مجلة La Espana (عام 1888) و صحيفة El Espanol (عام 1898).


دشن خوثي سانشيث مشواره السياسي عام 1886 بحصوله على مقعد نيابي ممثلا لبلدة قُبرة Cabra القرطبية بألوان الحزب الليبرالي الذي كان يرأسه آنذاك براخيدس ماتيو ساكاستا. في عام 1902 التحق خوثي سانشيث, رفقة أنطونيو ماورا, بصفوف الحزب المحافظ الذي نال تحت شارته مقعدا برلمانيا ممثلا لقرطبة في كل الانتخابات التي جرت حتى عام 1918. تولى عام 1902 منصب الحاكم المدني لمدريد, و عُين ما بين 1903 و 1904 وزيرا للداخلية, و في عام 1908 عُيِّنَ وزيرا لإعداد التراب الوطني. كما شغل منصب مدير البنك المركزي الإسباني على فترتين متقطعتين: من يوليوز إلى دجنبر 1903, و من يناير 1907 إلى شتنبر 1908.

رغم صداقته الوطيدة مع أنطونيو ماورا, اختار خوثي سانشيث الجنوح إلى صف إدواردو داتو إراديير عندما انقسم الحزب المحافظ عام 1903 بين أتباع ماورا و أتباع داتو. هذا الاصطفاف أثار غضب أتباع ماورا الذين نعثوا خوثي سانشيث بالخائن كما وضع حدا لصداقة الرجلين. عاد خوثي  لتولي منصب وزارة الداخلية, هذه المرة في ظل حكومات إدواردو داتو, ما بين أكتوبر 1913 و دجنبر  1915, ثم ما بين يناير و نونبر 1917. كما تولى رئاسة مجلس النواب ما بين يوليوز 1919 و مارس 1922.

بعد اغتيال رئيس الوزراء إدواردو داتو في مدريد يوم 8 مارس 1921 على يد أناركيين قطلان, ترأس خوثي سانشيث غويرا ما بين مارس و دجنبر 1922 إحدى الحكومات المحافظة التي توالت على حكم البلاد. ضمت هذه الحكومة ماوريين (نسبة لأنطونيو ماورا) و محافظين و أعضاءا من العصبة القطلانية. إضافة لرئاسة الوزراء, تولى ابتداءا من 15 يوليوز 1922 مسؤولية وزير الحربية.

حاولت حكومته نهج سياسة معتدلة و إعادة الحياة للمسار الدستوري الذي أوقفته حكومة الكوندي دي رومانونس, كما عملت على وضع حد لعمليات الاغتيال El pistolerismo التي كانت تستهدف قادة النقابات و الحركات العمالية في برشلونة, حيث قامت الحكومة بإقالة حاكم المدينة ثفريانو مارتنيث أنيدو و قائد شرطتها مكيل أرلكوي حيث اعتبرتهما متساهلين مع قادة حملة الاغتيالات في حين يعاملان بيد من حديد نشطاء الحركة الأناركية في برشلونة. أدى النقاش البرلماني و الجدل اللذان أثارهما تقرير بيكاسو حول نكبة أنوال (حرب الريف) إلى سقوط حكومة خوثي سانشيت في دجنبر 1922.

ديكتاتورية بريمو دي ربيرا و سقوط الملكية


بعد انقلاب بريمو دي ربيرا عام 1923, انتقل خوثي سانشيث إلى صفوف المعارضة. و في شتنبر 1927 غادر إسبانيا نحو فرنسا, حيث استقر في باريس, و هناك شرع في التخطيط لإسقاط النظام الديكتاتوري. عاد إلى إسبانيا, و تحديدا إلى بلنسية يوم 29 يناير 1929 من أجل تنفيذ مخططه, و قد وقع اختياره على الجنرال ألبرتو كاسترو خيرونا, القائد العام المنطقة العسكرية الثالثة, للقيام بتحرك عسكري لإزاحة الديكتاتورية. لكن هذه المحاولة باءت بالفشل لما رفض الجنرال كاسترو خيرونا استقبال خوثي سانشيث الذي افتضح أمره و تم اعتقاله في سجن يوجد على ظهر إحدى السفن في ميناء بلنسية, قبل أن يُقرر القضاء فيما بعد الإفراج عنه في أواخر عام 1929. موقفه الحازم و الحاسم إلى جانب الدستور كان واحدا من العوامل التي أفقدت الديكتاتورية و النظام الملكي, الذي كان متواطئا معها, مصداقيتهما. هكذا, سقطت ديكتاتورية بريمو دي ربيرا في يناير 1930 و كان يوصف حينها  خوثي سانشي بأنه ملكيُ الهوى لكنه معاد لنظام الملك ألفونسو الثالث عشر الذي دعم الدكتاتورية. مع ذلك, و رغم انتقاداته لهذا الأخير, قبِل خوثي سانشيث, بعد قبول طلبه بإدخال المعارضة الاشتراكية و الجمهورية في الحكومة, تكليف الملك له بتشكيل حكومة جديدة بعد سقوط حكومة داماثو برينغوير, إلا أنه تراجع عن قبول هذا التكليف بعد رفض الزعماء الجمهوريين و الاشتراكيين, المعتقلين آنذاك في سجن موديلو بمدريد, توقيع صفقة سياسية مع النظام الملكي.

الجمهورية الثانية:



بعد قيام الجمهورية و سقو ط النظام الملكي في أبريل 1931, انتُخب خوثي سانشيث نائبا في البرلمان الجمهوري عن دائرة مدريد الانتخابية, إلا أن وضعه الصحي دفعه للانسحاب من الساحة السياسية.

توفي خوثي سانشيث غيرا يوم 26 يناير 1935 عن سن يناهز 75 سنة, تاركا خلفه أرملته لويزا ساينز و 7 أبناء: لويزا, خوثي, لويس, إميليا, مارية, رفاييل و كونستانسيتا.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق