"محاولة إنشاء دار المغرب بغرناطة". من رسائل الحاج عبد السلام بنونة أب الحركة الوطنية المغربية.
 |
| الحاج عبد السلام بنونة أب الحركة الوطنية المغربية. |
هشام زليم
مدونة صلة الرحم بالأندلس..
مقتطف من كتاب "أب الحركة الوطنية المغربية الحاج عبد السلام بَنُونَة. حياته و نضاله" للباحث المغربي الأندلسي القدير محمد ابن عزوز حكيم. ص60-62. ج2.
" في يوم 29 سبتمبر 1930 توجه بَنُونة إلى مدينة غرناطة صحبة صديقه السيد محمد بن عبد الله أفيلال و نعلمُ من الوثائق التي نتوفر عليها أن بنونة اتصل هناك برئيس جامعة غرناطة و بعد مذاكرات جرت بينهما اتفقا على أن يعمل كل منهما على تأسيس قسم داخلي خاص بالطلبة العرب الذين يتابعون دراستهم هناك, كما وقع الاتفاق على أن يُعيَّن أستاذ مغربي لتعليم اللغة العربية في جامعة غرناطة.
و في هذا الصدد نجده يوجه إلى وله الطيب من غرناطة بتاريخ 4 أكتوبر الرسالة التالية(1): "أخبرتكَ قبل هذا بسفر عمك (2) إلى الديار المصرية فقد توجه على طريق جبل طارق و برفقته السيد عبد الخالق الطريس و السيد الحسن بوعياد و كان وداعي معهم يوم 30 سبتمبر في الجزيرة الخضراء و بتُ تلك الليلة بإشبيلية و منها أتيتُ لهنا و برفقتي السيد محمد بن عبد الله أفيلال بعد سلامه عليكم".
" و إذا نجحت بعض الأعمال قمتُ بترويجها في هذه السفرة يكون لبلادنا مستقبل حسن إن شاء الله حيث سأقوم بخدمة أدبية هنا و هي توجيه أستاذ مسلم لتعليم اللغة العربية بالكلية الغرناطية مع تقرير مَحَلٍ مهم لمقام طلبة العرب الذين يؤمون غرناطة للدروس العالية و ربما نجح المسعى و هناك أمور أخرى أُخبركَ بها بعد إن شاء الله عندما أرى لها أثرا كهذه المشار إليها أعلاه".
و عاد بنونة إلى تطوان يوم 8 أكتوبر و بعد أسبوع من الاتصالات مع السلطات الإسبانية (3) كتب إلى رئيس الجامعة الغرناطية رسالة بالإسبانية بتاريخ 17 أكتوبر هذه ترجمتها (4):
"تطوان في 17 أكتوبر 1930.
سعادة رئيس جامعة غرناطة المحترم.
بعد السلام اللائق أخبركم بأنني شرعتُ منذ عودتي لهذه المدينة في إجراء محاولات من أجل تحقيق المشروع الذي اتفقنا عليه مبدئيا فيما بيننا عندما كنتُ في مدينتكم الجميلة, و قد تذاكرتُ في شأنه مع كل من يهمه الأمرُ و خصوصا سعادة النائب العام السيد أكيلار (5) و السادة أونطيفيروس (6) و كباص (7) و سرديرا (8) و طوبار (9) و طييندا (10).
و قد وجدتهم كلهم على استعداد تلم لمساندة مشروع إنشاء دار المغرب بمدينتكم العزيزة و سوف يخصص لذلك في ميزانية الحكومة الخليفية للسنة المقبلة الاعتماد الضروري لذلك.
كما أخبركم بأنني وجدتُ هنا معلما مستعدا للذهاب إلى هناك من أجل تعليم اللغة العربية في كلية الآداب الغرناطية و هو السيد أحمد الأندلسي (11) الذي يُتقنُ اللغة الإسبانية مما يساعدهُ على تعليم اللغة العربية للطلبة الإسبانيين, غير أنه يود معرفة الراتب الذي يمكنكم أداؤه له باعتبار أنه متزوج و ليس له أولاد, و كل ما يشترطه هو أن تخصصوا له بيتا للسكنى بثمن مناسب.
و رجائي أن تخبروني بنتيجة الاتصالات التي قمتم بها مع الحكومة الإسبانية و أن توافوني بقيمة الراتب للمعلم المذكور.
و تقبلوا فائق احتراماتي و السلام. عبد السلام بنونة".
و لم نجد في وثائق بنونة ما يدلنا على ما آلت إليه هذه المحاولة الفريدة من نوعها التي قام بها, و كل ما نعرفه هو أنه بعد ثلاثة سنوات تم إنشاء مدرسة للدراسات العربية بغرناطة."
(1) أصل الرسالة يوجد بربائد آل بنونة (المرجع).
(2) يعني الحاج امحمد بنونة (المرجع).
(3) حيث كان شمال المغرب آنذاك تحت الحماية الإسبانية. (موسوعة الأندلس).
(4) توجد نسخة من هذه الرسالة بربائد آل بنونة. (المرجع)
(5) خوسي أكيلار كان يشغل منصب النائب العام بالإقامة العامة الإسبانية بتطوان. (المرجع).
(6) غارسيا أونطيفيروس كان يشغل منصب مدير المراقبات المدنية بالمنطقة(المرجع).
(7) الكولونيل فيرناندو كباص كان يشغل منصب رئيس المراقبات بناحية جبالة(المرجع).
(8) كليمينطي سيرديرا كان يشغل منصب رئيس إدارة الأحباس بالإقامة العامة (المرجع).
(9) إميليو طوبار كان يشغل منصب رئيس إدارة الأملاك المخزنية.(المرجع)
(10) خوليو طييندا كان يشغل منصب رئيس مصلحة الترجمة بنيابة الأمور الوطنية.(المرجع)
(11) عائلة الأندلسي لازالت بتطوان و طنجة (المرجع).
مواضيع أخرى عن الحاج عبد السلام بنونة و الاندلس:
مدونة صلة الرحم بالأندلس..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق