الختان بين "نبي الختان" و الخليفة عمر بن عبد العزيز و المورسكي دييغو دياز Diego Diaz.
بقلم هشام زليم.
روى الطبري في تاريخه أنه في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم (مروان هذا الرجل الذي يحيرني) فرض والي خراسان الجزية على غير المسلمين و أعفى من أسلم منهم. فسارع الناس إلى الإسلام نفورا من الجزية. فوعى الوالي المسلم لسبب إسلامهم فبعث إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز يستأذنه أن يمتحنهم بالختان فمن قبله اعتُبرَ مسلما و من رفضه رُفض إسلامه. فكتب الوالي بذلك إلى الخليفة الطي وافاه برد زاجر حازم : "إن الله بعث محمداً صلى الله عليه و سلم داعيا و لم يبعثه خاتنا".
من خراسان ننتقل إلى إسبانيا و تحديدا إلى عام 1630م أي ما بعد طرد المسلمين من الأندلس. فقد قامت محكمة التفتيش الإسبانية باعتقال الأندلسي المورسكي دييغو دياز في إحدى البلدات الإسبانية بتهمة الإسلام سراً لاتهامه من طرف خادمته و جيرانه بأداء طقوس إسلامية. قبل الاعتقال, كان دييغو باعتباره مورسكيا قد طرد من إسبانيا نحو الجزائر مرتين. فكان في كل مرة يعود إلى وطنه إسبانيا حتى اعتُقلَ. بعد أشهر طويلة من التحقيق معه تبين لمحكمة التفتيش أن كل الوشايات بشأن إسلامه زائفة, إلا دليل مادي واحد يشهد بإسلامه...فقد كشفوا عليه فوجدوه مختونا !!! تحجج دييغو أنه خُتن بالقوة لما كان بالجزائر. فبدأ نقاش بين أعضاء محكمة التفتيش إن كان الختان طوعيا أم لا, و إن كان قسريا هل يؤدي هذا إلى الردة عن العقيدة الكاثوليكية لأنه كان بمقدوره الامتناع و اختيار الموت. مع ذلك واجه أعضاء المحكمة دييغو بأن المسلمين لا يجبرون أحدا على دخول دينهم و لا على الختان بالقوة, فرد عليهم أنه لما وصل قارب المطرودين من إسبانيا نحو الجزائر قام رجلان من الجزائر بإمساكه من يديه و دون أن ينبس بكلمة واحدة خفضوا سراويله و ختنوه بالقوة. و قد أقر بهذه الخطيئة لأحد القساوسة المسجونين في سجن الجزائر آنذاك. رغم ذلك اعتبرته الكنيسة مذنبا لأن المسلمين لا يجبرون الناس على الختان.
أستحضر هاتين القصتين كلما قرأت في الحوليات القديمة عبارات "ملك الختان" و "نبي الختان" في إشارة للنبي محمد فيغلب على ظني عدم صحة هذا الوصف في حق النبي الكريم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق