السبت، 31 يناير 2015

زهرة الفاسية: رمز التراث الفني اليهودي المغربي

زهرة الفاسية: رمز التراث الفني اليهودي المغربي

هشام زليم 
صلة الرحم بالأندلس

زهرة الفاسية




















زهرة الفاسية هي واحدة من المطربات المغربيات اللواتي تركن بصمتهن في تاريخ الغناء المغربي, كانت أول مغربية مغنية وكاتبة كلمات وملحنة. تنتمي زهرة الفاسية, و هذا ليس اسمها الحقيقي, للطائفة اليهودية المغربية. ولدت عام 1900م بمدينة صفرو, و بدأت مسيرتها الفنية في فاس حيث ترعرعت  على أنغام ألوان موسيقية مختلفة كالملحون و "الشكوري" و "التلمساني" و الغرناطي" و الأهازيج الشعبية المغربية. انتقلت في الأربعينات للرباط و عاشت فيها فترة من الزمن. تزوجت أول مرة في فاس و أنجبت ابنين, ثم تزوجت مرة أخرى في الرباط من تاجر يهودي يُدعى تابيرو.






















حطت الرحال في الأربعينات  بالدار البيضاء حيث مكثت بها حتى بداية الستينيات. استقرت بدرب "بوطويل" بالمدينة القديمة، وتعرفت على العديد من المطربين والموسيقيين المشهورين في تلك المرحلة، منهم السولامي وسليم عزرا وبوحبوط و شلومو الصويري، وذاع صيتها في أوساط العائلات البورجوازية المغربية التي كانت تستضيفها في جل المناسبات، ما جعل تراثها الغنائي يشكل مادة خصبة بالنسبة إلى جل المغنين الذي جاؤوا بعدها، وأعادوا تقديم أغانيها الخاصة بالأعراس والمناسبات السارة.

وتنقلت الفاسية بأحياء أخرى بالبيضاء بمحيط المدينة القديمة منها "درب الإنجليز" ثم "ساحة فيردان"، قبل أن تقرر الانتقال إلى فرنسا، وبعدها إلى فلسطين/ إسرائيل سنة 1964، و استقرت بأشكلون (عسقلان) إلى أن توفيت يوم 16 يوليوز سنة 1995. كانت تقطن في عسقلان في بيت أثته على الطريقة المغربية, و كان القفطان المغربي لا يفارقها, و كلما أمعنت النظر في صورة الملك محمد الخامس الموضوعة في البيت كانت تردد أغاني ألفتها في ذكراه. 

كانت أول مغربية تصدر أسطوانات و ذلك في نهاية العشرينيات عبر "شركات الانتاج" الموجودة آنذاك: كولمبيا, غراموفون, باتي ماركوني, فليبس...ما جعل شهرة أغانيها تتجاوز الحدود المغربية إلى الجزائر و تونس. و يرى المتتبعون للشأن الفني أن أغنيتها "حبيبي ديالي فاين هو" العمل الفني الأكثر تقليدا بلا منازع في خزانة الأغاني المغربية، حيث أداها كل المطربين اليهود المغاربة بل المغاربيين بلا استثناء ، نذكر منهم : سالم هلالي ، والبير سويسا، وفيليكس المغربي، و إنريكو ماسياس وبطبول ، وبنحاس .... دون أن ننسى أداءها من طرف جل مطربي الأغنية الجبلية المغربية. وقد تناوبت على تأديتها أيضا أغلب الأصوات المغربية التي أثتت بها فضاءات الأعراس منذ العشرينات من القرن الماضي. 
 أغنية "سيدي حبيبي" أداء الفنان اليهودي  الجزائري سليم هلالي.


يوم الجمعة 30 أكتوبر 2009, احتضنت مدينة الصويرة المغربية بباب المنزه في إطار مهرجان "الأندلسيات الأطلسية"  أمسية فنية تكريمية لروح زهرة الفاسية حضرتها مستشارة الثقافة في إقليم الأندلس روزاريو توريس رويز.

طبعت وزارة الثقافة المغربية أسطوانة خاصة بالفنانة زهرة الفاسية ضمن أنطولوجيا الموسيقى المغربية في الجزء الخاص بالمغنين اليهود المغاربة. والأسطوانة تتضمن ثمان أغان هي : • حبيبي ديالي فاين هو • يا محلى وصولكم  • حبك تلفني على شغالي • يا وردة • الغربة • زاد علي الغرام • شعلت النار • سعدي ريت البارح
.
 أغنية "سعدي ريت البارح" في بيتها في عسقلان.



أحد أحفادها هو عازف القيتار المغربي-الفرنسي مارك طوبالي المزداد بفاس عام 1950. و من أهم أعمالها الغنائية التى حفظتها الذاكرة المغربية: قصيدة الدار, عيطة بيضاوية, عيطة مولاي براهيم (هاك أماما), حبيبي ديالي فاين هو, علاش كلام العار, مزينو نهار اليوم, المرأة الحاكمة, المرأة الخاينة, العروسة, كتب يا الطالب, الغربة و الفراق, شعلات لي نار في قلبي, يا نجمة الهلال, الحيرة, يا وردة, نشكي لربي, يا لوميما, هذي كاينة, واحد لغزيل...


  أغنية "من زينو نهار اليوم"




المراجع:

مقال "أصوات يهودية من الذاكرة: زهرة الفاسية..." جريدة الصباح. 18 يوليوز 2014.
 مقال "الصويرة تكرم الزهرة الفاسية رمز الموسيقى المغربية اليهودية" جريدة أخبار اليوم. 3 نونبر 2009. 
 "Zohra El Fassia la pionnière" Mohamed Ameskane.

صلة الرحم بالأندلس.

هناك تعليق واحد:

  1. أستاذي الكريم هشام نشكرك كثيرا على مواضيعك و إهتماماتك بتاريخ الأندلس و بالاخص تراث الموريسكيين، موفق إن شاء الله و نتمنى منكم الإستمرار و كما عودتنا دائما تتحفنا بكل ما هو جديد وأصيل . نود منكم أستاذي الغالي أن تخصص مقالا عن موسيقى الفلامنكو و علاقتها بالشعب الموريسكي و شكرا

    ردحذف