"مشروع إسليرو" الإسباني لحيازة القنبلة النووية
ترجمة هشام زليم
صلة الرحم بالأندلس
مقال للباحث روبرتو مونيوز بولانيوسRoberto Muñoz Bolaños (دكتوراه التاريخ المعاصر و أستاذ جامعي) كتبه لموقع . Anatomiadelahistoria.com
بتاريخ 27 يناير 2014.
"شكل مشروع امتلاك القنبلة الذرية المعروف باسم "مشروع إسليرو" Proyecto Islero أحد المخططات الأكثر سرية و غموضا خلال الفترة الفرانكوية".
إنشاء هيئة الطاقة النووية (JEN)
لو قُدِّرَ لمشروع إسليرو النجاح, لكان قد جعل من إسبانيا عضوا في النادي الأكثر حصرية في العالم و لَمَنحها قوة ردع شاملة في مجالها الاستراتيجي الممتد بين: محور جزر البليار, مضيق جبل طارق و جزر الكناري.
تعود جذور هذا المشروع إلى الثاني و العشرين من أكتوبر 1951, تاريخ إنشاء "هيئة الطاقة النووية JEN" التي اعتُبرت "مركز أبحاث و هيئة استشارية للحكومة و مؤسسة تُعنى بمشاكل الأمن و الحماية من خطر الإشعاعات المُؤيَنَة, و قاطرة للتطور الصناعي في مجال تطبيقات الطاقة النووية". كان الفريق خوان فيكون سويرودياز Juan Vigon Suerdiaz أول رئيس لهذه الهيئة (1951-1955).
في يوليوز 1955, وقعت إسبانيا مع الولايات المتحدة اتفاقية تعاون في مجال الطاقة النووية و ذلك في إطار برنامج "الذرة من أجل السلام". سمحت هذه الاتفاقية لفرانكو و وزيره كاريرو بلانكو Carrero Blanco بافتتاح "المركز الوطني للطاقة النووية خوان فيكون" في السابع و العشرين من دجنبر 1958 في المنشآت التي أقيمت بالمدينة الجامعية بمدريد.
على غرار هيئة الطاقة النووية و مؤسسات عمومية أخرى, كان للقوات المسلحة في هذا المركز الوطني دور توجيهي منذ أيامه الأولى. لكن, لا هذا المركز و لا هيئة الطاقة النووية كان لهما طابع عسكري. لكن كل شيء تغيِر نتيجة حدث جرى في محيطنا الجيوستراتيجي: استقلال المغرب الأقصى عام 1956.
مباشرة بعد الاستقلال, أبدى هذا البلد عدائية كبيرة اتجاه الأراضي الإسبانية في إفريقيا, تجلت أولى مظاهرها في أزمة إيفني (1957-1958). كان للولايات المتحدة تواجد قوي جدا في هذا البلد الإفريقي منذ أن نزل به جنودها عام 1942 خلال الحرب العالمية الثانية, كما كان المعقل الرئيسي لوكالة الاستخبارات المركزية CIA في البلاد المغاربية, لهذا قامت بمنع القوات المسلحة الإسبانية من استخدام المعدات الحربية التي باعتها لها في إطار اتفاقية 1953.
بالنسبة للجنرال فرانكو و حكومته - خاصة القائد العام أوغستين مونيوز غراندس Augustin Munoz Grandes, نائب رئيس الحكومة و رجل النظام القوي كاريرو بلانكو - أصبحت القنبلة الذرية منذ ذلك الحين ضرورة مُلحة, ليس فقط لتعزيز دور إسبانيا في جنوب أوربا و البحر المتوسط و تقوية دورها على الساحة الدولية, و لكن تحديدا لردع المغرب الأقصى عن مهاجمة الأراضي الإسبانية الواقعة خارج الجزيرة الإيبيرية, خصوصا و أنهم كانوا يعلمون أنه عند اندلاع أي صراع مع هذا البلد الشمال إفريقي, لا يمكنهم التعويل على المساعدة الأمريكية, و أيضا للضغط على ابريطانيا العظمى في مسألة صخرة جبل طارق.
لهذا السبب قام مونيوز غراندس - و هو غير مُقرب من الولايات المتحدة حسب ما أشار له الفريق كارلوس إنييستا كانو- عام 1963 بتكليف مدير هيئة الطاقة الذرية JEN المهندس الادميرال خوثي مارية أوترو نفاسغويس José Maria Otero Navascués بدراسة الإمكانيات الحقيقية التي تتوفر عليها إسبانيا لصنع قنبلة ذرية دون لفت انتباه المجتمع الدولي. هكذا إذن وُلد مشروع إسليرو الذي سُمي بهذا الإسم تكريما للثور الذي تسبب يوم 29 أكتوبر 1947 في وفاة مصارع الثيران الشهير مانويل رودرغيث سانشيث المشهور بمانوليتي Manolete. أنيطت مسؤولية إنجاز هذا المشروع إلى الأستاذ الجامعي في الفيزياء النووية و القائد في سلاح الجو كويرمو فيلاردي Guillermo Velarde الذي عُين قائدا للقسم النظري و إحصاء المفاعلات.
مشروع إسليرو:
شكل هذا المشروع في بداياته الأولى فشلا ذريعا. فخبراء هيئة الطاقة النووية - و كلهم عسكريون- أبدوا عجزا كبيرا في صنع القنبلة, بل و عجزوا حتى في الحصول على البلوتنيوم اللازم لصنعها. هكذا و في عام 1965, لم يعد فرانكو, الذي كان متحمسا جدا في البداية, يبدي اهتماما كبيرا للمواصلة. لكن المشروع استمر بفضل تشبث مونيوز غراندس و كاريرو بلانكو الذي نجح دائما في توفير التمويل اللازم للمشروع.
كل شيء تغير يوم 17 يناير 1966. شهد هذا اليوم اصطدام طائرة الشحن الأمريكية KC-135 بطائرة مقنبِلة استراتيجية أمريكية B-52 في سماء بالوماريس بألمرية الأندلسية, ما أدى لمقتل 7 من طواققمهما, بينما نزل الباقون بالمظلات. كانت الطائرة الأمريكية المُقنبِلة تحمل 4 قنابل نووية حرارية Mark-28 (طراز B28RI) وزنها 1.5 ميغاطون. سقطت هذه الحمولة في منطقة ألمرية, 3 قنابل في اليابسة, و واحدة في البحر. من بين الثلاثة التي سقطت في اليابسة اثنتان سقطتا دون مظلات, ما أدى لانفجار حمولتهما.
مشط التقنيون الإسبان برئاسة فيلاردي المكان الذي انفجرت فيه القنبلتان و عثروا عليهما و على الصواعق, ما سمح لهم باستكمال مشروع إسليرو, لكن هذه المرة بحظوظ وافرة لنجاحه فقد حصلوا على الكنولوجيا اللازمة. في العام الموالي ظهرت أول وثيقة رسمية تُقِرُ بقدرة إسبانيا على صنع القنبلة الذرية, و هي عبارة عن دورية داخلية لوزارة الشؤون الخارجية أرسلتها للعديد من سفرائها بالخارج.
لكن يبقى أكبر دليل على استمرار إسبانيا في مشروعها النووي هو امتناعها عن التوقيع على "معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية" الذي وقعته 43 دولة في فاتح يوليوز 1968, بينها 3 دول نووية: الاتحاد السوفياتي, الولايات المتحدة و ابريطانيا العظمى و الذين لم يكونوا على استعداد لتدمير سلاحهم النووي و لا حتى تجميد صنعه. في المقابل, في نفس السنة وُضِع في مقر هيئة الطاقة النووية بمدريد أول مفاعل نووي إسباني, سُمي Coral -1, قادر على إنتاج بلوتونيوم لأغراض عسكرية.
أولى الجرامات التي أنتجها هذا المفاعل - و هي بالمناسبة أولى جرامات في التاريخ لم تراقبها الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي أنيط لها مراقبة عدم انتشار الطاقة النووية- كانت في السنة الموالية (1969) في سرية تامة. لقد أصبحت القنبلة الذرية جاهزة للصنع.
بعد 3 سنوات, و تحديدا عام 1971, كتب فيلاردي و مجموعة من العسكريين (بينهم العقيد توماس باياس و فدريكو ميكافيلا) تقريرا سريا بالمركز العالي لدراسات الدفاع الوطني CESEDEN جاء في أهم خلاصاته: "بإمكان إسبانيا الشروع في تفعيل الخيار النووي العسكري بنجاح". بإمكان إسبانيا, حسب نفس التقرير, الحصول في وقت وجيز على سلاحها النووي الخاص بها في المنشآت التي تتوفر عليها. لقد أُعطيت أهمية كبرى لإنجاز محطة بادنيوس Vandellos بطرغونة وفق تكنولوجيا فرنسية, و قد افتُتحت هذه المحطة في السادس من مارس 1972 بهدف إنتاج البلوتنيوم العسكري. كما أشار التقرير لإمكانية القيام بأول تجربة نووية في الصحراء, جنوب السمارة, بتكلفة تُناهز 8.700 مليون بِسيطا لكل قنبلة.
كانت أول خطوة لإنجاز المشروع تتمثل في الحصول على البلوتنيوم الكافي لصناعة قنبلة 6 كيلو, و كان هذا الأمر سهلا نسبيا لسببين اثنين: أولهما احنواء باطن الأرض الإسبانية على ثاني أكبر مخزون لليورانيوم الطبيعي في أوربا (حوالي 4.650 طن), و اليورانيوم هو المعدن الذي يتولَّد منه البلوتنيوم. السبب الثاني هو قدرة محطة طرغونة على إنتاج اليورانيوم, و بما أنها شُيدت بتقنية فرنسية, و باعتبار هذه الأخيرة قوة نووية لا تسمح للوكالة الدولية للطاقة النووية بتفتيش منشآتها, فإن السر النووي الإسباني سيظل محفوظا. كما أن الجنرال شارل دوغول و خليفته في الرئاسة الفرنسية جورج بومبيدو كانا يدعمان جعل إسبانيا قوة نووية حليفة لها مستقلة عن الولايات المتحدة و منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو). هكذا, و بعد حيازة التكنولوجيا النووية إثر حادث الطائرتين الأمريكيتين, و حيازة البلوتنيوم, أصبح حلم حيازة القنبلة الذرية حقيقة قابلة الإنجاز. لقد أصبحت المشاريع الإسبانية تثير اهتماما متزايدا و غير مسبوق لدى وكالة CIA التي كتبت تقريرا جاء فيه: "إسبانيا هو البلد الأوربي الوحيد الذي يستحق اهتمامنا باعتباره الناشر المُحتمل في السنوات المقبلة. لديه مخزونات محلية لليورانيوم بكميات متوسطة و برنامجا واسع النطاق للطاقة النووية (3 مفاعلات في الخدمة, 7 قيد الإنشاء و 17 قيد التخطيط) إضافة لمصنع تجريبي للعزل الكيميائي".
لقد رفضت إسبانيا التوقيع على اتفاقية الحد من انتشار السلاح النووي بحجة أن الضمانات المُقدمة لحماية الدول غير نووية ليست كافية, كما أن متطلبات التفتيش قد تُلحق الضرر بتنافسية البلاد.
تحول هذا الاهتمام الأمريكي إلى قلق ابتداءا من 11 يونيو 1973 تاريخ تعيين كاريرو بلانكو رئيسا للحكومة الإسبانية, و الذي رغم عدائه للشيوعية إلا أنه لم يكن يتعاطف كثيرا مع الولايات المتحدة (مع أن رجل ثقته ووزير خارجيته لوريانو لوبيز رودو وصفه بالمؤيد لحلف الأطلسي) و بدرجة أقل مع إسرائيل, فقد كان من أنصار الصداقة مع الدول العربية و تغيير طبيعة العلاقات مع القوى العظمى للعالم الغربي, فقد كان كاريرو يطالب ببناء علاقات متوازنة مع الأمريكيين و أن يزودوا إسبانيا بالتكنولوجيا العسكرية الحديثة و يتعهدوا بالدفاع عن البلد مقابل الاستمرار في استخدامهم للقواعد التي يملكونها على الأراضي الإسبانية.
في الخامس عشر من دجنبر 1973, اجتمع فلاردي المسؤول عن مشروع إسليرو بالفريق مانويل دياز ألغريا قائد أركان الحرب العليا AEM و رجل ثقته اللواء في سلاح المدفعية مانويل غوتريز ميادو أكد لهما خلاله أن إسبانيا قادرة على صناعة 3 قنابل بلوتونيوم سنويا. هكذا أمر قائد الأركان فيلاردي بكتابة هذه الخلاصة في صفحتين على أكثر تقدير, باللغتين الإنجليزية و الإسبانية و إرسالها لرئيس الوزراء كاريرو بلانكو الذي كان في حاجة لهذا التقرير خلال لقائه المنتظَر بعد أيام بوزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر. سمَّى فلاردي تقريره "الوضع الحالي لمشروع إسليرو". أعطى فلاردي التقرير لقائد الأركان الذي استحسنه و قبل إرساله لرئيس الوزراء أعاد تسميته ب"صفحتان إشعاعيتان".
بعد 4 أيام اجتمع كاريرو بلانكو بهنري كيسنجر. خلال اللقاء عاد رئيس الوزراء الإسباني لتأكيد رغبة بلاده في الحصول على ضمانات أمريكية بدعمها في حالة تعرضها لاعتداء. أمام سلبية كيسنجر في قبول التعهد, أخرج كاريرو بلانكو تقرير فلاردي و ناول نسخة لكيسنجر و نسخة للسفير الأمريكي بمدريد الأدميرال أوراسيو رفيرو. صُعق الرجلان لما اطلعا على التقرير إلى درجة أن كيسنجر طلب من رئيس الحكومة الإسبانية إبقاء هذه المحادثات سرية. لقد اقتنع كيسنجر بجدية المخطط النووي و استعداد إسبانيا الجاد لتنفيذه.
غادر كيسنجر مدريد على عجلِِ في نفس اليوم. في اليوم الموالي, أي 20 دجنبر 1973, اغتيل رئيس الوزراء الإسباني كاريرو بلانكو على يد منظمة إيتا الباسكية, في عملية لم تتضح كل معالمها إلى اليوم, و قد ربطها بعض الكُتاب بنظرية المؤامرة, مثل دافيد زوردو, أنخيل كوتيريز, أنطونيو بريث أنستير و بيلار أوربانو الذين أشاروا لضلوع CIA لعدة أسباب منها الرغبة في وضع حد للمشروع السياسي الذي كان يمثله رئيس الوزراء الإسباني آنذاك, إضافة لرغبة الولايات المتحدة منع إيسبانيا من حيازة السلاح النووي.
لكن كُتَّابا أكاديميين مثل شارلز بوول و أيضا الوثائق التي سربتها ويكيليكس و كتاب آنا كرو (كيف أزاحت CIA كاريرو بلانكو و كيف وضعتنا في العراق, برشلونة 2011) نفت الضلوع الأمريكي.
لكن لا موت كاريرو بلانكو و لا عزل دياز ألغريا في 13 يونيو 1974, و لا حتى وفاة فرانكو يوم 20 نونبر 1975 وضع حدا لمشروع إسليرو.
تواصلت الضغوط الأمريكية على إسبانيا في عهد الرئيس الأمريكي جيمي كارتر (1977-1980) لتوقيع اتفاقية الحد من انتشار السلاح النووي. مع ذلك, عام 1976, صرّح وزير الخارجية المؤقت خوثي مارية إريلزا بأن إسبانيا لها مقومات صناعة قنبلة في 7 أو 8 سنوات لو انكبت على ذلك, و قال "لا نريد أن نكون في ذيل القائمة".
عام 1977 تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة حين خرج للعلن المدى التكنولوجي للمنشآت النووية قيد التخطيط في مركز الأبحاث النووية بصوريا CINSO بمنطقة كوبا دي لاسولانا. تم إقرار المشروع 45 يوما بعد وفاة فرانكو في مجلس للوزراء ترأسه كارلوس أرياس نافارو. اعتبر المحققون الأمريكيون أن مخطط المصنع التجريبي بصوريا لتحويل اليورانيوم إلى بلوتونيوم قادر على إنتاج 140 كيلوغرام من البلوتونيوم في السنة, أي ما يكفي لصناعة 23 قنبلة ذرية سنويا. ساهم وصول أدولفو سواريث لرئاسة الحكومة عام 1976 في استمرار المشروع, و يعتبر أدولفو من أنصار سياسية الحياد و الصداقة مع الدول العربية لتفادي مشاكل في جزر الكناري و سبتة و مليلية. تعيينه لصديقه ابن آبلة Avila أوغستين رودرغيث ساياغون سنة 1979 وزيرا للدفاع رفع وثيرة العمل على المشروع, خصوصا و أن هذا الرجل كان من مؤيدي حصول إسبانيا على السلاح النووي في أقرب الآجال.
لكن كارتر, المهووس بسياسة تقليص التسلح, دشن حملة مكثفة جدا ضد الحكومة الإسبانية بغرض جرها للتوقيع على معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي و القبول بتفتيش منشآتها المشبوهة من طرف مفتشي وكالة الطاقة الذرية. و قد وصل الأمر حد التهديد بالمقاطعة الاقتصادية. كانت وضعية إسبانيا آنذاك حرجة للغاية, فمنظمة إيتا كانت دشنت حملة اغتيالات منذ عام 1979, إضافة لتنامي مطالب الأحزاب القومية في بلد الباسك و قطلونية. قضّ هذان الخطران مضجع المؤسسة العسكرية و كانا من دوافع الانقلاب العسكري الفاشل يوم 23 فبراير 1981.
بعد شهر تقريبا من هذا التاريخ, أي يوم1 أبريل, خضعت إسبانيا للشروط التي فرضها الأمريكيون و وقعت اتفاقية مع الوكالة الدولية للطاقة النووية لإخضاع منشآتها للتفتيش الدائم. لم يعن هذا التوقيع بشكل من الأشكال تصفية مشروع إسليرو. فالحزب الحاكم آنذاك "اتحاد الوسط الديمقراطي" UCD دافع عنه إلى درجة أن ليوبولدو كالفو صوتيلو, آخر رئيس للحكومة ينتمي لحزب UCD و هو أطلسي حتى النخاع أدخل إسبانيا لحلف الناتو, ذكر يوم الخامس من فبراير 1986 جزءا من وثيقة عنوانها "الأمن في أوربا" ألفها الحزب الاشتراكي الفرنسي دافعت عن ضرورة وجود قوة نووية أوربية ثالثة كي تتمكن أوربا الغربية من حماية نفسها بنفسها دون اللجوء للولايات المتحدة في كل شؤونها. كان الهدف هو الخروج من تحت عباءة الوصاية الأمريكية.
لكن الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني PSOE خلال رئاسته للحكومة قرر التخلي عن المشروع النووي الإسباني و الاستمرار في حلف الناتو مقابل الانضمام للجنة الاقتصادية الأوربية CEE. يوم 13 أكتوبر 1987, وقع فرناندو موران بصفته وزيرا للخارجية على اتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية, ما كان يعني إطلاق رصاصة الرحمة على مشروع إسليرو.
خاتمة
لا يمكن فصل مشروع إسليرو عن العقلية القومية العميقة لنظام فرانكو الذي لم يكن يُبدي اهتماما كبيرا بالانضمام لحلف الأطلسي و لا بالعلاقة مع الولايات المتحدة, رغم أنه و لأسباب اقتصادية و سياسية اضطر لتوقيع المعاهدة معها عام 1953.
كان هدف فرانكو منح إسبانيا سياسة خارجية و دفاعية مستقلة من دون الحاجة للارتباط الوثيق بالمحور الغربي. بلغت هذه السياسة أوجها خلال رئاسة كاريرو بلانكو للحكومة, و هو أكثر رئيس للوزراء أبدى اهتماما بمشروع إسليرو و حافظ عليه في أشد الأوقات حرجا.
استمر المشروع بعد اغتيال كاريرو بلانكو بفضل رؤساء للوزراء مثل أرياس نافارو و أدولفو سواريز, الذي رغم فكره الحيادي كان مناصرا لإسبانيا مستقلة في ميدان الدفاع. لكن الحزب الاشتراكي المؤيد لدخول إسبانيا اللجنة الأوربية المشتركة بأقصى سرعة, عرف أن التخلي عن المشروع النووي هو مهر دخول السوق الأوربية المشتركة, فتخلى عنه.
لكن النتيجة كانت مخيبةا, فإسبانيا لم تستطع الحصول على السلاح النووي و لم تنخرط في أي نظام أمني جماعي, فحلف الأطلسي الناتو الذي انضمت له إسبانيا عام 1982 بمبادرة من حزب اتحاد الوسط الديمقراطي و صادق عليه فيما بعد الحزب الاشتراكي لا يضمن أبدا الدفاع عن سبتة و مليلية. هكذا إذن, رغم التخلي عن مشروع إسليرو لحيازة السلاح النووي الإسباني, لم يتم الحصول بالمقابل على حماية كامل التراب الإسباني.
صلة الرحم بالأندلس.
لهذا السبب قام مونيوز غراندس - و هو غير مُقرب من الولايات المتحدة حسب ما أشار له الفريق كارلوس إنييستا كانو- عام 1963 بتكليف مدير هيئة الطاقة الذرية JEN المهندس الادميرال خوثي مارية أوترو نفاسغويس José Maria Otero Navascués بدراسة الإمكانيات الحقيقية التي تتوفر عليها إسبانيا لصنع قنبلة ذرية دون لفت انتباه المجتمع الدولي. هكذا إذن وُلد مشروع إسليرو الذي سُمي بهذا الإسم تكريما للثور الذي تسبب يوم 29 أكتوبر 1947 في وفاة مصارع الثيران الشهير مانويل رودرغيث سانشيث المشهور بمانوليتي Manolete. أنيطت مسؤولية إنجاز هذا المشروع إلى الأستاذ الجامعي في الفيزياء النووية و القائد في سلاح الجو كويرمو فيلاردي Guillermo Velarde الذي عُين قائدا للقسم النظري و إحصاء المفاعلات.
مشروع إسليرو:
شكل هذا المشروع في بداياته الأولى فشلا ذريعا. فخبراء هيئة الطاقة النووية - و كلهم عسكريون- أبدوا عجزا كبيرا في صنع القنبلة, بل و عجزوا حتى في الحصول على البلوتنيوم اللازم لصنعها. هكذا و في عام 1965, لم يعد فرانكو, الذي كان متحمسا جدا في البداية, يبدي اهتماما كبيرا للمواصلة. لكن المشروع استمر بفضل تشبث مونيوز غراندس و كاريرو بلانكو الذي نجح دائما في توفير التمويل اللازم للمشروع.
كل شيء تغير يوم 17 يناير 1966. شهد هذا اليوم اصطدام طائرة الشحن الأمريكية KC-135 بطائرة مقنبِلة استراتيجية أمريكية B-52 في سماء بالوماريس بألمرية الأندلسية, ما أدى لمقتل 7 من طواققمهما, بينما نزل الباقون بالمظلات. كانت الطائرة الأمريكية المُقنبِلة تحمل 4 قنابل نووية حرارية Mark-28 (طراز B28RI) وزنها 1.5 ميغاطون. سقطت هذه الحمولة في منطقة ألمرية, 3 قنابل في اليابسة, و واحدة في البحر. من بين الثلاثة التي سقطت في اليابسة اثنتان سقطتا دون مظلات, ما أدى لانفجار حمولتهما.
مشط التقنيون الإسبان برئاسة فيلاردي المكان الذي انفجرت فيه القنبلتان و عثروا عليهما و على الصواعق, ما سمح لهم باستكمال مشروع إسليرو, لكن هذه المرة بحظوظ وافرة لنجاحه فقد حصلوا على الكنولوجيا اللازمة. في العام الموالي ظهرت أول وثيقة رسمية تُقِرُ بقدرة إسبانيا على صنع القنبلة الذرية, و هي عبارة عن دورية داخلية لوزارة الشؤون الخارجية أرسلتها للعديد من سفرائها بالخارج.
لكن يبقى أكبر دليل على استمرار إسبانيا في مشروعها النووي هو امتناعها عن التوقيع على "معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية" الذي وقعته 43 دولة في فاتح يوليوز 1968, بينها 3 دول نووية: الاتحاد السوفياتي, الولايات المتحدة و ابريطانيا العظمى و الذين لم يكونوا على استعداد لتدمير سلاحهم النووي و لا حتى تجميد صنعه. في المقابل, في نفس السنة وُضِع في مقر هيئة الطاقة النووية بمدريد أول مفاعل نووي إسباني, سُمي Coral -1, قادر على إنتاج بلوتونيوم لأغراض عسكرية.
أولى الجرامات التي أنتجها هذا المفاعل - و هي بالمناسبة أولى جرامات في التاريخ لم تراقبها الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي أنيط لها مراقبة عدم انتشار الطاقة النووية- كانت في السنة الموالية (1969) في سرية تامة. لقد أصبحت القنبلة الذرية جاهزة للصنع.
بعد 3 سنوات, و تحديدا عام 1971, كتب فيلاردي و مجموعة من العسكريين (بينهم العقيد توماس باياس و فدريكو ميكافيلا) تقريرا سريا بالمركز العالي لدراسات الدفاع الوطني CESEDEN جاء في أهم خلاصاته: "بإمكان إسبانيا الشروع في تفعيل الخيار النووي العسكري بنجاح". بإمكان إسبانيا, حسب نفس التقرير, الحصول في وقت وجيز على سلاحها النووي الخاص بها في المنشآت التي تتوفر عليها. لقد أُعطيت أهمية كبرى لإنجاز محطة بادنيوس Vandellos بطرغونة وفق تكنولوجيا فرنسية, و قد افتُتحت هذه المحطة في السادس من مارس 1972 بهدف إنتاج البلوتنيوم العسكري. كما أشار التقرير لإمكانية القيام بأول تجربة نووية في الصحراء, جنوب السمارة, بتكلفة تُناهز 8.700 مليون بِسيطا لكل قنبلة.
كانت أول خطوة لإنجاز المشروع تتمثل في الحصول على البلوتنيوم الكافي لصناعة قنبلة 6 كيلو, و كان هذا الأمر سهلا نسبيا لسببين اثنين: أولهما احنواء باطن الأرض الإسبانية على ثاني أكبر مخزون لليورانيوم الطبيعي في أوربا (حوالي 4.650 طن), و اليورانيوم هو المعدن الذي يتولَّد منه البلوتنيوم. السبب الثاني هو قدرة محطة طرغونة على إنتاج اليورانيوم, و بما أنها شُيدت بتقنية فرنسية, و باعتبار هذه الأخيرة قوة نووية لا تسمح للوكالة الدولية للطاقة النووية بتفتيش منشآتها, فإن السر النووي الإسباني سيظل محفوظا. كما أن الجنرال شارل دوغول و خليفته في الرئاسة الفرنسية جورج بومبيدو كانا يدعمان جعل إسبانيا قوة نووية حليفة لها مستقلة عن الولايات المتحدة و منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو). هكذا, و بعد حيازة التكنولوجيا النووية إثر حادث الطائرتين الأمريكيتين, و حيازة البلوتنيوم, أصبح حلم حيازة القنبلة الذرية حقيقة قابلة الإنجاز. لقد أصبحت المشاريع الإسبانية تثير اهتماما متزايدا و غير مسبوق لدى وكالة CIA التي كتبت تقريرا جاء فيه: "إسبانيا هو البلد الأوربي الوحيد الذي يستحق اهتمامنا باعتباره الناشر المُحتمل في السنوات المقبلة. لديه مخزونات محلية لليورانيوم بكميات متوسطة و برنامجا واسع النطاق للطاقة النووية (3 مفاعلات في الخدمة, 7 قيد الإنشاء و 17 قيد التخطيط) إضافة لمصنع تجريبي للعزل الكيميائي".
لقد رفضت إسبانيا التوقيع على اتفاقية الحد من انتشار السلاح النووي بحجة أن الضمانات المُقدمة لحماية الدول غير نووية ليست كافية, كما أن متطلبات التفتيش قد تُلحق الضرر بتنافسية البلاد.
تحول هذا الاهتمام الأمريكي إلى قلق ابتداءا من 11 يونيو 1973 تاريخ تعيين كاريرو بلانكو رئيسا للحكومة الإسبانية, و الذي رغم عدائه للشيوعية إلا أنه لم يكن يتعاطف كثيرا مع الولايات المتحدة (مع أن رجل ثقته ووزير خارجيته لوريانو لوبيز رودو وصفه بالمؤيد لحلف الأطلسي) و بدرجة أقل مع إسرائيل, فقد كان من أنصار الصداقة مع الدول العربية و تغيير طبيعة العلاقات مع القوى العظمى للعالم الغربي, فقد كان كاريرو يطالب ببناء علاقات متوازنة مع الأمريكيين و أن يزودوا إسبانيا بالتكنولوجيا العسكرية الحديثة و يتعهدوا بالدفاع عن البلد مقابل الاستمرار في استخدامهم للقواعد التي يملكونها على الأراضي الإسبانية.
في الخامس عشر من دجنبر 1973, اجتمع فلاردي المسؤول عن مشروع إسليرو بالفريق مانويل دياز ألغريا قائد أركان الحرب العليا AEM و رجل ثقته اللواء في سلاح المدفعية مانويل غوتريز ميادو أكد لهما خلاله أن إسبانيا قادرة على صناعة 3 قنابل بلوتونيوم سنويا. هكذا أمر قائد الأركان فيلاردي بكتابة هذه الخلاصة في صفحتين على أكثر تقدير, باللغتين الإنجليزية و الإسبانية و إرسالها لرئيس الوزراء كاريرو بلانكو الذي كان في حاجة لهذا التقرير خلال لقائه المنتظَر بعد أيام بوزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر. سمَّى فلاردي تقريره "الوضع الحالي لمشروع إسليرو". أعطى فلاردي التقرير لقائد الأركان الذي استحسنه و قبل إرساله لرئيس الوزراء أعاد تسميته ب"صفحتان إشعاعيتان".
كاريرو أثناء اجتماعه بهنري كسنجر |
غادر كيسنجر مدريد على عجلِِ في نفس اليوم. في اليوم الموالي, أي 20 دجنبر 1973, اغتيل رئيس الوزراء الإسباني كاريرو بلانكو على يد منظمة إيتا الباسكية, في عملية لم تتضح كل معالمها إلى اليوم, و قد ربطها بعض الكُتاب بنظرية المؤامرة, مثل دافيد زوردو, أنخيل كوتيريز, أنطونيو بريث أنستير و بيلار أوربانو الذين أشاروا لضلوع CIA لعدة أسباب منها الرغبة في وضع حد للمشروع السياسي الذي كان يمثله رئيس الوزراء الإسباني آنذاك, إضافة لرغبة الولايات المتحدة منع إيسبانيا من حيازة السلاح النووي.
لكن كُتَّابا أكاديميين مثل شارلز بوول و أيضا الوثائق التي سربتها ويكيليكس و كتاب آنا كرو (كيف أزاحت CIA كاريرو بلانكو و كيف وضعتنا في العراق, برشلونة 2011) نفت الضلوع الأمريكي.
لكن لا موت كاريرو بلانكو و لا عزل دياز ألغريا في 13 يونيو 1974, و لا حتى وفاة فرانكو يوم 20 نونبر 1975 وضع حدا لمشروع إسليرو.
تواصلت الضغوط الأمريكية على إسبانيا في عهد الرئيس الأمريكي جيمي كارتر (1977-1980) لتوقيع اتفاقية الحد من انتشار السلاح النووي. مع ذلك, عام 1976, صرّح وزير الخارجية المؤقت خوثي مارية إريلزا بأن إسبانيا لها مقومات صناعة قنبلة في 7 أو 8 سنوات لو انكبت على ذلك, و قال "لا نريد أن نكون في ذيل القائمة".
عام 1977 تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة حين خرج للعلن المدى التكنولوجي للمنشآت النووية قيد التخطيط في مركز الأبحاث النووية بصوريا CINSO بمنطقة كوبا دي لاسولانا. تم إقرار المشروع 45 يوما بعد وفاة فرانكو في مجلس للوزراء ترأسه كارلوس أرياس نافارو. اعتبر المحققون الأمريكيون أن مخطط المصنع التجريبي بصوريا لتحويل اليورانيوم إلى بلوتونيوم قادر على إنتاج 140 كيلوغرام من البلوتونيوم في السنة, أي ما يكفي لصناعة 23 قنبلة ذرية سنويا. ساهم وصول أدولفو سواريث لرئاسة الحكومة عام 1976 في استمرار المشروع, و يعتبر أدولفو من أنصار سياسية الحياد و الصداقة مع الدول العربية لتفادي مشاكل في جزر الكناري و سبتة و مليلية. تعيينه لصديقه ابن آبلة Avila أوغستين رودرغيث ساياغون سنة 1979 وزيرا للدفاع رفع وثيرة العمل على المشروع, خصوصا و أن هذا الرجل كان من مؤيدي حصول إسبانيا على السلاح النووي في أقرب الآجال.
لكن كارتر, المهووس بسياسة تقليص التسلح, دشن حملة مكثفة جدا ضد الحكومة الإسبانية بغرض جرها للتوقيع على معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي و القبول بتفتيش منشآتها المشبوهة من طرف مفتشي وكالة الطاقة الذرية. و قد وصل الأمر حد التهديد بالمقاطعة الاقتصادية. كانت وضعية إسبانيا آنذاك حرجة للغاية, فمنظمة إيتا كانت دشنت حملة اغتيالات منذ عام 1979, إضافة لتنامي مطالب الأحزاب القومية في بلد الباسك و قطلونية. قضّ هذان الخطران مضجع المؤسسة العسكرية و كانا من دوافع الانقلاب العسكري الفاشل يوم 23 فبراير 1981.
بعد شهر تقريبا من هذا التاريخ, أي يوم1 أبريل, خضعت إسبانيا للشروط التي فرضها الأمريكيون و وقعت اتفاقية مع الوكالة الدولية للطاقة النووية لإخضاع منشآتها للتفتيش الدائم. لم يعن هذا التوقيع بشكل من الأشكال تصفية مشروع إسليرو. فالحزب الحاكم آنذاك "اتحاد الوسط الديمقراطي" UCD دافع عنه إلى درجة أن ليوبولدو كالفو صوتيلو, آخر رئيس للحكومة ينتمي لحزب UCD و هو أطلسي حتى النخاع أدخل إسبانيا لحلف الناتو, ذكر يوم الخامس من فبراير 1986 جزءا من وثيقة عنوانها "الأمن في أوربا" ألفها الحزب الاشتراكي الفرنسي دافعت عن ضرورة وجود قوة نووية أوربية ثالثة كي تتمكن أوربا الغربية من حماية نفسها بنفسها دون اللجوء للولايات المتحدة في كل شؤونها. كان الهدف هو الخروج من تحت عباءة الوصاية الأمريكية.
لكن الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني PSOE خلال رئاسته للحكومة قرر التخلي عن المشروع النووي الإسباني و الاستمرار في حلف الناتو مقابل الانضمام للجنة الاقتصادية الأوربية CEE. يوم 13 أكتوبر 1987, وقع فرناندو موران بصفته وزيرا للخارجية على اتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية, ما كان يعني إطلاق رصاصة الرحمة على مشروع إسليرو.
خاتمة
لا يمكن فصل مشروع إسليرو عن العقلية القومية العميقة لنظام فرانكو الذي لم يكن يُبدي اهتماما كبيرا بالانضمام لحلف الأطلسي و لا بالعلاقة مع الولايات المتحدة, رغم أنه و لأسباب اقتصادية و سياسية اضطر لتوقيع المعاهدة معها عام 1953.
كان هدف فرانكو منح إسبانيا سياسة خارجية و دفاعية مستقلة من دون الحاجة للارتباط الوثيق بالمحور الغربي. بلغت هذه السياسة أوجها خلال رئاسة كاريرو بلانكو للحكومة, و هو أكثر رئيس للوزراء أبدى اهتماما بمشروع إسليرو و حافظ عليه في أشد الأوقات حرجا.
استمر المشروع بعد اغتيال كاريرو بلانكو بفضل رؤساء للوزراء مثل أرياس نافارو و أدولفو سواريز, الذي رغم فكره الحيادي كان مناصرا لإسبانيا مستقلة في ميدان الدفاع. لكن الحزب الاشتراكي المؤيد لدخول إسبانيا اللجنة الأوربية المشتركة بأقصى سرعة, عرف أن التخلي عن المشروع النووي هو مهر دخول السوق الأوربية المشتركة, فتخلى عنه.
لكن النتيجة كانت مخيبةا, فإسبانيا لم تستطع الحصول على السلاح النووي و لم تنخرط في أي نظام أمني جماعي, فحلف الأطلسي الناتو الذي انضمت له إسبانيا عام 1982 بمبادرة من حزب اتحاد الوسط الديمقراطي و صادق عليه فيما بعد الحزب الاشتراكي لا يضمن أبدا الدفاع عن سبتة و مليلية. هكذا إذن, رغم التخلي عن مشروع إسليرو لحيازة السلاح النووي الإسباني, لم يتم الحصول بالمقابل على حماية كامل التراب الإسباني.
صلة الرحم بالأندلس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق