الأربعاء، 9 سبتمبر 2015

من أزمة اللاجئين الهنغاريين في الخمسينات...إلى أزمة اللاجئين السوريين

 من أزمة اللاجئين الهنغاريين في الخمسينات...إلى أزمة اللاجئين السوريين.
لاجئون هنغاريون عام 1956.
الزمان: 23 أكتوبر 1956...المكان: العاصمة الهنغارية بودابست. الحدث: مئات الآلاف من الطلاب و المثقفين و عامة الشعب خرجوا في مظاهرات حاشدة تنديدا بالحكم القمعي للنظام الشيوعي الهنغاري التابع للاتحاد السوفياتي. اتسعت بسرعة رقعة الثورة الشعبية ضد النظام لتشمل كل هنغاريا. كالعادة, تدخل الاتحاد السوفياتي عسكريا لإنقاذ النظام الهنغاري الحليف و اجتاح هنغاريا, و بالطبع تشكلت مليشيات شعبية لمواجهة الغزو السوفياتي.


في العاشر من نونبر 1956, أخمدت القوات السوفياتية الانتفاضة الشعبية الهنغارية ضد النظام الشيوعي, و عادت هنغارية لبيت الطاعة السوفياتي . كانت الخسائر البشرية ثقيلة: حوالي 2500 قتيل هنغاري و 700 جندي سوفياتي, إضافة لحوالي 200 ألف لاجئ هنغاري غادروا البلاد. عشرات الآلاف غادروا في قطارات إلى النمسا, ألمانيا سويسرا و فرنسا...أغلب هؤلاء الهنغاريين اندمجوا في المجتمع الجديد الذي استقبلهم. و من بين هؤلاء الأديب الهنغاري جورج فردناندي الذي أصدر مؤخرا كتابا "Les seigneurs du château" يروي فيه تفاصيل مغادرته لهنغاريا إلى جانب الآلاف و استقراره بمنطقة ستراسبورغ الفرنسية و كيف أحسن الفرسيون استقبالهم و سهلوا انذماجهم و انخراطهم في المجتمع الفرنسي.


قبل ذلك, و تحديدا عام 1944, غادر شاب هنغاري البلاد بعد اجتياح الجيش الأحمر لهنغاريا خلال الحرب العالمية الثانية. اتجه هذا الشاب إلى فرنسا و قضى بقية حياته هناك. كان هذا الشاب يُدعى بال ساركوزي. بعد عقود سيتولى ابنه نيكولا رئاسة البلاد التي استقبلت والده اللاجئ.
صحفية هنغارية تركل لاجئا يحمل ابنه و تسقطه أرضا
اليوم تجد هنغاريا نفسها معبرا للاجئين من بلدان أخرى أجبرتهم قسوة الحرب على الرحيل و البحث عن مستقبل آمن في مدن أوربا. لاجئون شرقيون يرون أوربا ملاذا آمنا كما رآها قبل عقود آلاف اللاجئين الهنغاريين, لاجئون يحلمون بركوب قطارات النجاة إلى ألمانيا و فرنسا كما ركبها آلاف اللاجئين الهنغاريين, لاجئون يحلمون بوطن لا تمطر فيه السماء براميل متفجرة و لا تٌنتهك فيه كرامة أطفالهم و نسائهم...لاجئون ينتظرون من هنغاريا أن تُحسنَ استقبالهم كما أحسن الآخرون استقبال لاجئيها.
صلة الرحم بالأندلس.


هناك تعليق واحد:

  1. يجب علي هونغاريا ان تحمي هاؤلاء اللاجئين لانها ادري بهاذا وعاشته قبل ستون سنة تقريبا كوني رحيمة بهم شكرا

    ردحذف