الأحد، 28 مايو 2017

قصة المنصور بن أبي عامر و الكيس الأحمر.

قصة المنصور بن أبي عامر و الكيس الأحمر.
مدونة صلة الرحم بالأندلس.


قدِمَ بعضُ التُجار و معه كيس فيه ياقوت نفيس, فتجرَّد ليسبح في النهر, و ترك الكيس, و كان أحمر, على ثيابه, فرفعته حِدأة في مخالبها, فجرى تابعا لها و قد ذُهلَ, فتغلغلت في البساتين, و انقطعت عن عينه, فرجع متحيرا, فشكا ذلك إلى بعض من يأنسُ به, فقال له: صف حالك لابن أبي عامر, فتلطَّفَ في وصف ذلك بين يديه, فقال: ننظر إن شاء الله تعالى في شأنك, و جعل يستدعي أصحاب تلك البساتين, و يسأل خُدَّامها عمن ظهر عليه تبديل حال, فأخبروه أن شخصا ينقل الزبل اشترى حمارا, و ظهر من حاله ما لم يكن قبل ذلك, فأمر بمجيئه, فلما وقعت عينه عليه قال له: أحضِرِ تاكيس الأحمر, فتملّكَ الرعب قلبه و ارتعش, وقال: دعني آتي به من منزلي, فوكل به من حمله إلى منزله و جاء بالكيس, و قد نقص منه ما لا يقدح في مَسرَّة صاحبه, فجبره, و دفعه إلى صاحبه, فقال: و الله لأحدثنَّ في مشارق الأرض و مغاربها أن ابن أبي عامر يحكم على الطيور و يُنصفُ منها, و التفتَ ابن أبي عامر إلى الزبال فقال له: لو أتيتَ به أغنيناك, لكن تخرج كفافا لا عقابا و لا توابا.




"نفح الطيب" للمقري. ج1, ص 384.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق