الأحد، 16 سبتمبر 2018

حينما هدد رئيس مجلس قرطبة بالإعدام الأسقف الذي أراد القيام بتعديلات على كاتدرائية جامع قرطبة

حينما هدد رئيس مجلس قرطبة بالإعدام الأسقف الذي أراد إدخال تعديلات على كاتدرائية جامع قرطبة



هشام زليم
صلة الرحم بالاندلس.

في إطار الجدل الدائر منذ سنوات بين الكنيسة الكاثوليكية الإسبانية و المجتمع المدني الإسباني عموما و القرطبي خصوصا حول ملكية جامع قرطبة و قيام الكنيسة بتسجيله باسمها عام 2006 مقابل مبلغ 30 يورو, و ردا على تأكيد الكنيسة عدم وجود أي نية لديها للتخلي عن الممتلكات التي سجلتها باسمها و من ضمنها جامع قرطبة, قال المدير العام السابق لمنظمة اليونيسكو الإسباني فدريكو مايور سرقسطة Federico Mayor Zaragoza بأنه "لا يوجد شيء يُتفاوض بشأنه مع الكنيسة".



فدريكو مايور سرقسطة هو أيضا رئيس لجنة الخبراء الإسبان الذين انتذبتهم بلدية قرطبة للبث في ملكية الجامع, و خلال تقديم اللجنة لتقريرها النهائي أمس السبت, جزم الرئيس السابق لليونيسكو بأن الجامع لم يكن أبدا ملكا للكنيسة الكاثوليكية و أنه كان على الدوام ملكا عموميا تملكه الدولة. كما اعتبر أن خوصصة الجامع مناقض لإعلانه عام 1984 تراثا بشريا من طرف اليونيسكو.

و من الحوادث التاريخية التي يستحضرها المؤرخون لإثبات الطابع العمومي للجامع و عدم ملكية الكنيسة له ما وقع في القرن السادس عشر حينما أراد الأسقف ألونسو مانريكي Alonso Manrique القيام ببعض الأشغال في الكاتدرائية الواقعة في قلب جامع قرطبة لكن رئيس المجلس البلدي للمدينة الأندلسية رفض الترخيص له. و أمام إصرار الأسقف على القيام بالأشغال أصدر الحاكم قرارا يقضي بإعدام كل من يشارك في الأشغال. فرد رجال الدين بإنزال عقوبة الحرمان الكنسي Excomunion على أعضاء المجلس البلدي لقرطبة. في الأخير, و حسب المؤرخ الإسباني خوان باوتستا كاربيو, قرر الملك الإسباني كارلوس الأول منح رخصة الأشغال للأسقف, لكن كان الملك -بصفته ممثلا للإدارة العمومية آنذاك- هو من قرر, و هذا أمر في غاية الأهمية. 

كان جامع قرطبة فضاءا للعبادة و رمزا للسلالة الأموية و بسقوط قرطبة عام 1236م توقف عن أداء دوره كمركز للديانة الإسلامية, لكن هذا لا يعني, حسب المؤرخين, بأن الملك الإسباني فرناندو الثالث الذي دخل قرطبة قد منح ملكية الجامع للكنيسة.




الخبير القانوني الإسباني أنطونيو مانويل رودرغيث تساءل لماذا كاتدرائية نوتردام في باريس في ملكية الدولة الفرنسية, و كاتدرائية لشبونة في ملكية الدولة البرتغالية, فلماذا كاتدرائيات إسبانيا و جامع قرطبة تحديدا في يد الكنيسة الكاثوليكية و ليس الدولة الإسبانية؟ لماذا الفاتيكان يعترف للبرتغال بما يرفضه لإسبانيا؟

المراجع: الصحيفتين الإسبانيتين الباييس El Pais و يوميو قرطبة Diario de Cordoba.

صلة الرحم بالأندلس. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق