كتبهاهشام زليم ، في 30 يوليو 2008 الساعة: 00:07 ص
مؤرخ فرنسي ينقل شهادة تاريخية تبين مكانة اللغة العربية في العصر الأندلسي لإسبانيا
بقلم هشام زليم
يصف المؤرخ الفرنسي المعاصر أندري كلو
في كتابه L’Espagne musulmane (إسبانيا المسلمة) مكانة اللغة العربية في إسبانيا إبان العصر الأندلسي المسلم و كيف كانت لغة علم و ثقافة للمسلمين و غيرهم من أهل الديانات الأخرى. يقول أندري كلو :
" هذا
التشبه السريع, و تبني الأذواق و العادات الإسلامية لم يكن يروق للسلطات
المسيحية, البعيدة عن هناك. الجهل باللاتينية, لغة الكنيسة, دفع أسقف
إشبيلية إلى ترجمة الإنجيل للعربية حتى يستطيع المسيحيون قراءته.
"ألفارو,
كاتب مسيحي, عاش خلال تلك الفترة بقرطبة, و كان على رأس مجموعة من
المسيحيين المتحمسين لدينهم. يروي هذا الرجل بحزن عميق: "كان المسيحيون
يحبون قراءة القصائد و النصوص العربية, و كانوا يدرسون كتابات العلماء و
الفلاسفة المسلمين, ليس للرد عليهم و لكن ليتعلموا طريقة الإلقاء و الخطاب
العربي الصحيح الأنيق. أين تجد اليوم عاميا يقرأ التعاليق اللاتينية على
الكتب المقدسة؟ مَن بينهم يدرس الأناجيل و سيرة الرسل و الحواريين؟ وا أسفاه, كل الشباب المسيحيين المعروفين بمواهبهم لا يعرفون سوى الثقافة و
الأدب العربي؛ يقرؤون و يتعلمون الكتب العربية بكل شغف, و يشكلون منها
مكاتب و خزائن كبيرة. و إذا حدثتهم عن الكتب المسيحية فسيجيبونك بازدراء أن
هذه الكتب لا تستحق أن يثار إليها الإهتمام. يا للألم, المسيحيون نسوا حتى
لغتهم, و بين ألف ستجد بصعوبة واحدا يستطيع أن يكتب رسالة إلى صديقه
باللاتينية."
كتبه هشام زليم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق