بلديات إسبانية تتخلى عن حمل شعار يسيئ لآخر ملوك غرناطة

في 1 نوفمبر 2008 الساعة: 10:39 ص

بلديات إسبانية تتخلى عن حمل شعار يسيئ لآخر ملوك غرناطة

هشام زليم
مدونة صلة الرحم بالأندلس.


الشعار قبل و بعد الحذف

لم تنته مأساة أبي عبد الله الصغير, آخر ملوك غرناطة, بسقوط مملكته سنة 1492م و رحيله إلى فاس ووفاته هناك, بل استمرّت 500 سنة بعده. نعم, فقد احتفظت بعض البلدات بصورة تهين هذا الملك  وجعلتها شعارا رسميا لها تتباهى بعرضها و تتذكرُ من خلالها يوم أسر القشتاليين له.

يعود تاريخ هذا الشعار إلى القرن الخامس عشر عندما منح الملكان الكاثوليكيان ايزابيلا وفرناندو ، فرناندث القرطبي حق إضافة صورة أبي عبد الله على شعار منطقته في مالقة، مكافأة له على مشاركته و اعترافا له بجهوده في دحر الجيش الغرناطي عام 1483 في مالقة. في الحين أضاف فرناندث القرطبي صورة الملك أبي عبد الله على الشعار الرسمي مع سلسلة ممتدة تلتف حول رقبته، إشارة الى دحره وإذلاله، وبقي العمل بهذا الشعار سارياً بصورة رسمية في عدة بلدات حتى وقت قريب. (1)
و هناك رواية تشبه هذه, تلك التي ذكرتها جريدة الشرق الاوسط السعودية. تقول هذه الرواية أن فرنانديث القرطبي هو أول ماركيز لقُمارش و شارك بالحروب الأخيرة ضد غرناطة, بل هو شخصيا من أسر الملك أبي عبد الله الصغير سنة 1483م في معركة لوسينا, فله الحق في الإفتخار بهذا الإنجاز و لقريته سيديلا الحق في الإفتخار به كذلك. (1)

لم يُقنع هذا التبرير المعارضين الإسبان لصورة أسر الملك الغرناطي, فردوا عليهم بلسان عمدة بلدة Canillas de Aceituno خوثي مانويل أراندا : "قررنا عدم الاستمرار في حمل شعار يرمز للعبودية و للعنصرية, شعار لا معنى له في جيل جديد متحرر لا يبحث عن تعميق الصراع بين الأعراق" (2) 

1- بلدة سيديلا. Sedella-

هذه البلدة الصغيرة ذات الألف نسمة, رفعت سنة 1987م شعار "الحرية لأبي عبد الله الصغير". كانت المعركة من أجل الحرية طويلة لكنها استحقت العناء. هكذا اعتبرها العمدة فرانسيسكو كالفيز ماركيز (من الحزب الإشتراكي الإسباني): "بعد 500 سنة في الأغلال, حان وقت إطلاق سراحه. لم نرد تغيير التاريخ لكن ليس من الطبيعي أنه في كل مرّة أتوصل برسالة من المجلس البلدي أرى صورة شخص حول عنقه الأغلال. (2)
اعتمد الحذف رسميا في هذه البلدة في شتنبر 2007م.

2-بلدة كانياس دو أسيتونوCanillas de Aceituno -

هذه البلدة ذات 2336 نسمة اتخذت قرار حذف السلسلة من  عنق أبي عبد الله لأنه يشكل عامل مواجهة و اصطدام, و هو أكثر ارتباطا بفترة ماضية, هذا ما أكّده عمدة البلدة خوسي مانويل أراندا.

3-بلدات لازال بها شعار أبي عبد الله أسيرا

لازالت هناك ثلاث بلدات أخرى تحمل شعار أسر أبي عبد الله و هي :

 قمارشComares , أركش Archez و سيالونكا Sayalonga. و كلها تقع بإقليم مالقة. (2) 

الهوامش

1)جريدة الشرق الأوسط عدد 5 يونيو 2008.

(2) التصريحات الخاصة بعمدة سيديلا و كانياس من جريدة 20minutos عدد 13/05/2008و المقال بعنوان :

Dos pueblos de Málaga eliminan la cadena al cuello de Boabdil que tenían sus escudos

هشام زليم
مدونة صلة الرحم بالأندلس..