"كما جا عُبَيد من طٌرُّوش" مثل أندلسي.
هشام زليم
"كَما جا عُبيد من طُرُّوش" هو مثل أندلسي ذكره الزجالي (توفي بمراكش سنة 1294م) في كتابه "أمثال العوام". و هو مثل يُضرب في خيبة المسعى و إخفاق الرسالة (1), و هو يحوي بالتالي نفس معنى المثل العربي الشهير: "رجع بخفي حنين".
و
عُبيد المذكور في المثل هو عُبيد الله بن علي الكلابي من أصحاب يوسف بن عبد
الرحمان الفهري آخر أمير للأندلس في عصر الولاة (95ه-138ه), و طروش هي قرية من
كورة البيرة, نزل بها عبد الرحمان الداخل أول أمره و منها قامت دولته, و هي اليوم
مركز إداري تابع لمالقة و تقع على بعد 47 كلم منها. (1)
و عبيد الله بن علي
هو ثالث ثلاثة أوفدهم يوسف بن عبد الرحمان الفهري إلى عبد الرحمان الداخل بطروش
لاستبيان أمر قدومه للأندلس, و الآخران هما خالد بن زيد و عيسى بن عبد الرحمان
الأموي. و قد بعث معهم يوسف بهدية إلى عبد الرحمان الداخل, لكنهم اتفقوا في الطريق
على أن يتخلف عيسى بن عبد الرحمان بالهدية انتظارا لنتيجة سفارة صاحبيه عبيد و
خالد. و بين يدي عبد الرحمان الداخل بدر من خالد ما دعا تكبيله و حبسه, فطار الخبر
إلى عيسى الذي عاد مسرعا بالهدية إلى الأمير يوسف, بينما عاد عبيد الله بن علي إلى
قرطبة خائبا, و من هنا ضرب به المثل في خيبة المسعى و إخفاق الرسالة (2).
و تشتهر بلدة طروش
اليوم بروعة مناخها, فشعارها هو "طروش, أفضل مناخ في أوربا", و هذا أمر
أثبتته دراسة علمية حديثة, فأصبح يقال عنها: " أفضل مناخ في أوربا يوجد في
إسبانيا, و تحديدا في الأندلس, و بالمعايير العلمية في البلدة المالقية طروش".
الهوامش:
(1) "تاريخ
الأمثال و الأزجال في الأندلس و المغرب" محمد بن شريفة, الجزء الثاني, ص 327.
(2) مختصر للقصة من
كتاب "أخبار مجموعة في فتح الأندلس و ذكر أمرائها – رحمهم الله- و الحروب
الواقعة بها بينهم" مجهول المؤلف. حققه إبراهيم الأبياري. ص 75-76.
صلة الرحم بالأندلس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق