"الرأس
المغربي" Punta marroqui بجزيرة طريف الأندلسية, أقصى نقطة جنوبية لقارة أوربا.
صلة الرحم بالأندلس
هشام زليم.
"جزيرة الحمام" المتصلة ببر طريف
جزيرة طريف
الأندلسية تَحدَّت الأسطورة و هزمتها, و ها هي تواجه القدر المحتوم بعزيمة و إصرار
يليقان بطابعها العنيد.
تقول
الأسطورة أن المغرب الأقصى و الأندلس كانتا رتقا واحدا ففتقهما هرقل بجبروته و
باعد بينهما, فأنشأ بعمله هذا مضيق جبل طارق. لم يكن يتصور هرقل, حتى في أحلك
كوابيسه, أن ثغرا صغيرا سيتحدى إرادته و يصِل ما أراد رؤيته مقطوعا.
طريف:
تقع مدينة
طريف Tarifa الساحلية في أقصى جنوب إقليم الأندلس و هي تتبع لمقاطعة قادش. و
قد وصفها الرحالة الشريف الإدريسي في موسوعته "نزهة المشتاق في اختراق
الآفاق" قائلا: "فأما جزيرة طريف فهي على
البحر الشامي في آخر المجاز المسمى بالزقاق ويتصل غربيها ببحر الظلمة وهي مدينة
صغيرة عليها سور تراب ويشقها نهر صغير وبها أسواق وفنادق وحمامات وأمامها جزيرتان
صغيرتان تسمى إحداها القنتير - يسميها الإسبان اليوم جزيرة الحمام Isla de las palomas-وهما
على مقربة من البر. (مجلد 1. ص 176).
"جزيرة الحمام" و "الرأس المغربي"
(لوحة في جزيرة الحمام كُتب عليها "أنت في أقصى
نقطة جنوبية في أوربا")
و
جزيرة القنتير التي ذكرها الإدريسي تُسمى اليوم "جزيرة الحمام" Isla de las Palomas. و
يعتبر الطرف الجنوبي لهذه الجزيرة, و الذي يُطلق عليه "الرأس المغربي" Punta marroqui,
أقصى نقطة جنوبية في القارة الأوربية. و قد تمّ ربط "جزيرة الحمام"
ببرِّ طريف عام 1808 عبر معبر طوله 798م.
الطريق
الرابط بين مدينة طريف و "جزيرة الحمام"...يمينا المحيط الأطلسي و يسارا
البحر المتوسط.
من فرائد "جزيرة الحمام" أن
أحد أطرافها يطل على المحيط الأطلسي بينما الآخر يطل الآخر على المحيط الأطلسي,
كما تدل على ذلك هذه اللوحة الزليجية الموجودة على الجزيرة.
مدخل جزيرة الحمام
الضباب يحجب رؤية جبل موسى في الضفة المغربية.
بعض المباني المهجورة داخل الجزيرة.
المنارة البحرية "الرأس المغربي"
هنا نقطة "الرأس المغربي", هنا أقصى نقطة
جنوبية في القارة الأوربية. السواحل المغربية, على بعد 14 كلم, يغطيها
الضباب...نفس الضباب الذي يغطي العلاقة بين الضفتين.
تكسر الأمواج على "الرأس المغربي"...أمواج
المحيط الأطلسي تعانق أمواج البحر المتوسط...يقال بأن اسم "جزيرة الحمام"
جاء من منظر تكسر الأمواج على ساحل الجزيرة.
صلة الرحم بالأندلس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق