وادي الإقليم, جوهرة جنوب غرناطة
هشام زليم
صلة الرحم بالأندلس
صخرة المسلمين بدركال |
تُعدُّ منطقة وادي الإقليم El valle de Lecrin واحدة من أروع المناطق السياحية و التاريخية في إقليم غرناطة جنوب إسبانيا, حيث تجتذب سنويا المئات من السياح و الزوار. تتوفر المنطقة على إرث تاريخي مهم, إضافة لمجال طبيعي غاية في الروعة و سمعة مشهود لها في فن الطبخ.
يقع وادي الإقليم جنوب غرب جبال الثلج "سييرا نيفادا". و تضم المنطقة قرى و بلدات: البدول, دركال, مارشينة, كزفخار, كونتشار, لاس أنبونويلاس, نيكويلاس, الساقيات, موندوخار, تالارا, بزنار, تابلات, إزبور, لوس أسيبوتشس, بينوس ديل فالي, ريستبال, ملخيس, سالريس, مورتشاس و إلتشيتي. يمتد وادي الإقليم من جبال الثلج "سييرا نيفادا" إلى سهل البونويلاس و جبال غواخاريس, و من تلة "زفرة المسلم" إلى ملتقى نهري إزبور و واد الفيو.
كان وادي الإقليم واحدا من المناطق التي عبر منها الفنيقيون القادمون من السواحل الجنوبية إلى داخل شبه الجزيرة الإيبيرية. و كان في العصر الإسلامي يدخل ضمن حدود كورة البيرة و شهد ازدهارا كبيرا و كثافة سكانية عالية بفضل قربه من عاصمة مملكة غرناطة. لكنه تعرض لخراب و دمار كبيرين في أواخر عصر بني الاحمر بسبب الحروب و المعارك الطاحنة التي جرت فيه بين فرناندو الكاثوليكي و أبي عبد الله بعد رفض هذا الأخير تسليم غرناطة في الوهلة الأولى.
في عام 1499, ثار مورسكيو غرناطة بسبب إصرار الكاردينال ثيسنيروس على تنصير الغرناطيين قسرا, فعاد وادي الإقليم ليئن تحت وطأة الجيوش. و تُعد قنطرة تبلاتي Tablate موقعا استراتيجيا للعبور إلى منطقة البشرات.
في عام 1570, و بعد إخماد فليبي الثاني لثورة المورسكيين في البشرات, صدر قرار بإخراج المورسكيين من غرناطة, بما فيهم مورسكيو وادي الإقليم, مما أدى لانخفاض مهول في عدد سكان المنطقة و دفع السلطات لجلب ساكنة من أندلوسيا, طليطلة, كوينكا و جليقية لتعويض خروج السكان الأصليين.
شجرة الخروب ذات الألف سنة بوادي الإقليم |
يتوفر وادي الإقليم على العديد من المواقع الأثرية التاريخية المثيرة للاهتمام, مثل برج التيو بايو, المصبنة, دير المبشرين العتيق سان بيدرو دي القنطرة بلاس ألبونويلاس, حمامات أوركويزاس, صخرة المسلمين, طريق القناطر, منبع عين سانتيا, دير القديس المسيح دي زاباتو ببينوس ديل فالي, المجرى المائي الروماني بكونتشار و المحادي للنهر الذي ينبع من دوركال, مطاحن الساقيات و موندوخار و التي تحولت اليوم إلى متحف, معصرة الزيت بنكويلاس التي أصبحت اليوم متحفا أيضا, شجرة الخروب ذات الألف سنة بريستبال, بقايا الطريق الروماني و الدور الحاملة لشعارات النبالة بريستبال, أزقة الأزهار و بقايا قلعة المسلمين بمورتشاس.
هشام زليم
صلة الرحم بالأندلس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق