الخميس، 31 يناير 2013

مؤرخة إسبانية لا تعتبر دخول المسلمين إلى الأندلس غزوا.

كتبهاهشام زليم ، في 18 نوفمبر 2008 الساعة: 11:25 ص

مؤرخة إسبانية لا تعتبر دخول المسلمين إلى الأندلس غزوا.

هشام زليم
مدونة صلة الرحم بالأندلس.

Dolores Bramon

بتاريخ 11نونبر 2007 أجرت وكالة الأنباء الإسبانية EFE حوارا مع  المؤرخة القطلونية دولورس برامونDolors Bramon و قد ترجمناه للعربية.


عنوان المقال: مؤرخة تعتبر أن وصول المسلمين لأسبانيا في القرن الثامن لم يكن احتلالا


Historiadora senala que llegada de los musulmanes a Espana en el siglo VIII no fue una conquista


و هذا نص المقال:

ترى  دولورس برامون Dolors Bramon المؤرخة بجامعة برشلونة أن مسار الأسلمة خلال القرن الثامن الميلادي لم يكن قط احتلالا لأن السكان الأصليين, الذين كانوا الغالبية العظمى, تحمّسوا و انخرطوا في هذه الحضارة التي كانت متفوقة آنذاك.

ففي حوار أجرته معها وكالة EFE , أكّدت برامون خلال مشاركتها في أيام دراسية  حول الإسلام و الشأن القومي بقطلونية على أنّ العرب لما وصلوا في القرن الثامن كانت النسبة غير متكافئة, بحيث لولا اعتمادهم على مساعدة السكان الذين يقطنون بالمنطقة لما استطاع الإسلام الانتصار.

بالنسبة للمؤرخة لم يكن هناك احتلال, و لم تكن بعده حرب استرداد Reconquista, و إنما قدوم قوم أصحاب ثقافة متفوقة آنذاك تحمّس لها السكان المحلّيون و انخرطوا فيها, ليس فقط من وجهة نظر ثقافية, بل حتى من الناحية الدينية.

و بخصوص الإرث الإسلامي, أوضحت برامون أنه لولا مجزرة محاكم التفتيش لكانت بقايا هذا الوجود غزيرة.

ففي القرن الخامس عشر, حسب قولها, تأسست هذه المؤسسة لقمع المنشقين عن الملوك الكاثوليك و انطلاقا من هنا عمل السكان الأصليون على إخفاء و تورية كل مظهر يعود لهذا الماضي الإسلامي, لما فيه من تهديد لحياتهم.

المؤرخة بجامعة برشلونة أشارت إلى أن العديد من أسلافنا كانوا مسلمين, وهذا لا يعني أن دمهم عربي, لأن العرب جاءوا بعدد قليل جدا.

برامون أوردت بأنه إذا كانت البقايا المعمارية قليلة بسبب استعمالها فيما بعد كمنشآت عسكرية و بالكاد نعثر على حائط, خندق أو سور , و إذا كان التأثير الثقافي تمّ إخفاءه بسبب الخوف, فإن الأثر اللغوي استمر في كلمات ك arroz الأرز, Taronja النارنج بالقطلانية و Garbino القربة أو الوعاء الجلدي, و هو أمر لم تستطع محاكم التفتيش منعه.

أما الهيكلة الإقليمية فلم ترث شيئا من الوجود الإسلامي, و حسب برامون, ذلك راجع للتحولات السياسية التي أحدثت قطيعة مع الهيكلة السابقة.

مجال  آخر تأثر بهذا الماضي هو مجال الطبخ رغم تعرضه هو الآخر, حسب المؤرخة, لضغوطات محاكم التفتيش :فالطبخ بشحم الخنزير ليس كالطبخ بالزيت التي كانت لها  نكهة مختلفة كان بإمكانها كشف مسلم متستّر.

رغم ذلك فقد استمر هذا الحضور في مواد كالحلوى, و الكسكس الذي اشتقت منه أكلة البايلا Paella, و كذلك من خلال استعمال البهارات.

و في كتابين صدرا في القرون الوسطى القطلونية, و يعتبران أقدم كتب عن الطبخ في أوربا, و هما كتاب Sent Sovi  سنة 1324 و كتاب Llibre del Coch سنة 1490م, نجد أن استعمال البهارات كان منتشرا لكن محكمة التفتيش قضت على هذه المواد لأن محكمة التقتيش كانت تتمتع "بحاسة شم قوية".

و فيما يخص إمكانية العثور على بعض بقايا الماضي الإسلامي بقطلونية, عبّرت برامون على صعوبة الأمر و إن لم يكن مستحيلا, على غرار اكتشاف المعسكر الروماني مؤخرا في بلدة الضيعة Aldea بطرغونة , و هو اكتشاف لم يكن منتظرا.

بالنسبة لبرامون سيكون من الرائع العثور على بعض الآثار, لأن الآثار الموجود حاليا مختلطة و معادة الترميم مثل الموجودة في بلنسية,  و قلاع Suda de Tortosa, Suda de Lleida و  Castell Formos  في بلاغوير Balaguer.

ممّا لا شك فيه أنه لن نجد أبدا مثيلا للحمراء أو لجامع قرطبة لأن السيطرة الإسلامية على برشلونة كانت جد قصيرة, لكن الاحتكاك اللغوي كان مهما لأكثر من 900 سنة و ترك آثارا في اللغة القطلانية.


مصدر المقال
عرّبه و كتبه هشام زليم
مدونة صلة الرحم بالأندلس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق